فاطمة عطفة (أبوظبي)
تنطلق اليوم «القمة الثقافية في دورتها الثانية في العاصمة الإماراتية أبوظبي بعنوان: «إمكانيات بلا حدود: بناء روابط جديدة بين التراث والابتكار»، هذا ما كشفته اللجنة التوجيهية في إعلانها عن برنامج القمة في المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح أمس في منارة السعديات، وذلك بهدف بحث حلول عملية من خلال التكنولوجيا والإعلام وتعليم الفنون لتحسين الواقع، وتقام الجلسات النقاشية في منارة السعديات، من 8 إلى 12 الشهر الحالي، حضر المؤتمر الصحفي كل من سيف سعيد غباش، مدير عام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وديفيد روثكوف، الرئيس التنفيذي لمجموعة «روثكوف» والمشارك في تنظيم القمة، وكارلا كاناليس، عضو اللجنة التوجيهية للقمة ومغنية الأوبرا العالمية ومديرة البرمجة الفنية للقمة.
وتحدث سيف سعيد غباش قائلا: يسعِدني أن أكون معكم لإطلاق الدورةِ الثانية من «القمة الثقافية، لقد كانت القمة في دورتِها الأولى العام الماضي حدثا مركزيا في العمل الثقافي في الدولة، فمن خلال تقديمِ نموذج حيوي للنقاش وتبادلِ الأفكار بمنظور ونهج عالمي، يتجلى دورنا في دائرةِ الثقافة والسياحةِ - أبوظبي باعتبارِنا الجهة التي تقود تطوير الحلول لمواجهة التحديات التي يواجهها هذا القطاع، والمرتبط بشكل وثيق بالإنسانية ونمو المجتمعات. وأضاف موضحا: كان من المشجع لنا أن نلمس تغيرا جذريا في فهمِ الدور الذي يجب أن تلعبه المنطقة، وأبوظبي بشكل أخص، في المجتمع الدولي، وذلك بعد أشهر فقط من افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، أول متحف عالمي يفتح أبوابه للجمهور في المنطقة، حاملا رسالة عميقة للعودة إلى جوهر الإنسانية، مبينا أن القمة الثقافية برنامجها هذا العام مواضيع أكثر حيوية، استجابة لاحتياجات المجتمعات المعاصرة، ويشهد البرنامج حوارات ما بين أكثر من 400 مشارك في هذا الملتقى العالمي، من قادة الحكومات والفنون والإعلام والتكنولوجيا والبيئة والفنانين، للبحث في أوجه التعاون التي يمكِن تحقيقها من أجل تحسين الحياة لنا ولغيرنا، إضافة إلى تقديم عروض تعبيرية لفنانين يجسدون قيم التعاون وطرح تصوراتهم الشخصية عن مختلف القضايا التي تجمَعنا كبشر، إلى جانب حضور شخصِيات بارزة تمكنت من إحداث فارق في محيطها، سيتم تكريمها بجوائز الدبلوماسية الثقافية.
ولفت إلى أن هذه القمة تجمع عقولا من أكثر من 80 دولة، ولكل منهم دوره في برنامج القمة، و»هذا يعكس التزامنا بتمهيد الطريق نحو إيجاد تفاهمات دولية تعالج الصعوبات الحالية التي تحول دون تحقيق تعاون مثمر تتطلع إليه الإنسانية، مبينا أن الأفكار التي ستناقش إجراءات ومشاريع ستنفذ في السنوات القادمة، وتترك أثرا حقيقيا على الجميع». ودعا وسائل الإعلام للمساهمة في النقاشات، وخاصة أن بعض النقاشات تتعلق بالدور الجديد للإعلام في مجتمعاتنا. وختم كلمته بتوجيه الشكر إلى المشاركين في تنظيمِ القمة وهم: مجموعةِ روثكوبف، وشركة تي سي بي فينتشرز، إلى جانب فريق دائرة الثقافة والسياحةِ – أبوظبي.
وقال ديفيد روثكوف، الرئيس التنفيذي لمجموعة «روثكوف» والمشارك في تنظيم القمة: «نتطلع إلى الترحيب بهذه النخبة من رواد العالم ممن يؤمنون تماما مثلنا بالحاجة الماسة لابتكار آليات جديدة من شأنها إعادة تعريف مفهوم التعاون الثقافي في العالم الرقمي، بشكل يؤكد دور الدبلوماسية الثقافية في تحقيق التقارب وبناء الجسور بين شعوب العالم.
وبدورها قالت كارلا كاناليس، عضو اللجنة التوجيهية للقمة ومغنية الأوبرا العالمية المشهورة، ومديرة البرمجة الفنية للقمة: «تسعى القمة الثقافية جاهدة إلى تغيير نظرة الناس حول الدور الكبير الذي يمكن للثقافة لعبه في مواجهة التحديات العالمية الراهنة، في وقت يسود فيه الخوف من ثقافة الآخر. ومن هنا تعي القمة الثقافية قدرة الفنون على بناء جسور الثقة وتعزيز الوعي العام في هذا الشأن.
ومن المقرر الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة «الدبلوماسية الثقافية» لهذا العام خلال القمة وتكريم الأفراد والمؤسسات الرائدة في مجال الدبلوماسية الثقافية والتي قدمت العديد من الإسهامات لمواجهة التحديات العالمية من خلال نشر الثقافة. ويضم برنامج القمة الثقافية مجموعة من عروض الأداء تحت شعار «إمكانيات بلا حدود»، بينما يجمع برنامج مختبر الفنان من 40 إلى 50 فناناً من مختلف التخصصات والجنسيات في دولة الإمارات العربية المتحدة للاستفادة من الخبرات وتبادل الأفكار، بالإضافة إلى التعاون على إيجاد حلول مبتكرة لبعض أبرز القضايا العالمية الملّحة على الساحة الاجتماعية والثقافية.
وفي الجولة الصحفية برفقة ميساء القاسمي مدير برامج متحف جوجنهايم أبوظبي في دائرة الثقافة والسياحة، شاهد الإعلاميون أعمال الفنانين المشاركين في القمة.
نورة الكعبي: تؤكد الدور الذي تلعبه الثقافة في العلاقات الدولية
قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة رئيسة اللجنة التوجيهية للقمة إن الفعاليات تأتي لتؤكد الدور الذي تلعبه الثقافة في العلاقات الدولية واستكشاف كيف يمكن لها أن تكون قوة ملموسة تحقق التغير الإيجابي. ونوهت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجا يعكس قدرة التكامل الثقافي والتسامح على بناء دولة.. فيما ستكون هذه القمة ونتائجها منارة لأولئك الذين يسعون إلى حلول جديدة لمواجهة التحديات العالمية الملحة.
عدد اليوم
