الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البحث عن حلول لمشكلات تداول السلع إلكترونياً

19 مارس 2011 19:59
منذ أكثر من شهر، كان افري بوتر وسيط السلع في مؤسسة "سبكترون" يستعد لشراء الكاكاو في بورصة نيويورك بالولايات المتحدة. وبينما كان يلقي نظرة على أسعار العقود الآجلة فجأة هبطت أسعار الكاكاو في أقل من دقيقة بنسبة 12,5%. ويقول بوتر مستنكراً: "كثيراً ما تحدث أمور من هذا القبيل. لقد أصبح ذلك هو الدارج في أيامنا هذه". يعتبر هبوط سعر الكاكاو الذي ارتد في غضون دقائق أحدث مثال على التذبذب البالغ الذي انتشر في كثير من أسواق السلع "السريعة التأثر" التي تشمل القطن والسكر والكاكاو، الأمر الذي أثار كثيراً من الاعتراضات على موظفي البورصة. وقامت سوق "انتركونتيننتال" للأوراق المالية، بتغيير طريقة التداول الآجل للسلع من النداء الشفهي إلى العرض على شاشات الكمبيوتر منذ ثلاث سنوات. غير أن أسواق عقودها الآجلة الإلكترونية شهدت حالات من التأرجح الشديد في الأسعار. فعلى سبيل المثال، هبطت عقود السكر الخام الآجلة 6 في المئة في ثانية واحدة بتاريخ 3 فبراير. كما تم إيقاف عقود قطن في بورصة "آي سي إي" في 14 جلسة من أصل 15 جلسة بعد أن تجاوزت الأسعار حدود الحركة اليومية المفروضة من قبل البورصة. وقد عمل تحول "آي سي إي" إلى الوسائل الإلكترونية على تشجيع التجار المجهزين بكمبيوترات على المضاربة في السلع، حيث يقوم بعض هؤلاء التجار بالشراء والبيع باستخدام فأرة الكمبيوتر، بينما يلجأ تجار آخرون مثل "دي اد دبليو تريدينج" إلى استخدام برامج وآليات تساعدهم على التداول بسرعات هائلة. غير أن البورصة ذاتها وبعض المحللين ينكرون أن التجار الذين يستخدمون وسائل عالية السرعة هم المسؤولون عن تذبذب الأسعار، إذ يقولون إن تواجد أولئك التجار في السلع سريعة التأثر أقل منه في العقود الآجلة الأخرى. وهم يعتقدون أن سبب التذبذب يعود الى عوامل أخرى. أما التجار المستخدمون لأجهزة إلكترونية سريعة فيقولون إنهم على العكس يقلصون تذبذب الأسعار ولا يزيدونه. ويشير تشاك ويتمان رئيس تنفيذي "انفينم" إلى أن التجارة الإلكترونية تعمل على استقرار هوامش الأرباح. ويضيف أن هذا الاستقرار في صالح الجميع وأنه يقلل تذبذب أسعار الغذاء، بل يساعد على خفض أسعاره. ويقول طوماس فارلي رئيس قسم العقود الآجلة في بورصة "آي سي إي" الأميركية إن شركات التعامل الإلكتروني السريع تشكل 10 في المئة فقط من إجمالي حجم الشركة في أسواق السلع سريعة التأثر. وتقوم حالياً مفوضية تداول عقود السلع الآجلة بدراسة تدني سعر الكاكاو الذي حدث مؤخراً. بينما يشير التجار الى أن السبب في ذلك كان كبر حجم أحد طلبات البيع ما دفع الى هبوط سعر الكاكاو فجأة وهو ما يذكرنا بالسقوط اللحظي الذي حدث في وول ستريت في شهر مايو الماضي. وقالت اللجنة الاستشارية الحكومية التي درست ذلك الهبوط اللحظي الذي هبط بمؤشر داو مئات النقاط قبل أن يرتد مجدداً إن التداول الإلكتروني قلص أسعار الصفقات ولكنه جعل الأسواق هشة في حالات تذبذب الأسعار. وسواء وقع اللوم أو لم يقع على تجار التداول الإلكتروني السريع يرجح أن يكون التوازن بين العرض والطلب هو العنصر الأهم. ويأتي تذبذب الأسعار الحاد في وقت يشهد ندرة شديدة لبعض المحاصيل المهمة، الأمر الذي يجعل الأسواق شديدة التأثر بأنباء العرض والطلب. ففي العام الماضي، تم بيع محصول القطن بكامله فحدثت الندرة، كما أن الاضطرابات السياسية في ساحل العاج تهدد توافر الكاكاو في السوق بصفتها أكبر مصدر له. في ذلك يقول فارلي إن نقص المخزون وارتفاع الأسعار والمخاطر الجيوسياسية المتفاقمة عملت جميعاً على زيادة تذبذب الأسعار. غير أن التداول الإلكتروني ربما يكون قد فاقم من المسألة. ويقول جيم كاسيدي من مؤسسة "نيويدج" لوساطة العقود الآجلة: "يتوقف تذبذب الأسعار الشديد الى حد ما على زيادة الأسعار، ولكن حركة الأسعار الفجائية والمحمومة والشديدة التي تحدث في ثوان أو دقائق - تعد ظاهرة جديدة أعتقد أنها مرتبطة الى حد كبير بالتجارة الإلكترونية". عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©