الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمة تقرأ

19 مارس 2011 19:20
من وقت إلى آخر تخرج علينا الأبحاث العلمية بنتائج مذهلة خاصة في مجال العلم والتعلم، ومن تلك الأبحاث ما تقول: إن عدد التشابكات العصبية للخلايا العصبية تزداد مع تزايد المعلومات التي يتلقاها الإنسان. وهذا الأمر يجعلنا ندرك أهمية القراءة المتواصلة ودورها المهم في تنشيط وتفعيل الذاكرة لدى الإنسان، وقد بدأ الوحي باللقاء الأول مع الرسول عليه الصلاة والسلام بكلمة «اقرأ» ثم تلى عليه قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1). وفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب في العام الماضي، مرت علينا مواقف طريفة مضحكة ومبكية، منها أتى رجل يسأل أحد البائعين في أحد الأجنحة عن سعر كتاب معين، وعندما أخبره بسعره قال الرجل:»هذا الكلام موجود في الإنترنت، أريدك أن ترخص لي قيمة الكتاب». نظر إليه البائع وقاله له «طالما ما كتب في الكتاب موجود في الإنترنت فلماذا تشتريه؟ اذهب وخذه منه». وموقف آخر، دخل رجل وأخذ يقلب صفحات كتاب معين ثم أخذ يناقش البائع حول قيمة الكتاب، وفجأة قال بصوت عالٍ: «إن المعلومات التي في الكتاب أخذت من المراجع، فلماذا هو غال؟» نظر إليه المسؤول فعرفه، فقد كان هذا الرجل متواجداً في المعرض الماضي، وقد جلس في الجناح يومها قرابة ثلاث ساعات يقرأ في أحد الكتب وعندما اكتفى منه ذهب ولم يشتر شيئاً. تلك بعض المواقف لأناس لا تدرك قيمة الكتاب ولا المجهود الذي وضعه المؤلف لإخراجه بالشكل الذي يليق، وهناك العشرات من المواقف الإيجابية والمشرفة لشخصيات متلهفة وشغوفة ومحبة للقراءة وللبحث والتخطيط لحياتها. ووجدنا من يريد أن يصبح محاضراً ومدرباً ومن يريد أن يؤلف كتاباً وغيرهم الكثيرين من المهتمين ببناء العقل وتطوير الذات. أحببت من هذا الموضوع تسليط الضوء على نماذج من البشر وعلاقتهم بالعلم والتعلم والمعرفة، خاصة عندما قرأت مقالة للدكتور عارف الشيخ جاء فيها «في العالم اليوم 900 مليون أمي، أي أن من بين كل خمسة أشخاص شخصاً واحداً لا يعرف الكتابة والقراءة، والنساء ثلثا هذا العدد. وتقول الإحصاءات إن أكثر من 100 مليون طفل لا يجدون فرصة التعليم والالتحاق بالصف الأول الابتدائي، ويعيشون حالة الحرمان الدائم. أما الوطن العربي وحده فنسبة الأمية فيه قد تجاوزت 70 مليون أمي، حسب إحصائية عام 2005». وتقول الإحصائية إن «أمية النساء في الوطن العربي تشكل نسبة 60%، ويمكن القول إن ربع السكان يعانون من أمية القراءة والكتابة، وبعبارة أخرى 80 مليون عربي يعانون من الأمية الألفبائية». وأريدك عزيزي القارئ أن تركز على عبارة «أما الوطن العربي وحده فنسبة الأمية فيه قد تجاوزت 70 مليون أمي». ولذا وجب علينا نشر العلم والمعرفة لكي نصبح بحق أمة «اقرأ» لترتقي وتستفيد وتنفع نفسها ومن سيأتي بعدها. فهل شراؤك للكتب لهذا العام سيكون كالأعوام الماضية؟ فلقد سمعنا عن من يشتري ليزين مكتبة بيته، أو ليُقال عنه «مثقف»! dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©