قصيدة سينمائية في أجواء صوفية

نتابع ليلى علوي يكسو ملامحها الشحوب والشجن وهي تقود سيارتها وتلتقي اثنتين من صديقاتها في حي الحسين ليتناولن افطار رمضان وتصحبهما لمشاهدة احد عروض التنورة· وهناك نتابع راقص التنورة الفنان فاروق الفيشاوي وهو يدور ويبدو محلقا في السماء· ومع الانشاد والمدائح النبوية تحلق ليلى وكأن هناك حالة واحدة تجمعهما وكل منهما لديه الرغبة في السمو والتخفف من اعباء الحياة· مشاعر عبر عنها سينمائيا الفنان رمسيس مرزوق من خلال لقطات صور فيها النسيم والسماء وأكدتها موسيقى تامر كروان التي مزجت بين الواقع والخيال من خلال خداع موسيقي اعتمد على بعض الجمل اللحنية للملحن التركي عمر فاروق وتوزيع أوركسترالي في الخلفية وتتكرر زيارة ''حنان'' ليلى علوي لمتابعة عرض التنورة ويلحظها ''سعد'' شريف رمزي ابن ''بكر'' فاروق الفيشاوي ويلفت نظر والده الى حضورها المتكرر·· وبعد العرض يقترب ''بكر'' من ''حنان'' ليعرف سر حضورها· وتؤكد له إعجابها الشديد بالعرض وتبدأ علاقة بينهما· ''حنان'' تبدو عليها مظاهر الثراء والرقي وتعيش في شقة أنيقة بمفردها بعيدا عن منزل العائلة وتبقى على علاقة طيبة مع أسرتها وتزور أمها وشقيقها الطالب الجامعي وتغدق عليهما المال· وتمنح شقيقتها المتزوجة بعض قطع الملابس المستوردة· ورغم أن مهنتها غير واضحة نكتشف من خلال حوار بين الأم والشقيقة ان ''حنان'' هو اسم الشهرة واسمها الحقيقي ''صباح''· أما ''بكر'' فاروق الفيشاوي راقص التنورة فهو يعيش بمفرده بعد انفصاله عن زوجته ''توحيدة'' سوسن بدر لشكه في سلوكها ويتردد عليه ابنه الوحيد ''سعد'' شريف رمزي الذي يعمل مبلط سيراميك ولكنه يحلم بأن يصبح راقص تنورة مثل والده الذي يعارض رغبته· وتتكرر لقاءات ''بكر'' و''حنان'' وتصارحه بحقيقة مهنتها فقد احترفت التجارة بجسدها وهي في السابعة عشرة من عمرها واندفعت وراء المال لتحقق حلمها في الخروج من الحارة الى مسكن لائق وكل ما تعرفه عنها اسرتها انها تعمل تاجرة شنطة ولكنها قررت التوقف منذ فترة· ويصدم ''بكر'' ويصارحها بأنه عاش العديد من العلاقات العاطفية مع معجباته ولكنه يشعر برغبة في التخلص من هذه الحياة ويكشف لها سر تعلقه وحبه للتنورة التي تأخذه في تجليات محلقا بعيدا الى السماء هربا من مئات العيون التي تتابعه وتتفرج عليه· انكسار الحب ونكتشف ان ''حنان'' تربطها علاقة مع شاب ثري مرتبط بأعمال في الخارج ويعود للقاهرة بعد غياب وتطلب أن تقابله بعد الإفطار وعندما يلتقيان تطلب منه ان يتزوجها وينفجر ضاحكا ويطلب منها ان تتبعه بسيارتها إلى منزله ولكنها تدرك انه لا يحبها كما تصورت وان علاقتهما مجرد تلبية لشهوة الجسد لذلك تهرب إلى منزلها باكية ولكنه يصر على لقائها بعد أيام لوداعها للمرة الاخيرة وتذهب إلى منزله لتجد معه امرأة اخرى ويقدم لها هديتها وتخرج منهارة، ليزداد إحساسها بالمهانة· وتفاجأ ''حنان'' بزيارة ''بكر'' في منزلها ويبدي اعجابه بالشقة الانيقة التي تلائم ذوق زبائنها من الطبقة الراقية· وتؤكد له انه الوحيد الذي دخل هذه الشقة، ويعرض ''بكر'' على ''حنان'' الزواج وتبدو في غاية السعادة خاصة بعد ان صارحته بماضيها، وفي الصباح تجد ''حنان'' مفاجأة في انتظارها فقد كانت تسعى للهجرة منذ شهور وقدمت أوراقها لخمس سفارات وأخيرا تلقت موافقة من سفارة استراليا وتذهب إلى ''بكر'' لتخبره فوق سطح منزله المطل على القلعة بصحبة ابنه ''سعد'' الذي جاء للاقامة معه بعد زواج والدته من ''علي'' النجار الفنان أحمد راتب وتتابع حنان وبكر سعد وهو يؤدي أول تدريباته مع عم ''امبابي'' الفنان حسن مصطفى صديق والده ومعلمه وتفاجأ حنان بأن بكر يسألها عن ردها في طلب الزواج منها وتشعر أخيرا بالرضا وان سعيها للهجرة كان محاولة للهروب من الماضي· تيمات شعبية اختار المخرج سعد هنداوي الكثير من التيمات الشعبية الجديدة على السينما منها التنورة والمدائح والذكر حتى أماكن التصوير في حي الحسين والقلعة ووكالة الغوري ليعبر عن الحالة التي يعانيها الابطال ''حنان'' و''بكر'' و''سعد'' والصراع بين احتياجات الجسد وتطلعات الروح ونجح في اختياره وتوجيهه للممثلين· السيناريست زينب عزيز قدمت لغة سينمائية جديدة وشديدة الرقي وحرصت على ان تلعب الموسيقى والصورة دورا رئيسيا إلى جانب الحوار المميز·