رصدت أجهزة الشرطة ودائرة البلدية والتخطيط في عجمان في الأشهر القليلة الماضية ظاهرة لجوء عشرات العمال إلى التجمع في شوارع الإمارة وساحاتها للنوم والتسامر، ما دفع إلى التفكير في إيجاد علاج لهذه الظاهرة التي باتت تؤرق السكان والجهات المتخصصة.
وقال العقيد سعيد حميد مدير إدارة المراكز التابعة للإدارة العامة لشرطة عجمان ومحمد عبدالوهاب رئيس لجنة تنظيم سكن العزاب في بلدية عجمان إنهما رصدا الظاهرة على مدار الأشهر الماضية، باعتبارها ظاهرة جديدة على المدينة، وأنهما قاما بتصويرها وكتابة تقارير عنها لاتخاذ الإجراءات القانونية لمنعها، لما تسببه من «إساءة» للمظهر الحضاري للمدينة باعتبارها واجهة سياحية، كما تشكل خطورة على العمال وعلى سائقي المركبات. وأعرب سكان في عجمان عن مخاوفهم من نوم العزاب في الشوارع والميادين الرئيسة والسهر الطويل حتى وقت متأخر من الليل ولعب الورق، مشيرين إلى أنهم يخافون من هذه التجمعات لأنها تشكل خطورة على أمن الأسر، وتسيء إلى المظهر الحضاري للمدينة، كما أنها تسبب حالة من القلق والخوف، خصوصاً على النساء والأطفال عند خروجهم. ولفت العقيد حميد إلى أن تجمع العمال في الجزر الوسطى للشوارع الرئيسية ونومهم أو استلقاءهم على ظهورهم أو حتى جلوسهم فيها يشكل خطورة أمنية كبيرة، لأن هذه الأماكن غير مخصصة للجلوس أو النوم، ولكنها مخصصة لتشكل مظهراً جمالياً وحضارياً للمدينة. وأضاف العقيد حميد أن هذه الظاهرة تحتاج إلى إجراءات سريعة لمنعها أو الحد منها على الأقل، واقترح أن يتم تسيير دوريات شرطية في أماكن تجمع العمال في الشوارع الرئيسية والفرعية والميادين، وتوعيتهم بخطورة هذه الأفعال، خصوصاً أن كثيراً منهم يعبر الطرق من غير الأماكن المسموح بها، ما يتسبب في كثير من الحوادث المرورية والدهس. ولفت إلى إمكانية اللجوء لإيقاع مخالفات على هؤلاء الأشخاص، وفرض غرامات مالية عليهم، مشدداً على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة، خصوصاً أن هناك عمالاً يرتكبون أفعالاً خادشة للحياء، مثل استلقائهم على ظهورهم لابسين «إزارات عارية». من جهته، أكد رئيس لجنة تنظيم سكن العزاب في بلدية عجمان ظاهرة نوم العمال في الساحات والجزر الخضراء أن منظر العمال وهم نائمون في تلك الأماكن العامة يعكس صورة غير حضارية تؤثر سلباً في سمعة الإمارة السياحية، لا سيما أنها تعتبر من الإمارات المتوسطة والمزدهرة بالنهضة العمرانية، ما يجعلها محطة عبور ومقصدا للمئات من السائحين يومياً. وكشف أن البلدية حذرت العمال الذين ينامون في الشوارع أكثر من مرة، وأنه في حال تكرار مخالفتهم، خصوصاً بين الأحياء السكنية، سيتم فرض غرامة مالية عليهم لعدم التزامهم بالقوانين الخاصة بذلك. وأشار إلى أن لجنة تنظيم سكن العزاب تبذل جهوداً لتوعية أفراد المجتمع حول هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر بين الأحياء السكنية، معرباً عن أمله في أن يكون هناك تعاون من أصحاب العقارات في تنفيذ القوانين وعدم المخالفة. وطالب وزارة العدل بمنح مفتشي لجنة سكن العزاب والعمال صفة الضبطية القضائية، حتى يمكن القضاء على هذه الظاهرة بالتعاون مع أجهزة الشرطة، لأن الظاهرة تحتاج إلى تكاتف الجميع للقضاء عليها. وكان سكان في عجمان شكوا لـ«الاتحاد» من انتشار ظاهرة نوم عزاب في الشوارع، حيث أعرب محمد حسن أحد سكان شارع راشد بن حميد الأول عن قلقه من الظاهرة، خصوصاً أنها تعطل حركة السير في الشوارع، ما يسيء إلى المظهر الحضاري العام للمدينة، فضلاً عن إمكانية تسببهم في خوف السكان وإزعاجهم في الساعات المتأخرة من الليل. من جهته، رأى العمال أن تصرفهم «طبيعي»، خصوصاً في ضوء ضيق ذات اليد وعدم قدرتهم على اللجوء إلى المقاهي. وقال أشرف بودكلي الذي كان يستلقي في أحد الميادين العامة في عجمان، إنه يرتاح بعض الوقت مع أصدقائه في الميدان، كما أنهم يلجأون إليه مساء وفي أيام العطلات للترفيه عن أنفسهم ولعب الورق. وأضاف زميل له أن الجلوس في الساحات والميادين يعد نوعاً من الترفيه بالنسبة له، لأنه لا يستطيع ارتياد المقاهي لأنها مكلفة مادياً، معتبراً أنه لا يلحق بجلوسه الضرر بأحد ولم يصدر عنه يوماً أي إزعاج.
عدد اليوم
