الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق منتدى جائزة الشيخ زايد للكتاب في موسم أصيلة الثقافي

14 أغسطس 2009 00:34
افتتح سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي أمس الفعاليات الثقافية والأدبية لجائزة الشيخ زايد للكتاب ضمن مشاركتها لهذا العام في موسم أصيلة الثقافي في المغرب. وحضر الافتتاح كل من بنسالم حميش وزير الثقافة المغربي ومحمّد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة وراشد العريمي الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، بمشاركة عدد من الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب وأعضاء الهيئة الاستشارية للجائزة بالإضافة لنخبة من أعلام الفكر والثقافة في العالم العربي. وفي كلمة الافتتاح التي ألقاها سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان أكّد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن إيماناً قوياً بأن الحوار الثقافي هو أساس رفعة الحضارات وتقدمها، متمنّياً أن يكون إسهام أبوظبي في موسم أصيلة الثقافي الدولي فاعلاً ومكملاً للجهود الدؤوبة لمؤسسة أصيلة في خدمة مسيرة التنمية الحضارية. من جهته أعرب وزير الثقافة المغربي بنسالم حميش عن أهمية الجوائز العربية التي تعنى بالثقافة والكتاب كجائزة الشيخ زايد للكتاب وعن احتضانها لعقلنة وترشيد توفر المناخ المناسب للمتبارين مما يؤثر في إعطاء أحسن ما لديهم من إبداعات لإثراء الثقافة العربية. تعاون مشترك ورحب راشد العريمي أمين عام الجائزة بالحضور وشدد على تواصل التعاون المشترك بين جائزة الشيخ زايد للكتاب و موسم أصيلة الثقافي الذي كان ومازال منبراً ثقافياً تتوجه إليه أنظار العالم جامعاً كوكبةً من الكتّاب والروائيين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم للاحتفاء بالثقافة العربية والأدب العربي. وتابع العريمي بشرح موجز عن بدايات الجائزة منذ العام 2006، عندما وضعت أبوظبي حجر الأساس لجائزة الشيخ زايد للكتاب تخليدا لذكرى الشيخ زايد رحمه الله ودوره الرائد في التوحيد والتنمية وبناء الدولة والإنسان. وأكّد العريمي أن الجائزة وأهدافها تنبع من إيمانها بثراء الثقافة العربية وغناها بأعمال لا بدّ من إبرازها لإعلاء راية الأدب العربي على المستوى العالمي وإحياء التراث العربي العريق. وعن الواقع الثقافي العربي، ذكر العريمي أن الثقافة العربية تمر بمحنة حقيقية بدت واضحة بشكل أوسع بعد صدور تقارير دولية صادرة عن مؤسسات عربية وأجنبية تلقي الضوء على وضع الكتاب وحالة القراءة عموماً. وأضاف، «بعدما كانت الأمة العربية منارة تشعّ أدباً وثقافة ومنبراً علمياً وأدبياً، نسيت أو تناست الإرث الثقافي الثمين وهجرت الكتاب والقلم. ففي حين أن القارئ الأجنبي يطالع ما معدّله 10 كتب سنوياً، نجد أن المواطن العربي يقرأ ربع صفحة فقط بالمعدل سنوياً. واختتم العريمي بقوله إن عملية نشر المعرفة في الوطن العربي وإرساء قواعد المجتمع المعرفي العربي تكمن في رعاية واعية وهادفة لعناصر نشر المعرفة في المنطقة العربية، وهو ما يلخّص ما تسعى إليه جائزة الشيخ زايد للكتاب.كما وألقى الشاعر كريم معتوق - الفائز بلقب أمير الشعراء في نسخته الأولى- قصيدة شعرية عن المناسبة على هامش الافتتاح. ندوات الجائزة هذا وتلا الحفل عقد أولى ندوات الجائزة تحت عنوان «الجوائز الثقافية وأثرها على التنمية الحضارية» ضمن سلسلة الندوات المقررة لهذا العام، حيث أدار الحوار الدكتور علي راشد النعيمي، عضو الهيئة الاستشارية للجائزة، وبمشاركة كل من الدكتور بشير الخضرا الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2007 في فرع التنمية وبناء الدولة، والأستاذ ماضي الخميس، أمين عام ملتقى الإعلام العربي. وافتتح النعيمي الندوة بكلمته مسلّطاً الضوء على