الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العائدون إلى نيجيريا.. يواجهون الجـوع وسط أرض قاحلة وأنقاض المنازل

العائدون إلى نيجيريا.. يواجهون الجـوع وسط أرض قاحلة وأنقاض المنازل
5 مايو 2017 02:00
بانكي (رويترز) عندما سمع «بوكار عبدالقادر» أن الجيش النيجيري أعلن تحرير مدينة عائلته «بانكي» من أيدي مسلحي تنظيم «بوكو حرام» الإرهابية، وأنها أصبحت آمنة فعل كل ما في وسعه لإعادة أسرته إليها بعد ثلاث سنوات من فرارها منها. واستغرق ادخار ما يغطي كلفة رحلة العودة التي تستغرق يومين في حاوية على شاحنة إلى شمال نيجيريا، تسعة أشهر من الجوع اضطرت خلالها الأسرة لبيع حصص الطعام التي كانت تحصل عليها في مخيم للاجئين في الكاميرون. إلا أنه بدلاً من العودة إلى فلاحة الأرض، كما كان الحال من قبل وجدت الأسرة أرضاً خراباً قاحلة وأنقاض منازل مهدمة وسيارات محترقة، حيث قادهم الجنود إلى التجمع في مخيم مزدحم. فقد سويت المدينة، التي استعادها الجيش في سبتمبر 2015 بالأرض، بعد أن كانت تزخر بمظاهر الحياة. وأصبحت أسرة عبد القادر رهينة المخيم مع نحو 32 ألفاً آخرين من سكانه، الذين أصبحوا بلا بيوت تأويهم يحرسهم جنود، لا يسمحون لهم بالخروج من دون مرافقة، والسبب المعلن هو حمايتهم من المتفجرات المنتشرة في الأراضي الزراعية. وأوضح عبدالقادر بصوت يجيش بالمشاعر، وهو يحدق النظر في أولاده: «لا أستطيع أن أعول أسرتي لأنني لا أستطيع الزراعة، وإذا فتح السوق فربما أستطيع عمل شيء لتحسين حياتهم». ونجحت قوات الأمن النيجيرية في استعادة معظم الأراضي التي سيطر عليها من قبل مسلحي «بوكو حرام»، وذلك بعد سنوات من تمرد كان المدنيون فيه هم المستهدفون في كثير من الأحيان. لكن بدلاً من جلب نهاية سعيدة للصراع، كشفت الانتصارات عن تجمعات سكانية ينهشها الجوع. ويقول دبلوماسيون «إن نحو 4.7 مليون شخص في شمال شرق نيجيريا يعتمدون على المساعدات الغذائية، التي يتعطل بعضها بسبب هجمات الإرهابيين أو لنفاد الأموال أو حتى السرقة قبل أن تصل إلى المحتاجين». وربما يصبح ملايين النيجيريين قريباً عرضة للخطر، إذا تدهور الوضع كما تتوقع السلطات عندما يبدأ في شهر مايو، موسم هطول الأمطار الذي يستمر خمسة أشهر ويجعل الزراعة مستحيلة في المناطق، التي يمكن العمل فيها الآن. ويمثل هذا الجزء من نيجيريا الحافة الغربية من قوس الجوع الذي يمتد عبر أفريقيا حتى السودان والصومال ويواصل امتداده إلى اليمن في شبه الجزيرة العربية. وتعتقد الأمم المتحدة أن عدداً يصل إلى 20 مليون نسمة معرضون للخطر فيما قد يصبح أسوأ مجاعة في العالم منذ عشرات السنين. وأفاد أحد العاملين الميدانيين المسؤولين عن توزيع الغذاء للأطفال في مخيم «بانكي»، طالباً عدم نشر اسمه، معلقاً على الظروف التي يعيش فيها سكان المدينة المدمرة قائلاً: «هذا المخيم متصدع بالفعل». وتحت أشعة الشمس اللافحة وقف نحو 300 من النساء والأطفال في طابور للحصول على المياه. وقالت فاطمة مالام، الأرملة التي تعول ثلاثة أطفال، «إنها اضطرت للانتظار خمس ساعات». وأوضح المسؤول الميداني أن هذا بات أمراً معتاداً في المخيم. ولا توجد سوى 14 بئراً ارتوازية لسد حاجة سكان المخيم من المياه. وأضاف المسؤول: «عندما يحل موسم الأمطار من المرجح أن تتفشى الكوليرا، وأمراض أخرى لأن الناس يتغوطون في العراء». وتحت إغراء أخبار استعادة الجيش الأراضي من أيدي «بوكو حرام»، عاد نحو 152 ألفاً من أمثال عبد القادر وأسرته من الكاميرون والنيجر منذ بداية العام وفقاً لبيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. إلا أنه نظراً لاستمرار «بوكو حرام» في تنفيذ تفجيرات انتحارية وهجمات كر وفر، فإن أغلبهم ينتهي بهم الحال في مخيمات يعجزون فيها عن استئناف الزراعة التي تمثل النشاط الرئيسي في شمال شرق البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©