الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ندوة التحصين الفكري تدعو لمواجهة التحديات ووقف محاولات أسلمة التطرف

ندوة التحصين الفكري تدعو لمواجهة التحديات ووقف محاولات أسلمة التطرف
16 يونيو 2016 00:16
إبراهيم سليم (أبوظبي) دعت ندوة التحصين الفكري ضد الأفكار الهدامة، إلى ضرورة معالجة التحديات التي تواجه شباب الأمه، ومواجهة محاولات أسلمة التطرف، فليس في الإسلام تطرف، كما يزعم البعض، وسد الفجوة والهوة بين المؤسسات الدينية والإفتاء، وبين الشباب الذي أصبح أكثر انحرافاً، ورفضاً لما يقوله أهل العلم، رغم جهلهم بالقرآن والسنة وأصول الفقه، كما أكدت أن التشدق بالرجوع لنظام الخلافة هو منهج تتبناه القوى التكفيرية، كداعش، وأن هناك خطرا تواجهه الوحدة الوطنية وهو تكفير المخالف في الدين أو الطائفة، كما شددت على دور الأسرة وفي وقاية الأبناء من الأفكار الهدامة. وأكدت الندوة التي نظمتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف واستضافت خلالها عددا من المتحدثين من العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»إلى أن الشباب في العالم الإسلامي فقد هويته وثقافته بسبب التطور التقني والفضائي، ووسائل الاتصال الحديثة. وعرف الدكتور الحسين محمد آيت من علماء المغرب ماهية التحصين الفكري والعلاقة الوثيقة التي تربط الضروريات الخمس بمقصد الأمن، أكد فيها على وجوب تحصين الأمة لأبنائها من الأفكار الهدامة، والحفاظ على الضروريات الخمس، ومن بينها النفس الإنسانية، والذي أكد أن فقد الأمن هو فقد كل شيء من شأنه تقديم منتج للحضارة الإنسانية، . وتحدث الدكتور عبدالناصر موسى عبدالرحمن، أستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة اليرموك، حول محور الخطاب الديني وأثره في التصدي للأفكار الهدامة، وكشف خلاله عن تعرض الشباب في العالم الإسلامي للعديد من التحديات، ورغم أن نسبة الشباب تشكل نحو 70 في المئة، من إجمالي السكان في الدول العربية، إلا أن الدول فشلت في السيطرة على أبنائها وحمايتهم من التعرض لأفكار وتيارات منها الصالح ومنها الطالح، ويواجه شباب الأمة تحديات ثقافية واجتماعية وأمنية، وفكرية، وتيارات العلمانية، والإلحاد واليسار الإسلامي. وتحدث الدكتور محمد عبدالفضيل المحاضر، والمنسق العام لمرصد الأزهر وعضو مركز الحوار بالأزهر الشريف، حول محور الوحدة الوطنية وأثرها في تعزيز الوقاية الفكرية ضد الأفكار الهدامه، شدد فيها على أن أي انشقاقات في الوحدة الوطنية، له عواقب وخيمة تبدأ دائما بشيوع الكراهية الشعبية أو العزلة الاجتماعية، وقد تتطور هذه الكراهية أو العزلة إلى نزاعات طائفية، أو حروب مسلحة، تستهدف تقسيم الوطن على أساس اثني أو لغوي أو ديني أو طائفي. ودعا إلى تغذية الثقافة المجتمعية بفكرة أهمية الوحدة الوطنية للحفاظ على المجتمع كبنيان وعلى الدولة ككيان، وأن من أخطر الأمور على بقاء الدولة دون تفككها هو انشقاق وحدة الصف من خلال اللعب على وتر الأعراق والقبائل والديانات، أو من خلال استخدام مفاهيم تحاصر مفهوم الوحدة الوطنية مثل حضر وبدو أو مواطني الداخل والخارج أو أبناء المدينة وأبناء القرية أو مسلمين وغيرهم من الديانات أو سني وشيعي وما إلى ذلك. فهذه أمور تفرق بين أبناء الوطن الواحد. وأشار إلى وجود مفاهيم كثيرة مغلوطة وأفكار هدامة تحول دون ترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية، منها فكرة التشدق بالرجوع سريعا لنظام الخلافة الذي سقط، وهي فكرة قامت على نشرها في عصرنا الحالي مثلا داعش التي اختارت خليفة للمسلمين وأعلنت كفر وحل دم جميع من لا يبايعه، وفي الحقيقة لا نعلم لما فعلوه أساسًا واضحا قاطعا بينًا في الدين الإسلامي، وليتهم يعلمون أن الوطن الذي تأتي فيه مقومات الخلافة من عدل ومساواة وتسامح هو خلافة، فقد اشتهر عمر بن عبد العزيز مثلا أنه الخليفة الخامس الراشد لما رسخه في وطن المسلمين من عدل. وتابع فضيلته الفكرة الثانية التي تواجهها الوحدة الوطنية هي تكفير المخالف في الدين أو الطائفة، ثم الانطلاق منها إلى عزله أو استحلال دمه بدعوى أنه في النار. وتستخدم في ذلك غالبا لغة التخويف من ضياع العقيدة أو الدين بالتوازي مع لغة الوعد بالجنة ونعيمها وهكذا. وهذه الفكرة «فكرة عزل المخالف واستحلال دمه» هدمها القرآن حين أمرنا بالبر لهذا المخالف وإعلان الوحدة معه تحت راية الوطن أو الدار أو الأرض، وكيف يستقيم ذلك وقد أحل القرآن أكل طعام أهل الكتاب والزواج من نسائهم، وأوصى الفقهاء الزوج المسلم بإيصال زوجته إلى كنيستها حيث تصلي وانتظارها حتى تنتهي، وما قولهم في إعلاء قيمة الجوار للمشرك الذي قال فيه القرآن:«وإن استجارك أحد من المشركين فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه» إن كان هذا حق الجوار وقيمته، فما بالنا بحق الوطن وقيمته؟ وتحدث فضيلة الشيخ عمر حبتور الدرعي مدير إدارة الإفتاء في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، حول الأسرة ودورها في وقاية الأبناء من الأفكار الهدامة، وطرح عدة تساؤلات حول دور الأسرة ومسؤوليتها عن التنشئة، وأهمية ملاحظة التغيرات على الأبناء. وتوصل إلى أن الفكر المتطرف، لا يستطيع النفاذ إلى الأسرة المتماسكة، بينما ينشط ويفرخُ في الأسر القلقة، ويتبرعم ويتوالد في ظل الأزمات والمشاكل بين الزوجين، فيجد الفكر المتطرف حينها ملاذه الآمن ليتسلل لفكر الأبناء، ويعشعش في قلوبهم، ليكونوا لقمة سائغة للاستقطابات الفكرية المنحرفة، والانتماءات الحزبية، ذلك لأن الجماعات المتطرفة يحلو لها الاصطياد في الماء العكر، وتبتهج بالضوال التي لا أمين عليها، لتجعل منهم الوقود لنار الفتنة، والممدُ للهيبها، من الأفكار المتطرفة والأحزاب والجماعات المنحرفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©