الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس يستبعد انشقاقاً في «فتح» ويتمسك بخيار المقاومة

14 أغسطس 2009 00:50
استبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن يحدث أي انشقاق في حركة فتح بعد يوم على ظهور النتائج الرسمية لانتخابات اللجنة المركزية التي خسرت فيها شخصيات بارزة مثل أحمد قريع (أبو علاء). وقال عباس للصحفيـين في رام الله أمس «فتح لا يمكن أن تشهد إنشقاقا. أبو علاء بالذات لا يمكن أن يفكر بهـذا. انا لم أقرأ حديث أبو علاء بعد وإذا أبدى بعض الملاحظات فهذا من حقه أن يبدي أي ملاحظة يريد. نحن مارسنا الديمقراطية بكل أشكالها ولذلك من حقه أن يقول ما يريد». وأضاف «هذه هي الديمقراطية». وكان قريع وغيره ممن خسروا الانتخابات قد شككوا في سلامة العملية الانتخابية في المؤتمر السادس لحركة فتح. ودافع عباس عن عملية الانتخابات وقال إنها كانت «حرة وديمقرطية ونزيهة». وأضاف «من لم يحالفه الحظ سيبقى له دور قائم. هناك أطر حركية سنتحدث عنها فيما بعد ليجد كل أخ مهما كان موقعـه السابق له دور وبالذات أخـونا أبو علاء الذي لعب دوراً هاماً في المفاوضات والتعبئة والتنظيم وفي المالية». وخاطب الرئيس من لم يحالفهم الحظ بالفوز في الانتخابات من أعضاء اللجنة المركزية السابقة، مشيداً بجهودهم ودورهم التاريخي الذي لعبوه في خدمة الحركة. وتتواصل في مقر المؤتمر العام السادس لحركة فتح في بيت لحم عمليات فرز الأصوات لانتخابات المجلس الثوري الذي ترشح لعضويته 617 مرشحاً بينهم 50 امرأة للفوز بثمانين مقعداً من أصل مقاعد المجلس البالغ عددها 128 وتوقعت مصادر في لجنة الانتخابات الانتهاء من عمليات الفرز اليوم الجمعة. وشدد عباس على أن فتح ستواصل دورها في حماية المشروع الوطني تحت راية منظمة التحرير، حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفي الوقت نفسه أكد تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة المشروعة التي كفلها القانون الدولي. ووصف قيام حماس بمنع أعضاء مؤتمر فتح من مغادرة القطاع للمشاركة في المؤتمر بـ»الممارسات القمعية للانقلابيين»، واعتبر «أن غزة كانت حاضرة في المؤتمر» رغم ذلك، «وأطلق المؤتمر رسالة قوية ضد الانقلاب والانقسام بالاصرار على استعادة الوحدة». وجـــــدد مطالبة إسرائيل بتطبيـق التزاماتها وتنفـيذ خريطة الطريق ووقــف الاستيطان بكل أشكاله في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، كشرط لاستئناف المفاوضات التي أكد ضرورة أن تستند الى احترام جميع الأطراف لالتزاماتها. كما جدد التزام حركة فتح بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لإنهاء الاحتـــلال عن الأراضي المحتلة عام 1967، وتأمين حل عادل للاجئين وفق القرار 194، وإقامة الدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحرية الأسرى والمعتقلين، معتبراً أن إفراغ السجون مؤشر على جدية أي سلام. وشدد على أن حركة فتح ترفض بالمطلق مشاريع الدولة ذات الحدود المؤقتة ومشاريع التوطين والوطن البديل، قائلا: «مصر للمصريين وسوريا للسوريين ولبنان للبنانيين والأردن الشقيق للأردنيين، وفلسطين لأبناء شعبنا المناضل، ولا وطن لنا الا هذا الوطن ولن نتخلى عنه مهما كلفنا من تضحيات». وأكد جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والوقف الكامل للاستيطان، وأضاف «أن أيدينا ممدودة للسلام العادل، ونحتفظ بحقنا في المقاومة المشروعة التي كفلها القانون الدولي لتحقيق حلم شعبنا بالاستقلال وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف مفتاح السلام». وشدد على «أن الموقف العربي يدعم حركة فتح والسلطة الفلسطينية وعلاقتنا مع الدول العربية جيدة وليست لدينا أي مشكلة مع أي دولة عربية»، مرحباً بأي علاقات طيبة مع إيران على حد قوله. في سياق آخر قررت شخصيات فتحاوية بارزة في الضفة الغربية وغزة توجيه مذكرة مكتوبة للرئيس محمود عباس ترفض فيها النتائج المعلنة لانتخابات اللجنة المركزية، وتتضمن المذكرة سلسلة من الخروقات التي أثرت على نتائج الانتخابات. على حد قولهم. وذكرت وكالة «معا» أن هذه المذكرة ستسلم للرئيس عباس ظهر اليوم الجمعة فيما يوقع عليها عدد من القادة البارزين في الحركة. في الوقت نفسه كشفت مصادر في المؤتمر السادس لحركة «فتح» النقاب عن أن عباس أوقف الليلة قبل الماضية عملية فرز الأصوات للمجلس الثوري لحركة «فتح»، بعد ساعات من بدء فرزها، إثر شكاوى من بعض المرشحين، بحدوث «خروقات وتلاعب في قراءة الأسماء المدونة في أوراق الاقتراع لصالح بعض الأسماء من جانب بعض القائمين على فرز الصناديق». وكشف قريع رئيس وفد المفاوضات الفلسطيني السابق النقاب عن حالة من الغضب في أوساط الكثير من أعضاء حركة «فتح» بسبب «عمليات التلاعب» التي جرت في انتخابات اللجنة المركزية الأخيرة. ونقلت صحيفة «القدس العربي» الصادرة في لندن عن قريع قوله «إن هناك علامة استفهام كبيرة حول الانتخابات وطريقة إجرائها وفرز نتائجها، وأن ترتيبات حدثت خلف الستار وأدت إلى استبعاد بعض الأسماء وفرض أسماء أخرى»، حسب قوله. وأكد أن «الأسلوب الذي تقرر في لجنة الإشراف على الانتخابات لم يُتَّبع»، وقال «لقد اتفقنا أن تكون أصوات انتخاب أعضاء اللجنة المركزية في صندوق واحد، وإذا بها تجري في عشرة صناديق». وأشار إلى أن «هناك بعض التدخلات التي حدثت» وعلق مازحاً «يبدو أن ما جرى في طهران (من تزوير) أخف كثيراً مما جرى في فلسطين»، على حد تعبيره. وقال قريع «المرحلة صعبة وقاسية، وهناك عروض لدولة مؤقتة وحل بلا لاجئين أو قدس، وتقطيع أوصال، وكتل استيطانية باقية، ويبدو أن بعض الناس يضعون ذلك في الاعتبار». ولفت النظر إلى فوز أربعة من قادة الأمن ومنسقين مع الاحتلال، وتساءل «هل تم ذلك بمحض الصدفة»؟
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©