أصبحت العاصمة الألمانية برلين في أوج استعدادها لاستقبال بطولة جديدة من أكبر البطولات الرياضية حيث تستضيف غداً فعاليات بطولة العالم الثانية عشرة لألعاب القوى التي تستمر حتى 23 أغسطس الحالي.
وربما لن يكون للبطولة نفس حمى التشجيع والجماهيرية التي شهدتها ألمانيا في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 والتي استضافت برلين عدداً من مبارياتها ومنها المباراة النهائية لكن المسؤولين في العاصمة الألمانية بذلوا الكثير من الجهود من أجل تعريف الجماهير بنجوم البطولة مثل العداء الجامايكي يوسين بولت ونجمة الوثب العالي الألمانية أريانه فريدريش. وتشهد البطولة 47 سباقاً ومسابقة تقام فعاليات معظمها في الاستاد الأولمبي ببرلين والذي فاز فيه العداء الأميركي الشهير جيسي أوينز بأربع ميداليات ذهبية في أولمبياد برلين 1936. ولكن سباقات المشي والماراثون ستقام بوسط المدينة وحتى بوابة براندنبرج ويتوقع أن يشاهدها جمهور غفير على جانبي الطريق. كما يوجد هناك ما يدعى «كولتورستاديون» وهو مكان كبير لتجمع المشجعين وبه بعض التجهيزات لإقامة حفلات موسيقية وينتظر أن يزور هذا المكان بعض النجوم المشهورين في عالم ألعاب القوى مثل موريس جرين ومايكل جونسون. وقال كلاوس فوفورايت رئيس المجلس المحلي لبرلين: «إنني على قناعة بأن سكان برلين سيكونون مضيفين رائعين للبطولة مثلما كان الحال في كأس العالم بألمانيا، اللاعبون والزائرون من كل أنحاء العالم سيقضون وقتا لا يمكن نسيانه». ووفر المجلس المحلي للمدينة 20 مليون يورو من الميزانية الإجمالية للبطولة والتي تبلغ 44 مليون يورو بينما يأتي المبلغ الباقي من عقود الرعاية ومبيعات التذاكر. وبلغ عدد التذاكر المباعة بالفعل حتى الآن أكثر من 300 ألف تذكرة من بين إجمالي عدد تذاكر البطولة والبالغ 500 ألف تذكرة. ويثق الجميع في برلين بأن حالة اللامبالاة التي تسيطر على سكان برلين تجاه البطولة ستتغير بشكل كبير للغاية بمجرد بدء فعاليات البطولة. وسيكون نجاح البعثة الألمانية المشاركة في البطولة بقيادة نجمة الوثب العالي أريانه فريدريش دعماً قوياً لأجواء البطولة. وقالت العداءة الألمانية السابقة كاترين كرابه الفائزة بذهبيتين في بطولة العالم لألعاب القوى عام 1991 :«بطولة العالم في بلدي، إنه أمر شيق، سيمنح هذا اللاعبين الألمان دفعة جيدة». وقال أستريد كومبيرنوس الفائز بذهبية دفع الجلة في أولمبياد أتلانتا 1996 إن مستقبل ألعاب القوى الألمانية سيتحدد خلال بطولة العالم ببرلين. وأضاف: أن «هذه البطولة قد تحول الوضع إلى أجواء رائعة ونتائج جيدة، المشجعون يجب أن يستمتعوا بالذهاب إلى الاستاد مجدداً لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات لمشاهدة منافسات ألعاب القوى الرائعة». ويسعى بولت وفريدريش وغيرهما من النجوم إلى الانضمام للتاريخ العريق لألعاب القوى في برلين التي شهدت العديد من الإنجازات، كان منها فوز أوينز بذهبياته الأربع في أولمبياد 1936 ونجاح روزماري أكيرمان لاعبة ألمانيا الشرقية عام 1977 في كسر حاجز المترين للمرة الأولى في مسابقات الوثب العالي. كما شهدت برلين عام 1984 نجاح أوفي جون في رمي الرمح لمسافة 80ر104 متر مما دفع مسؤولي ألعاب القوى إلى تغيير تصميم الرمح لأن الرمية كانت أبعد كثيراً من طول الاستادات العادية. أما آخر أبطال ألعاب القوى الذين شهدتهم برلين فكان العداء الإثيوبي هايلي جبريسلاسي نجم سباقات الماراثون والذي نجح في تحسين الرقم القياسي العالمي للسباق البالغ طوله 195ر42 كيلومتر من خلال ماراثون برلين عامي 2007 و2008.
عدد اليوم
