الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توقع باستمرار ريادة المملكة المتحدة في «التقنية المالية»

توقع باستمرار ريادة المملكة المتحدة في «التقنية المالية»
5 مايو 2017 22:38
ترجمة: حسونة الطيب إن للتقنية المالية، مساهمة كبيرة في تغيير الطريقة التي يعيش بها الناس حالياً، ما يعني تأثيرها العميق على اقتصادات الدول حول أرجاء العالم المختلفة. وتعني هذه الثورة اليوم، دفع أجرة الحافلة بمجرد تمرير بطاقة في ماكينة وحجز سيارة أجرة باستخدام إحدى تطبيقات الهاتف الذكي، فضلاً عن إمكانية تحويل الأموال لأي منطقة في العالم عبر شاشة مثبتة داخل أي مكان في المنزل. كل ذلك، لم يدر بخلد أحد حتى وقت قريب لم تتجاوز مدته عقداً واحداً. وبالتطلع للمستقبل، تجد المملكة المتحدة نفسها في حاجة للاستفادة من الفرص المتاحة والتصدي للتحديات التي تبرز نتيجة زيادة وتيرة التطور التقني واحتدام المنافسة. وتُعد بريطانيا، رائدة عالمية في مجال تطبيق التقنية في الخدمات المالية. لكن مع ذلك، ربما تتعرض البلاد لمخاطر فقدان ريادتها في ثورة تقنية معدة لأن تكون في عمقها، كالتغييرات التي فرضها تطور قطاع السكك الحديدية في القرن التاسع عشر. ويترتب على المملكة المتحدة، وهي تستعد للخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي، إصلاح ثلاثة محاور تتعلق بقطاع التقنية المالية. أولها، أن تكون بمثابة المركز لأي تطويرات في البنية التحتية الأساسية. وأن تتقدم الركب التنظيمي في أوروبا، إضافة للسرعة في بدء تنفيذ المشاريع. كما أنه ومن دون قوة موقف المملكة المتحدة، النابعة من إرثها العميق في الخدمات المالية والسياسة الداعمة والأطر التنظيمية، ستقع عرضة للمخاطر من مراكز التقنية الأخرى سريعة النمو في كل من أميركا وآسيا. ومن المرجح، اعتماد البنية التحتية في المستقبل على البرامج. وعند التفكير في التقنية المالية، غالباً ما ينصب ذلك في تطبيقات الواجهة الأمامية الابتكارية المستخدمة من قبل المستهلكين، خاصة عندما يتعلق الأمر بعمليات الدفع. وفي حين تميزت هذه العمليات بالسرعة والفاعلية، لا يخلو تطوير البنية التحتية للتطبيق الذي يعمل على دعم كافة العمليات، من الأهمية. وتقف وراء كل عملية دفع، شبكة من الأنظمة الدوارة وعلاقات بين البنوك وبين شركات الدفع والبطاقات. وفي حين يطلب المستهلكون المزيد من المنتجات والخدمات التقنية، توفر التقنية المالية خيارات واسعة تتمتع بمميزات أمنية قوية. وتعتمد البنية التحتية في المستقبل، بشدة على البرامج، لتخرج عن كونها طرق وسكك حديدية تقليدية. لذا من المنتظر أن تلعب التقنية المالية دوراً أكثر أهمية في الاستراتيجية الصناعية لحكومة بريطانيا. وعملت الحكومة باستمرار على تمويل عمليات البحث والتطوير بنحو 2 مليار دولار، لتمضي بذلك في التأكيد على استمرار قطاع التقنية المالية في المملكة المتحدة في التفوق على الابتكارات السريعة في نواح أخرى من العالم. ويعتمد أيضاً تطوير البنية التحتية المستقبلية، على رأس المال الفكري، الذي يمثله مطورون ومهندسون ومصممون ومتخصصون بريطانيون ذوو كفاءات عالية. والبلاد في حاجة ماسة للتصدي للفجوات المتمثلة في خبرات قطاع تقنية المعلومات، من خلال التلمذة الصناعية والشراكات في تطوير المناهج. وتملك بريطانيا الآن، فرصة لا تقتصر على تشكيل التقنية والابتكار على المسرح العالمي فحسب، بل لوضع المعايير التنظيمية العالمية في المستقبل أيضاً. وظلت بريطانيا ومنذ زمن طويل، تحتل المقدمة في وضع النظم التي ساعدت في النهوض بالابتكار والمنافسة. واخترعت بريطانيا، آلية تحديد الوصول التنظيمية، التي تسمح للتقنية المالية باختبار الجديد من المنتجات والخدمات وأنماط الأعمال، دون الاستعانة بمعايير تنظيمية كاملة. ويتم استخدام هذه التقنيات الآن حول مختلف أرجاء العالم، ومن المنتظر توسيع دائرتها لتساعد الأعمال الجديدة على الابتكار والنمو. وفي حال عمدت المملكة المتحدة، لريادة العالم في تطوير تقنيات مالية جديدة، من العملات المشفرة إلى الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء، ينبغي عليها الاستعداد لمجابهة التحديات التي تواجهها مستقبلاً. ومن المنتظر، أن يغير البريكست، شروط الدخول لأسواق الاتحاد الأوروبي، وربما يؤثر على مقدرة بريطانيا القائمة على التقنية المالية، لتقديم خدمات خارج حدودها وجذب أفضل المواهب. وفي هذه الحالة، تعتبر سياسات التجارة الدولية ضرورية، لمحافظة البلاد على موقعها. وينبغي عليها، بناء جسور تنظيمية مع أسواق نامية جديدة. كما يساعد بناء علاقات متينة مع دول مثل، الهند وسنغافورة، على تصدير التقنية المالية لأسواق جديدة. ومن شأن اتباع نهج مشترك لنظم الدفع، تعزيز التجارة في كافة قطاعات الاقتصادات ذات الصلة بالمملكة المتحدة. وتعمل التقنية المالية، على ديمقراطية الحقل التجاري وفي المقابل، يستفيد المستهلك من الطرق الميسرة لإدارة المال والدفع للسلع والوصول لسلسلة واسعة من المنتجات والخدمات المالية. ويستمر تطبيق التقنيات في تغيير الخدمات المالية داخل البلاد وخارجها. وفي حالة التنفيذ الدقيق على نطاق واسع وخارج حدود الدولة، من الممكن مساهمة التقنية المالية في توفير شبكات معلومات أكثر قوة والمزيد من الفرص للمستهلك. وبالتاريخ الثري الذي تزخر به المملكة المتحدة والخبرة الطويلة، يمكنها الاستمرار في لعب دور الريادة على الصعيد العالمي ودعم ازدهار ونجاح بريطانيا العالمية. نقلاً عن: إنترناشونال نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©