الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القوة الناعمة تتسرب من أيدي الاتحاد الأوروبي

القوة الناعمة تتسرب من أيدي الاتحاد الأوروبي
5 مايو 2017 02:02
فاليتا (رويترز) عندما التقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة في قصر بمالطا من الطراز «الباروكي»، الذي يرجع للقرنين السابع عشر والثامن عشر، أفاد الوزير الفنلندي مازحاً، بأنه على الرغم من الفخامة التي تشع من حولهم، فهم ليسوا سوى «أطباء ولحامين» يحاولون «رتق الأمور» في العالم. وشاعت مثل هذه النبرة اليائسة عن النفوذ العالمي لأوروبا في وقت يكافح فيه الاتحاد لمواكبة قرار بريطانيا الانفصال عنه، وأزمة مهاجرين لم يسبق لها مثيل على أعتابه، وكذلك صعود النزعة الشعبوية المناهضة للاتحاد، والتي دعمت الحكام ذوي الميول القومية في المنطقة. وعلى الرغم من أن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بقيادة الولايات المتحدة، يتحمل منذ فترة طويلة العبء العسكري في أوروبا، فقد استطاع الاتحاد الأوروبي الذي يتمتع بقوة اقتصادية كبيرة التباهي «بقوة ناعمة»، حقق من خلالها نجاحات دبلوماسية، تتراوح من دوره في إبرام الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، وتحقيق الوفاق مع كوبا، والانتفاضة المؤيدة له في أوكرانيا. غير أن بعض الوزراء والدبلوماسيين يشيرون إلى عجز الاتحاد الأوروبي عن إنهاء الصراع في أوكرانيا أو المساعدة في حل الأزمة السورية، باعتبار ذلك من الأدلة على تعثره بما يفيد روسيا، والإضرار بهذين الشعبين. وقال دبلوماسي كبير من الاتحاد الأوروبي: «إن انفصال بريطانيا وأزمة المهاجرين كان لهما فعلاً تأثير علينا، ولم نفقد كل قوتنا الناعمة، لكننا نشعر أن سلطتنا الأخلاقية ليست بالقوة التي اعتدناها». ويسعى الاتحاد الأوروبي، بوصفه أكبر مانح للمساعدات في العالم، إلى نشر سيادة القانون والديمقراطية في الخارج، وسعى إلى تحويل دول شيوعية سابقة إلى ديمقراطيات مزدهرة تقوم على أساس عوامل السوق. غير أنه بعد اجتماع في أبريل، وصف وزير الخارجية البولندي «فيتولد فاشتكوفسكي»، الجو السائد بين زملائه بأنه «متشائم ومحبط»، مستشهداً «بالأزمات الكثيرة التي تغمر أوروبا». وأضاف: «الوضع في الشرق الأوسط ليس حسناً، والنتيجة أن الاتحاد الأوروبي ليست لديه أدوات تذكر للتأثير في المشكلات التي تشهدها المنطقة». أما وزير الخارجية الفرنسي «جان مارك أيرو»، الذي حاول من دون جدوى تنفيذ اتفاق سلام مع موسكو في أوكرانيا، فقد تملكه التشاؤم بعد ذلك بأسابيع في مالطا. وقال في مدينة فاليتا الإيطالية: «نحن بحاجة إلى زيادة سرعة الإيقاع، وأن تكون لدينا الثقة كي نلعب دوراً في العالم»، مضيفاً: «إن المناقشات بين الوزراء تُركز أكثر من اللازم على الجوانب الفنية وتفتقر للرؤية». وبوسع الاتحاد الأوروبي أن يشير إلى وحدة موقفه من العقوبات الاقتصادية على روسيا، في أعقاب ضم موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. وحتى في ظل الغموض الذي يكتنف اتجاه العلاقات الأميركية الروسية في أعقاب انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقول دبلوماسيون: «إن من المتوقع أن يمدد الوزراء العمل بالعقوبات في يوليو، كما أن خطط دول الاتحاد للتعاون في مجال الدفاع تحرز تقدماً». غير أن البعض يرى أن الاتحاد الأوروبي كتكتل لا يتمتع بالقوة الكافية لحل الصراع في شرق أوكرانيا، الذي أسفر عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل حتى الآن منذ أبريل 2014، بعد أن وافقت حكومات الاتحاد الأوروبي على السماح لفرنسا وألمانيا بقيادة محادثات السلام. وأفاد «أندرس فوج راسموسن»، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، بأن زيادة الضغط على روسيا ممكن فقط بمشاركة أقوى من الاتحاد الأوروبي كله ومن الولايات المتحدة. واعتبر «فريدريك ويسالو»، المحلل بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن زيارة «فيديريكا موجيريني»، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لموسكو في أبريل لم تحرز أي تقدم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©