الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خالد الشعفار يستعيد خامات البيئة المحلية

خالد الشعفار يستعيد خامات البيئة المحلية
15 مارس 2013 23:50
إبراهيم الملا (الشارقة)- يعمل الفنان والمصمم الإماراتي خالد الشعفار في حقل استعادي وتركيبي يستحضر رائحة الأرض والأمثولات البصرية للبيئة المحلية، فيما يمكن أن نطلق عليه (تأكيد القيمة الثابتة في أفق متحرك) وهذا الأفق المتحرك يمكن له بالذات أن يستوعب فضاء التجهيزات الفنية المعاصرة، دون التخلّي عن الجذر التي ترتوي منه الذاكرة الشعبية في حضورها المتعامد مع المخيلة الأولى أو الدهشة المبكرة. ويطمح الشعفار إلى أن تتسيد مكونات البيئة المحلية على التصاميم الداخلية للمنازل، وفي الساحات العامة أيضا، لأن هذه المكونات تعبّر عن هوية مكان، ونسق عيش وتقاليد، وتتجلى فيها روحية خاصة ينجذب لها المقيم وكذلك الزائر أو السائح في علاقة تجمع بين الألفة والفضول، وبين الحنين وإعادة تدوير المعرفة، من أجل أن يكون الفن معيارا للنقاء والأصالة، وخوضا أيضا لمغامرة التجريب والبحث والحداثة، في اشتباك حار وتفاعل متوهج مع متواليات الزمان، وجدلية المكان. أبعاد ذهنية يشارك الشعفار حاليا بمعرض فردي تحت عنوان «الطبيعة بتشكيل» في مركز مرايا للفنون بقناة القصباء بالشارقة بالتوازي مع عدة معارض فردية وجماعية يستضيفها المركز لترويج الإبداعات المحلية والعربية واستقطاب محبي الفنون بكافة اتجاهاتها من أجل التواصل مع الأعمال الفنية المبتكرة ورصدها ذوقيا ونقديا. وللتعرف على طبيعة المعرض ببعده الذهني القائم على التفسيرات الشخصية، والمرجعية الأكاديمية، وببعده المادي القائم على الخامات المستخدمة في تنفذ العمل بتنويعاته المختلفة، التقت «الاتحاد» الفنان خالد الشعفار، الذي أشار بداية إلى المعرض يتكون من عناصر مستوحاة من الطبيعة المحلية والتي تبدو رغم ثباتها وكأنها تتهادى وتتأرجح بين ضفتي التواصل اللحظي عند المتفرج، وبين التواصل الافتراضي مع الذاكرة الجمعية التي يتأسس عليها ماضي المكان وجمالياته. وحول المواد المستخدمة في أعمال المعرض، أوضح الشعفار أنها كلها مواد طبيعية ومتداخلة مع المعاني الضمنية للمعرض، مثل الخشب الذي يعبّر عن النخلة والتشكيلات الجمالية البارزة والمنبعثة منها، كما استخدم شعر الماعز المحلي كمقاعد واستراحات، وألياف جوز الهند لتبطين الحوائط الداخلية للمعرض، بالإضافة إلى تحويل الصورة المتخيلة لسعف النخيل في السقف العلوي للمعرض من خلال تشكيلات مبتكرة لأياد أنثوية مخضّبة بالحناء، وهي مادة تمتزج فيها الأوراق الطبيعية لنبتة الحناء مع الماء، في دلالة أخرى ــ كما أشار ــ على الحضور القوي للموروث الشعبي في المحتوى العام للمعرض. فضاء الحنين وأضاف الشعفار أنه استعان بأصوات الطبيعة كصوت العصافير والمياه المتدفقة كخلفية للمكان، لخلق إيحاء زمني يتعانق مع ما هو قديم ومنسي، وكأن انطباعات المشاهد تذهب به هنا إلى التجوّل وسط مزرعة نخيل أو تمور، مما يعمل على إشاعة فضاء من الحنين والصورة المتوالدة من الذاكرة الشخصية والعامة على السواء. وألمح الشعفار إلى أن المعرض يتضمن محورين، ويتمثل المحور الأول في إعادة تصنيع المواد المحلية والتأكيد على أهمية الحفاظ على البيئة واستثمارها في التصميم والديكور والسياحة، والمحور الثاني يتمثل في جلب مكونات الماضي إلى الأعمال الفنية المعاصرة، وخلق حوار تشكيلي متبادل بين الخامة والتقنية، أو بين المادة والأسلوب. وحول البواعث الشخصية والمعارف الأكاديمية التي خلقت فيه هذا الشغف بفن التصميم، أوضح الشعفار أنه درس إدارة الأعمال والتصميم الداخلي بالجامعة الأميركية بدبي، وبعد فترة طويلة من العمل في مجال التسويق قرر التفرغ وبشكل كامل للتصميم، وهو الأمر الذي دفعه لدراسة فن صناعة الأثاث اليدوي في نيوزيلندا لمدة سنتين، استفاد فيهما كثيرا ــ كما أشار ــ من كيفية توظيف واستثمار مكونات البيئة المحلية والعالمية لتصميم أعمال فريدة ومبتكرة وتعبّر عن الهوى الشخصي للمصمم، وعن خصوصية المكان المحيط به وما يتضمنه هذا المكان بالذات من خامات طبيعية وأنماط حياة وتقاليد تميزه عن بقية المجتمعات الأخرى. رؤى متفرّدة وعن سبب اختياره مركز مرايا بقناة القصباء بالشارقة من أجل عرض أعماله الجديدة، أشار الشعفار إلى أن مركز مرايا يهتم باحتضان الأعمال المحلية والخليجية والعربية ويدعم المواهب الشابة في مجال الفنون والتصميم، خصوصا الأعمال التي تتوفر على رؤى متفردة واجتهادات جديدة في الأساليب والتقنيات الفنية. وأضاف الشعفار أن الحافز الأهم لمشاركته هو وعي القائمين على المركز والحضور أيضا بأن الفواصل بين حقل التصميم وحقل الفن باتت هشة ومتمازجة، لأن الفنون الحديثة والأعمال التركيبية تستوعب التداخل بين التقنيات والأساليب والمناهج والمدارس والعلوم المختلفة، وبالتالي فهي تتواءم ــ كما أوضح ــ مع التطورات الكبيرة والتغيرات الهائلة التي طرأت على مفهوم الفن وأبعاده الثقافية، سواء من خلال الأطروحات النظرية أو الاشتغالات التطبيقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©