عقدت دائرة الشؤون البلدية ورشة عمل للتعريف بنظام «مشاركة» لإدارة المعرفة، جمعت «سفراء المعرفة» من بلديات الإمارة والدائرة وذلك الأسبوع الماضي في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي. ويعد النظام الذي تم إطلاقه مؤخراً، مثالاً على توظيف التكنولوجيا لغايات تحسين أداء الموظفين، ورفع كفاءتهم الإنتاجية وبالتالي الارتقاء بمستوى خدمة العملاء.
وسيوفر هذا النظام منصة جديدة متطورة تمكن الموظفين من اكتساب ومشاركة الممارسات والمعلومات المتعارف عليها دولياً والتي تحظى بدرجة عالية من الأهمية في حياة الموظف المهنية اليومية. ويعد هذا المشروع، الذي يحمل اسم «مشاركة - التميز من خلال المعرفة»، ثمرة التعاون بين دائرة الشؤون البلدية وبلديات مدينة أبوظبي والعين والمنطقة الغربية. وتم التعاقد مع شركة Mouchel الاستشارية لتصميم وتطوير نظام «مشاركة»، إذ ستـُطلق الحزمة الأولى من الأنشطة المساعدة للمشروع نهاية العام الحالي. وحول النظام المستحدث أشار معالي راشد الهاجري رئيس دائرة الشؤون البلدية الى «أن أساس إدارة المعرفة يكمن في البدء بإيجاد أخـلاقيات العمل بروح الفريق الواحد بحيث يستخدم الموظفون التكنولوجيا في تبادل المعلومات والقيام بمهامهم الوظيفية بشكل أكثر فاعلية، وبالتالي تحسين جودة وسرعة الخدمات البلدية التي يقدمها موظفون مؤهلون وقادرون على استخدام أحدث التكنولوجيات العالمية، وهو ما يشكل تحولاً ثقافيــاً يمهد الطريق أمام تأهيل كوادر أكثر كفاءة قادرة على خدمة قاطني الإمارة على المديين المتوسط والبعيد». وأضاف الهاجري انه «بإطلاق دائرة الشؤون البلدية لمشروع «مشاركة» نكون قد حققنا أحد عناصر جائزة أبوظبي للتميز في الأداء، وجددنا التزامنا برؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وجهود الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، والهادفة الى الارتقاء بمستوى الخدمة في حكومة أبوظبي لتصبح إحدى الحكومات الرائدة في العالم». وبناء على ذلك ارتأت الدائرة، من خلال مشروع «مشاركة»، تمكين الموظفين وتوفير الأدوات التي تسهم في تحسين مستوى إدارة أعمال البلدية من خلال التدفق الحر للمعلومات وتبادل المعرفة، والإلمام بأفضل الممارسات من خلال تسهيل تدفق المعلومات الضرورية والاستفادة من المعرفة المقتصرة فقط على الموظفين المختصين والخبراء العالميين، ليحصل عليها الشخص المناسب في الوقت المناسب، ليتسنى بالتالي نقل الخبرات من الاستشاريين إلى الموظفين، ونشر المعرفة بين البلديات والهيئات الحكومية الأخرى. وكانت ورشة العمل التي عقدتها الدائرة منبراً مثالياً لتبادل المعرفة والخبرة، حيث قام «سفراء المعرفة» من البلديات بوصف خبراتهم من خلال تجاربهم الشخصية في برنامج «مشاركة» حتى الآن. وحضر الورشة 60 موظفاً من الدائرة وبلديات أبوظبي والعين والمنطقة الغربية. وسلط معالي راشد مبارك الهاجري خلال الورشة الضوء على أهمية هذا المشروع في تحقيق أهداف المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، قائلاً: «إن دور «سفراء المعرفة» هو تشجيع تبادل المعرفة بين زملائهم في بلديات الإمارة إن عمل هؤلاء الأفراد سيكون مفتاح نجاح هذا النظام». وتعتبر نظم إدارة المعرفة على المستوى العالمي، أحد المتطلبات الرئيسة التي تسهم في تمكين دوائر ومؤسسات القطاع الحكومي لغاية دعم خطط التطور والنمو الطموحة للارتقاء بمستوى الخدمات، وهو ما أثبتته نظم مماثلة في دوائر حكومية اخرى متمثلة بقدرتها على تعزيز مهارات الموظفين ومهنيتهم لإنتاجية أفضل. وفي سياق الاستفادة من الإنجازات والخبرات الدولية، قام وفد برئاسة علي جابر اليافعي مدير إدارة مساندة الأعمال في دائرة الشؤون البلدية بزيارة المملكة المتحدة للإطلاع على ممارسات إدارة المعرفة في القطاعات الحكومية هناك. وقام الوفد بالتعرف على مجالات إدارة المعرفة في مجال الرعاية الصحية والتي تعد من اضخم برامج التغيير الجارية حالياً في مجال العمل المدني في العالم. وفي تعليق حول تبني هذه المبادرة قال اليافعي: «إن إدارة المعرفة أمر أساسي لدعم الأهداف الاستراتيجية للدائرة والبلديات، ونأمل بأن يكون نجاح مشروع «مشاركة» خطوة تحفيزية نحو تبني الدوائر والكيانات الحكومية الأخرى لهذا النظام في مختلف أنحاء الإمارة في المستقبل القريب». وعلى الصعيد العملي، تشرف مكاتب إدارة المعرفة التي تم أنشاؤها حديثاً في البلديات على تطبيق النظام الذي يشمل برنامجا تعريفيا لكل الموظفين الجدد بهدف تمكينهم من فهم متطلبات نطاق العمل البلدي خلال فترة وجيزة إلى جانب نشر دليل للموظفين والمهارات يساعدهم على التعارف فيما بينهم والاطلاع وتبادل الخبرات.
عدد اليوم
