الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خطوط الأنابيب هدفاً للهجمات والتخريب

14 أغسطس 2009 23:14
أصبحت خطوط الأنابيب في مناطق إنتاج النفط بالعالم أصبحت هدفاً مستمراً للهجمات والتخريب والاعتداءات بشكل بات يعرض الصناعة للمزيد من المصاعب والأزمات. وارتفعت أعداد هذه الهجمات مؤخراً حتى في تلك الدول التي كانت تعتبر آمنة عادة. ففي كندا التي تضعها وحدة الاستخبارات الاقتصادية الأميركية في المرتبة الثامنة في قائمة الدول الأكثر أمناً في العالم، نجد أن المقيمين في مدينة داوسون كريك تتملكهم الحيرة والاستغراب وهم يتساءلون عن هوية الجهة التي استمرأت شن الحرب على صناعة الغاز المحلية. وهذه المدينة التي يؤمها 11 ألف نسمة لم تعرف في السابق بأنها مركز عالمي أو إقليمي للأنشطة الإرهابية. شهدت منذ أكتوبر الماضي نصف دستة من الانفجارات المدوية التي أدت إلى تدمير خطوط الأنابيب، ومرافق إنتاج الغاز في المنطقة. ولطالما عرفت هذه المنطقة الآمنة بصناعة العسل وانتشار حقول الغاز حيث ظلت تشهد بعض النزاعات حول الأرض من حين إلى آخر قبل أن يتم التوصل إلى حلول مرضية عبر المفاوضات والتسويات وليس العنف. وفي ليلة الرابع من يوليو المنصرم تحديداً اتصل أحد سكان المنطقة بعد أن استيقظ على صوت دوي الانفجار بقوات شرطة الخيالة الملكية الكندية من أجل التحقيق في الحادثة. والغريب في الأمر أن التحقيق انتهى إلى لا شيء وفشل في أن يوجه أصابع الاتهام إلى أي شخص. ولكن شركة اينكانا المنتجة الأكبر للغاز في كندا والتي تمتلك المرافق المتضررة سارعت في يناير الماضي للإعلان عن جائزة مقدارها 500 ألف دولار كندي (1.5 مليون درهم إماراتي) لأي شخص يقدم معلومات تودي لإلقاء القبض على الجهة الإجرامية، دون أن يتقدم أي شخص حتى الآن للمطالبة بالجائزة. ورغم أن الانفجارات التي حدثت مؤخراً لم تتمخض من وفيات أو إصابات وسط السكان إلا أن المقيمين في المنطقة أصبحوا مهددين أيضاً بتسربات الغاز حيث تحتوي مكامن الغاز الحامض في المنطقة على مادة كبريتات الهايدروجين السام والذي يمكن أن يؤدي إلى الفتك بالأرواح في درجة تركيز معينة وبحيث يعتبر الغاز الحامض أكثر أحد الأسباب التي تودي إلى الوفيات المفاجئة في ميادين العمل والإنتاج. وفي الوقت الذي يوجه فيه البعض أصابع الاتهام إلى جماعات حماية البيئة وبعض المجموعات المجتمعية الأخرى المعارضة لإنتاج الغاز في المنطقة فقد شهدت شركة اينكانا في حقبة التسعينات وحدها أكثر من 100 حادثة تخريب لمرافق الغاز والنفط الخاصة بها. وكذلك فقد ظلت شركة ساينكرود المنتجة الكندية الأكبر في مجال استخراج النفط من رمال القار هدفاً مستمراً للهجوم والانتقادات من قبل جماعات حماية البيئة في كندا. وفي نيجيريا، استمرت أعمال العنف والتخريب بشكل أدى إلى إهدار وإغلاق كمية تتراوح ما بين ثلث ونصف السعة الإجمالية للنفط في الدولة الأفريقية أي بمقدار يصل إلى مليون برميل يومياً على الأقل في الدولة العضو في منظمة الأوبك. وأعلنت المجموعة الرئيسة المسلحة في نيجيريا والتي تعرف باسم «حركة تحرير دلتا النيجر» مسؤوليتها عن جميع الهجمات التي شنت مؤخراً على المرافق النفطية التي تشغلها كبريات الشركات العالمية بمن فيها شركات شل وشيفرون وايتي وشركة اجيب. وفي تركيا، أعلنت إحدى المجموعات الكردية المتمردة في العام الماضي مسؤوليتها عن تفجير اثنين من خطوط أنابيب النفط والغاز في تركيا أحد أهم الدول التي تعبرها إمدادات النفط والغاز المقبلة من آسيا الوسطى إلى الدول الغربية. وعلى الرغم من أن الحكومة التركية سارعت إلى رفض فكرة أن النزاعات الطائفية هي التي تسببت في إشعال التفجيرات، وسرعان ما امتدت الهجمات على مرافق النفط والغاز إلى دول الشرق الأوسط المجاورة مثل العراق واليمن. وعلى الرغم من أن وتيرة الهجمات على صناعة النفط قد تراجعت وانحسرت مؤخراً في كل من العراق والسعودية إلا أن بعض المحللين لا زالوا يتخوفون من عودة هذه التهديدات وبخاصة في شمال العراق حيث تتطلع الأقلية الكردية إلى تحدي الهيمنة السياسية للعرب على الحكومة المركزية التي تسعى للسيطرة على الإقليم المحيط بكركوك العاصمة والذي يحتوي على العديد من حقول النفط العملاقة كما يدعون. ويقول جوست هيلترمان نائب مدير مجموعة الأزمات الدولية في الشرق الأوسط والتي تتخذ من بروكسل مقراً لها «من أجل منع انتشار النزاعات الأثنية المميتة بعد أن تسحب قواتها من العراق، يتعين على واشنطن أن تنتهج استراتيجية تشجع العراقيين للتوصل إلى مجموعة من التسويات فيما يختص بالسلطة والنفوذ وتملك الموارد الإقليمية». وامتد شبح الهجمات ضد صناعة الطاقة إلى مصر، حيث أعلنت قوات الأمن مؤخراً عن إلقاء القبض على مجموعة من 26 شخصاً يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بتهم تتعلق بالتخطيط لشن هجمات على خطوط الأنابيب والسفن الأجنبية العابرة لقناة السويس. ويقول كلاودي سانتياجو رئيس شركة جنرال إليكتريك للغاز والنفط في هيوستن والتي تعمل على تطوير أجهزة تكنولوجية لمراقبة وتحذير مشغلي خطوط الأنابيب ضد الهجمات «إن سلامة خطوط الأنابيب أضحت تمثل أهم المخاوف العالمية بشأن الصناعة». وتعتبر الشركة أن العناصر التخريبية باتت تشكل السبب الرئيس في فشل إجراء خطوط الأنابيب وبشكل يفوق بكثير كافة العوامل الأخرى مثل الصدى وتآكل اللحام والأضرار التي تلحق بالمعادن والانزلاقات الأرضية. (نقلاً عن ذا ناشيونال الاماراتية)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©