الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشراكة التجارية... وتعزيز التفاهم عبر الثقافات

15 مارس 2013 23:50
كيران أنصاري كاتبة تنشر في عدة صحف أميركية تشارَكت مصممة أزياء مركزها باريس مؤخراً مع امرأة مسلمة من ولاية شيكاغو الأميركية لإيجاد خط جديد من ملابس السباحة المحافظة تحت اسم «أزياء السباحة والرياضة». وبالمثل، وفي السنة الماضية، بدأت سبعة وسبعون من متاجر «وول مارت» بعرض دجاج حلال، أي المذبوح على الطريقة الإسلامية، كما أن فندق «الريتز كارلتون» في دالاس بولاية تكساس، يقدم سجادات صلاة في غرف وقنوات فضائية عربية لضيوفه. رغم أن هذه التطورات ربما لا تؤثر على سلوك، أو بالأحرى، اتجاهات إنفاق كل مستهلك، فإنها تضم الثقافة الإسلامية في التيار الغربي الرئيس، وتظهر أن هناك مجالاً واسعاً من الفرص للشراكات بين أعمال يديرها أناس من ديانات أخرى وخلفيات مختلفة. ويمكن أن يؤدي ذلك في الوقت نفسه إلى تفاهم أفضل ودخل أفضل في نهاية المطاف. ورغم أن بعض الشركات حققت خطوات كبيرة في عرض خطوط منتجات أكثر شمولية من الناحية الثقافية، فإنه ما زالت هناك مجالات لم تغطَّ بعد في السوق. فترة الأعياد على سبيل المثال، هي الفترة التي ربما يرغب المسلمون فيها رؤية زينة وهدايا رمضان والعيد معروضة إلى جانب أشجار عيد الميلاد. ولدى بعض مواقع التسوّق على الإنترنت بطاقات للتهنئة بالأعياد، ولكن بشكل واسع، لم تهبّ المؤسسات الكبرى والأعمال الإسلامية لتحقيق هذا الطلب. لدى كل شركة مشاريع توسّع على أجندتها، ويعني ذلك أنه إذا أرادت الأعمال المشاركة، في هذه السوق فهي بحاجة لأن تتكيف. وهذا هو بالضبط ما تفعله بعض الشركات. بوجود الأزياء والأطعمة والتمويل والسفر كقطاعات رئيسية، تستطيع شركات التيار الرئيس استهداف المستهلك المسلم من خلالها، ليست قطاعات الديكور المنزلي ومواد التجميل وقطاعات أخرى بعيدة وراءها. ويتبع العديد من المسلمين نظام الحلال في طعامهم، الذي لا يحتوي على لحم خنزير أو الكحول، ويتطلب إعداد اللحوم بطريقة معينة. بالمثل، ورغم أن المسلمين، والنساء بالذات، غير محددين بلبس نوع واحد من الملابس، يفضّل الكثيرون الألبسة الفضفاضة التي تغطّي جزءاً كبيراً من الجسم، تواضعاً وتديناً. وفي الوقت الذي يتميز فيه التعامل مع الأسواق الإسلامية بأفضلية مالية واضحة بالنسبة للشركات، هناك أيضاً فائدة مضافة، فمن خلال تحقيق متطلبات المسلمين السوقية، يمكن أن تكون الأعمال تخلق مساحات للتبادل عبر الثقافات والشمولية. «كنت مضطرة، لأن أخلط وأطابق قطعاً مختلفة من الألبسة حتى أتمكن من التمتع بالمتنزهات المائية والشواطئ مع أسرتي»... تقول أسماء أحمد، المسلمة من ولاية شيكاغو التي أطلقت أزياء السباحة والرياضة. أما الآن، فقد تشاركت مع «فانيسا لورينكو»، المصممة من باريس لتصميم أزياء جميلة بدلاً من ذلك». لا تشعر «لورينكو» بالندم، فهي تقول: «أحصل دائماً على المديح فيما يتعلق بفكرة العمل هذه، وأنا سعيدة بما يمكن أن أقدّمه للسوق الإسلامي، حيث يوجد طلب في كل بلد تقريباً». وفي الوقت الذي جعل الانتشار الواسع للتسوّق عبر الإنترنت من السهل تحقيق الطلب عبر الكرة الأرضية، إلا أن الحاجة لأن يكون المرء واعياً ثقافياً لا تقتصر على تجار التجزئة الأساسيين. تعني حروف (www) على الإنترنت «أي مكان، وفي أي وقت، ولأي كان،» أي لمن يرغب بالشراء. يجب أن تكون الأعمال جاهزة بالمنتج الصحيح. ليـس السـوق الإسلامـي في معظم الحـالات ناديا حصريا، كمـا أنـك لست بحاجة لأن تكون مسلماً للتمتع بالدجاج الذي يربّى في مزارع طبيعية ويغذّى بالخضراوات. ولستَ بحاجة لأن تنتمي لأية مجموعة دينية محددة إذا أردْت أن تتجنب التعرّض للشمس أو لبس ملابس بحر محتشمة. وبينما تُعرَض هذه المنتجات في الأسواق، يرى غير المسلمين الفوائد أيضاً. تأتي ما بين 15- 20 في المئة من طلبات ملابس البحر المحتشمة من غير المسلمين، بمن فيهم مشاهير مثل «نايجللا لوسون»، نجمة الطعام البريطانية. وربما يكون هذا هو سبب أن الدجاج الحلال- أي المذبوح على الطريقة الإسلامية- لا يوضع في الرفوف البعيدة في متجر بقالة يرتاده مستهلكون من أتباع ديانات مختلفة، وإنما يعرض إلى جانب منتجات الدجاج الأخرى. في عالم تمحو فيه التكنولوجيا والتجارة الحدود الجغرافية، يعرف كل اختصاصي ذكي في التسويق أن شعار «قياس واحد يناسب الجميع» لم يعد ينجح. من خلال توسيع خطوط المنتجات لخدمة أناس من جميع الاثنيات، هناك خيارات لجميع المستهلكين، حتى هؤلاء الذين لم تكن أمامهم أية خيارات من قبل. نعطي بدورنا، من خلال تبنّي سوق شمولي، نعطي لأطفالنا رحلة مختصرة حول العالم في متجر البقالة، مثبتين أن باستطاعة الأعمال بناء الجسور أيضاً. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©