ما قامت به جائزة الشيخ زايد للكتاب من جهود لجسر الهوّة بين الحضارة العربية والغربية ونشر رسالتها الإنسانية، واستعرض مشاركات الجائزة في المحافل الثقافية من معارض للكتاب وفعاليات ثقافية حول العالم، وندواتها الخاصة في العديد من العواصم والتي فتحت باب الحوار مع المؤسسات الفكرية والأكاديمية وأسّست لشراكات استراتيجية واتفاقيات تعاون من شأنها تبادل مكنونات الحضارات والاحتفاء بالفكر العربي وإبداعات الإنسان العربي. فعلى صعيد مشاركاتها في المحافل الثقافية العالمية، استعرض النعيمي مشاركات الجائزة في الفعاليات الثقافية كل عام إضافة إلى معارض الكتب العالمية والعربية. وتابع النعيمي بقوله: «لم تقتصر مشاركة الجائزة على المعارض فحسب، بل استثمرت احتشاد عشاق الكتاب والمتعطشين للثقافة لإقامة ندوات ثقافية وأدبية على هامش تلك المعارض تضمّ مبدعين وخبراء من عالم الكتاب لمناقشة مواضيع تمسّ واقع الثقافة العربية وتلقي الضوء على مواطن التطوّر في الأدب العربي». وخلص النعيمي إلى الإشادة بثراء تجربة الجائزة من خلال هذه الفعاليات التي تلفّ رسالتها بغطاء عالمي وصل إلى جميع عناصر صناعة الكتاب، لا على المستوى الوطني والإقليمي فحسب بل على الدولي أيضاً، وأكّد أن الجائزة متابعة في الاتجاه ذاته مرتكزة على الأساس الناجح الذي رسّخته منذ قيامها لإحياء الثقافة والفكر في المنطقة العربية. من جهته قال الدكتور بشير الخضرا إنّ العالم العربي بحاجة ماسة إلى المؤسسات التي تقدم الجوائز الثقافية وغيرها من أنواع الدعم للمبدعين بدرجة أكبر بكثير مما هو الحال في الدول المتقدمة، كما استعرض تجربته الخاصة مع جائزة الشيخ زايد للكتاب والتي تكللّت بفوزه بفرع التنمية وبناء الدولة، وناقش أهمّ محاور كتابه الفائز «النمط النبوي-الخليفي في القيادة السياسية العربية والديموقراطية» معاناة المثقفين من جانبه، تحدث ماضي الخميس عن معاناة الثقافة والمثقفين في العالم العربي والمحاولات التي وقف التاريخ شاهدا عليها من محاولة السيطرة على المثقفين وتحويل إنتاجهم الثقافي إلى منتج خاضع لسياسات معينة وتوجهات محددة. وأشار إلى ضرورة التعاون وتضافر الجهود في عمل المؤسسات الداعم وأهمية العمل على توفير بيئة تعاونية بين جميع المؤسسات في العالم العربي سواء المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية. كما قال إن مؤسسة جائزة الشيخ زايد للكتاب وما تقوم به لهو عمل مقدس ذو رسالة نبيلة تهدف في الأساس إلى توحيد المجتمع العربي وتماسكه وإكسابه القدرة على إحداث تنمية شاملة في كل القطاعات والأهم هو بناء الإنسان ثقافياً وفكرياً وتوعوياً. وتتابع باقي فعاليات الجائزة في أصيلة لهذا العام لليوم الثاني، بندوة تناقش «الآداب والفنون والتقدم الحضاري» بمشاركة الروائي جمال الغيطاني، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2009، والروائي واسيني الأعرج، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2007، والكاتب والقاصّ ناصر الظاهري. أما الندوة الأخيرة فتحمل عنوان «التواصل الثقافي والرموز الكبرى» وتجمع محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة والفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2008 فرع شخصية العام الثقافية والدكتور بيدرو مارتينيز، المستعرب الإسباني والفائز بشخصية العام الثقافية في جائزة الشيخ زايد للكتاب 2009، والدكتور رضوان السيد عضو الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب. يذكر أن فعاليات موسم أصيلة تعقد كل عام وتنظم عددا من ندوات ثقافية دولية ومعارض للفنون التشكيلية و ورشات للنحت و لرسم الجداريات، فضلا عن سهرات فنية يحييها فنانون من مختلف أنحاء العالم.
المصدر: أصيلة، المغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©