الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءات شعرية إماراتية مصرية في اتحاد الكتاب بالشارقة

قراءات شعرية إماراتية مصرية في اتحاد الكتاب بالشارقة
6 مايو 2010 21:55
أقام اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول، أمسية شعرية جمعت شاعرين من الإمارات هما: إبراهيم محمد إبراهيم واحمد العسم إلى أربعة شعراء من مصر هم: درويش الأسيوطي ورمضان عبد العليم ومحمد عزت الطيري ومحمد جاد المولى. وجاءت الأمسية، التي شهدها حضور لافت في إطار اتفاقية التبادل الثقافي بين الاتحاد من جهة وفرع اتحاد كتّاب وأدباء مصر في محافظة الأقصر من جهة أخرى، وحملت الفعالية عنوان “أيام الأقصر الثقافية في الإمارات”. فقرأ أولا الشاعر درويش الأسيوطي، الباحث في التراث الشعبي، فأخذ مزاج الشعر وموضوعه إلى سبعينات القرن الماضي، حيث حضرت القصيدة السياسية وما تنطوي عليه من تحريض أو موقف سياسي واضح ضد كل ما هو سائد، وذلك دون أن يخسر الشعر منطقه أو منطقيته، فظلت الاستعارات والتوريات هي التي تُعلي من شأن القول والخطاب الشعريين: “هذي بلاد هي النون في صرخة البدء (كن) وقوقعة الدهر، تجمّع عشاقها من حنايا الأراغيل، تضرب للشوق موعده، والنهار. أما مع الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم، فانقلب مزاج الشعر إلى نوع من التأمل الهادئ، الذي لم يخلو من نبرة أسى عميقة تظهر حتى في قصائد الحب التي قرأ بعضا منها الشاعر: “في هذا الليل الموحش لا شيء سوى الأحلام السوداء وأشباه وجوه تتماوج في بحر مرايا”. ومع الشاعر رمضان عبد العليم، عاد الشعر بمتابعيه إلى الزمن الجميل، زمن العامية المصرية في نماذجها السبعينية الراقية والمميزة، بل الصافية وطيبة القلب، حيث الشعر يصغى إليه بالدارجة الصعيدية لكن القول فيه فصيح بالتأكيد: “متكسر الغيم والرمل اموج برئ الشيطان الرجيم من تيهي فوق كل طريق أعوج فلا تسأليني مين ف الهودج أمّنا أم كسرى إسأليني مين أحوج القدس أم البصرة” ثم كانت القراءة للشاعر عزت الطيري، الذي أشاع الأجواء ذاتها بقصائده التي نحت باتجاه الالتزام وفضح واقع سياسي لأمة بأكملها، غير أنه ختم بقصيدة تقوم أساسا على اللغة ببنيتها الشعرية المتصوفة إلى حد ما والتي كانما قد أخذت إيقاعها من الجلسات الصوفية الشعبية المصرية. من أجواء ما قرأ الطيري من قصيدة أربعون نقتطف: “يا هذا الظالم إن تفقأ عينيّ سأبصر ظلمك بعماي” ومع أحمد العسم عاد الشعر ليتأمل في الذات الإنسانية وما تتركه ضغوطات الحياة اليومية من متاعب وأوجاع، كما لو أن الشعر، بهذا المعنى، للحزن فيه جذور وليس الغموض: حتما سأمنحك مساء وشرفة القلب مَنْ يفتحه برحمة دافئة كي يدخل مصحوبا بالسلامة أو يطل من شرفته كي يخرج باردا يا حبيبي يا صغيري كيف أتمم باقي الأسئلة وأنت تحدثني عن البيت وفنائه المطرز بتفاصيل الذكريات”. وأخيرا، قرأ الشاعر محمد جاد المولى عددا من القصائد التي أبرزت تشبع هذا الشاعر بغنائية عذبة وسلسة أكدت على موهبة لافتة وتدفق في الصور الشعرية المحمولة على السرد. في الختام تبادل كل من الشاعر حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وادباء الإمارات وحسين القباحي رئيس الوفد الزائر الدروع وشهادات التقدير، ثم ألقى القباحي كلمة أكد فيها حرص المثقفين العرب في مصر على توثيق علاقاتهم بإخوانهم، وأن المبدعين في الأقصر يعملون جاهدين على أن يكون لمدينتهم العريقة دور في هذا المجال. بدوره تحدث الصايغ في كلمة مماثلة عن سعادته بلقاء هذه الكوكبة من المبدعين، وقال إنه حضر في السنوات الأخيرة أمسيات كثيرة في أماكن مختلفة منها مصر، وكان يردد دوماً أن الشعر ليس بأحسن حال، لكنه في هذه الليلة آمن بأن الشعر بخير.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©