مصممون هنود يستحضرون لون الزعفران وكلاسيكية البنجاب في عروضهم الجديدة

تحت خيمة واحدة اجتمع مهتمون بصناعة الموضة، بمن فيهم الإعلاميين، المشترين، والنخبة من نجوم ونجمات بوليوود، حيث كانوا على موعد مع الفن والخيال، من خلال المشاركة في الاحتفالية الموسمية لأسبوع “لاكام” الشهيرة، وليتمتعوا معا بما أبدعته مقصّات كبار المصممين الهنود من أزياء تجمع ما بين ثقافة الشرق والغرب. تحولت أنظار العالم في الأسبوع الماضي إلى بوابة العالم مدينة “مومبي” العريقة، حيث انطلقت من هناك فعاليات عروض أزياء أسبوع الموضة الهندي “لاكام” لموسمي خريف وشتاء 2011/2012، والذي يعد واحداً من أهم أسابيع الموضة العالمية، حيث يتبارى من خلاله نخبة متميزة من مصمميّ الأزياء الهنود، ليقدموا رؤيتهم الجديدة وأفكارهم المبتكرة في مجال الأناقة والجمال. اتجاهات الموضة استعرضت منصات “لاكام مومبي” على مدى أيام الأسبوع المنصرم، مجموعة من الأزياء، الأفكار، والمبتكرات، التي عبرت عن أهم اتجاهات الموضة الهندية للموسمين القادمين، وفيما جنح فيها بعض المصممين الشباب نحو التغريب، واستحضار الثقافة الأوروبية والصورة الغربية في أسلوب الملابس وتصميم الاكسسوارات، سواء لناحية القصّات أو الموديلات التي طرحت هناك، حيث ظهرت الكثير من الفساتين الشديدة القصر “ميني جيب”، والعديد من القمصان المفتوحة المغرية مع تلك البناطيل الضيقة الملتصقة بالساقين. فقد حافظ البعض الآخر منهم على طرازه الهندوسي الأصيل وهويته الأسيوية، مصمما على إظهار العناصر الجمالية للموضة بشكلها التراثي القديم وبرؤية كلاسيكية تقليدية، مع إدخال شيئ من لمسات المعاصرة والحداثة عليها أحيانا، مستمدين من الثقافة الهندية وأوجهها المتعددة، لمسات من الغنى والفخامة لناحية الشك والزخارف والتطريزات، مع التركيز على الألوان الحميمية الدافئة، وكالشك اليدوي الدقيق بالأحجار الملونة والخرز، والذي عادةً ما يميّز الفنون الهندية اليدوية المعروفة، ويفردها عن غيرها في عالم الموضة والأزياء. العودة إلى التراث من ضمن العروض المهمة، قدمت المصممة الهندية الشابة بريتا كابور في عرضها الأخير لتشكيلة الخريف والشتاء القادمين، انعكاسات جمالية مستوحاة من التراث والتاريخ الهندوستاني القديم، حيث ركزت على وجود الساري الهندي مع طراز كلاسيكي لملابس إقليم البنجاب، مفضلة الألوان الجاذبة والمثيرة من درجات الأحمر المشرب بالبرتقالي، والأصفر الزعفراني مع البني المحمّر، لتغنيها بمطرزات ونقوش مشغولة يدويا بالخرز والباييت مع الستراس. وحافظ المصمم العالمي مانيش مالهوترا خلال معرض “لاكام مومبي” على أسلوبه التقليدي في التصميم، مستعرضا تشكيلة بديعة من الأزياء الأنيقة، جاءت معظمها منفذة بالأقمشة البيضاء والعاجية وبعضا من ألوان الباستيل، لتزخرفها ورود وأوراق مطرزة بخيوط الحرير والبريسم مع الأحجار الملوّنة، وبخطوط كلاسيكية مستلهمة من عدة مناطق متفرقة في الهند. بين الشرق والغرب أما المصممة بابيتا مالكاني، فتألقت بشكل لافت خلال أسبوع الموضة الهندي في مومبي، حيث قدمت مجموعة مبتكرة ومختلفة بكل المقاييس، مازجت فيها بين الأسلوبين الشرقي والغربي في التصميم فطعمت هذا بذاك، لتولف بين بساطة أوروبا وخصوصية آسيا، وتجمع القديم بالجديد في ترجمة معاصرة للتراث، وقطعا نهارية جذابة وخفيفة مزينة بالجرسات المذهّبة والخرزات، تناسب الأجواء الاستوائية الحارة، نفذتها بحس غربي وعصري، تزينه لمسات فاتنة من التراث الهندي. كما ظهرت باقة المصممة أنيتا دونجر بشكل مترف وغني، منسجمة ومتناغمة فيما بينها، وتجمعها بوتقة واحدة من الألوان والأقمشة والخطوط، حيث طغى عليها اللون البيج العاجي والأبيض الكريمي مع طبعات براقة موشاة بخيوط الذهب والفضة، وشك يدوي ناعم على الصدر والأطراف، على موديلات عصرية جديدة ولكنها تحمل نفحات من الروح الهندية الأصيلة، وما تحمله من لمسات الفرادة والجمال. التمسك بالأفكار حرصت الأختان الشابتان كريان ومجنا على التمسك بأفكارهما التي تميل كثيرا وبشكل جلي نحو الطراز الغربي والطريقة الأوروبية في الملابس والأزياء، لتصمما معا أشكالا وموديلات شديدة المعاصرة من فساتين قصيرة، وبنطلونات مطاطية ضيقة، مع أوشحة وقمصان، والكثير من الخطوط البسيطة والفضفاضة، ومن خلال اللعب بخامات مختلفة من القماش وبدرجات أصباغ قاتمة وأخرى باهتة تعبر عن رؤيتهما الخاصة للأناقة الشبابية في الزمن الحاضر.