الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

جناح الإمارات في طانطان يستعيد أمجاد الآباء والأجداد

جناح الإمارات في طانطان يستعيد أمجاد الآباء والأجداد
5 مايو 2017 23:24
أشرف جمعة (أبوظبي) يكتسي جناح دولة الإمارات في النسخة الـ 13 من مهرجان طانطان الثقافي، حلة الموروث الشعبي الأصيل العابر للحدود بقيم راسخة وعادات أصيلة في إطار التفاعل بين الشعوب، حفظاً لماهيات التراث وإيماناً بأن ما تركه الأجداد من كنوز يستحق الإضاءة، وبذل الجهود كافة من أجل المحافظة عليه. وفي طانطان، انطلقت أمس جملة من الفعاليات على أرض المهرجان بالمملكة المغربية، ويشارك جناح الإمارات في الأنشطة المختلفة مثل سباقات المحالب وتقديم ورش للحرف اليدوية لمنتوجات السدو والخوص، فضلاً عن عروض فنية شعبية تعبر عن روح الموروث، مع إقبال كثيف من قبل زوار المهرجان للجناح، ومن ثم محاولة التعرف إلى تفاصيل دقيقة عن الحرف اليدوية الإماراتية. برامج ثقافية في أجواء تراثية بديعة في مهرجان طانطان الثقافي، التف الجمهور حول الأنشطة التراثية والثقافية المتنوعة بإشراف لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، حيث حمل الجميع رسالة الآباء والأجداد في طانطان، تعبيراً عن الولاء والانتماء، خصوصاً أن الموروث الشعبي الأصيل يمتلك خصوصيته، ويزخر بمقومات كبيرة تضعه في مكانة مرموقة بين موروثات الشعوب الأخرى، خصوصاً أن هناك سمات مشتركة بين الإمارات والمغرب من الناحية التراثية والثقافية، وهو ما يعمق تلك العلاقة الأصيلة في المحافظة على صفحة الماضي المشرقة، وتجديدها دوماً لتشرق على الحاضر، وتنعكس بشكل إيجابي على الأجيال الجديدة. ورش التلى تميزت ورش التلي في الجناح الإمارات بحيوتها وإبراز طرق الغزل بشكل حي أمام الحضور، حيث يعد التلي من أشغال الزينة في دولة الإمارات، ويستخدم لتزيين ملابس النساء عند الأكمام والرقبة، وتستعمل في صناعتها ست بكرات من خيوط الحرير الصافي والخوص الذي يضفي الأناقة على الملابس النسائية كافة، وكان من اللافت الإقبال من جانب العائلات والزوار بوجه عام، ومن ثم محاولة تعلم بعض فنيات الغزل. غزل السدو أما السدو، فقد حرص الكثير من الزوار إلى التعرف إلى أسراره، خصوصاً أنه عبارة عن نسج يغزل من القطن أو الصوف، وهو من أهم الحرف اليدوية الشعبية الإماراتية، ورغم أنه يشبه النول للوهلة الأولى، فإنه يختلف في التقنية والإنتاج، إذ تستعمل فيه خيوط الصوف الملونة، فتبدي طولاً وعرضاً بوساطة «المدرة» لحياكة قطع جاهزة عديدة كالبساط أو الأغطية، ولقد تمت إضافة «حرفة» السدو إلى قائمة منظمة اليونيسكو للممارسات الحرفية التي تحتاج إلى حماية فورية وذلك عام 2011. صناعة الخوص في الجناح الإماراتي في مهرجان طانطان الثقافي، أظهرت الحرفيات مدى الإتقان، ومن ثم الاستفادة من كل جزء من أجزاء النخيل، فابتكرن السلال والحقائب والمهفات «المراوح» والحصير «البساط»، وغيره باستعمال الخوص المعروف بسعف النخيل، إذ يغسلنه ويشرخنه ويصبغنه بألوان مختلفة، ثم يحولنه إلى جدائل متشابكة تقص زوائدها لتصبح «سفة» أي على شكل نسيج ينتج منه أجمل المشغولات اليدوية. قهوة عربية حرص الجناح الإماراتي على تقديم القهوة العربية للضيوف، تعبيراً عن الكرم، إذ إن للقهوة مكانة خاصة عند الإماراتيين، حيث إن مجالسها التقليدية أشهر من أن تعرف، فتقديمها رمز للكرم وحسن الضيافة، ولقد جرت العادة على تحضيرها ثلاث مرات في اليوم، وتبدأ عملية إعداد القهوة بصنع حفرة في الرمال وإشعال النار فيها، ثم وضع البن في محماس كي يتم تحميصه، ومن ثم ينقل البن المحمص ليبرد قبل أن يطحن، ولتحضيرها يوضع الماء في دلة كبيرة تدعى «المخمرة» حتى يغلى ويضاف ثلاثة فناجين من البن المطحون وقليل من الزعفران وتغلى مجدداً لبعض الوقت إلى أن ترفع الدلة عن النار، وتترك لترتاح قبل أن تنقل إلى دلة أصغر حجماً، ومنها إلى الفناجين. مسابقات المحالب الإبل نعمة كبيرة من الله، فهي ثروة من اللحم واللبن والجلود، وفي طانطان تشارك في الفعاليات كالعروض والسباقات التي تجمع أعداداً هائلة من المشاهدين، وفي الإمارات أنواع عديدة من الإبل، منها الوري، الظبيان، الصوغان، والمصيان، وتتميز جميعها بجمال الشكل والسرعة الكبيرة والمقدرة على تحمل ظروف الصحراء القاسية، وفي مسابقات المحالب تظهر قدرة هذه الإبل على در الحليب بكميات كبيرة. عادات وتقاليد يمثل الجناح الإماراتي في المهرجان جملة من العادات والتقاليد الأصيلة، حيث اشتهرت الإمارات منذ عصور قديمة بها التي توارثتها الأجيال وساهمت في المحافظة على القيم الاجتماعية حتى يومنا هذا، فكرم الضيافة لدى البدو واجب يظهر التقدير والاحترام للضيف وللمستضيف، حيث يتوجب تقديم القهوة بتراتبية بين كبير القوم والضيوف وأهل العشيرة، كما يلزم إشعال العود في مبخرة وتمريرها على الحاضرين لتستقر في منتصف المجلس، وإذا ما جاءهم غريب يقدمون له الطعام والمبيت لثلاثة أيام متتالية وثلث اليوم، أما الزيارة فلها أوقاتها المحددة، وهي غالباً ما تكون في الصباح، وبعد العصر، وبعد صلاة العشاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©