الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ديمة الجندي: أبحث عن شخصيات تستفزني!

ديمة الجندي: أبحث عن شخصيات تستفزني!
14 أغسطس 2009 23:40
رغم النجاحات التي تحققها الفنانة ديمة الجندي في أدائها لأدوار الفتاة الطيبة، ورغم التلوينات التي تتضمنها الشخصيات المختلفة التي قدمتها على الشاشة خلال السنوات العشر الماضية، فإنها تعلن اليوم تمردها على هذه النوعية من الشخصيات، لأن المخرجين كما تقول يحاولون تنمطيها في إطارها، مما يحرمها فرصة استكشاف مساحات أخرى من الأداء الدرامي، ويحصر موهبتها في حدود ضيقة، لا تسمح لها بالتنويع أو بتطوير أدواتها الفنية. ديمة تستمر هذا العام في تقديم شخصية (زهرة) الخرساء التي نطقت في مسلسل (باب الحارة)، كما تشارك في مسلسل جديد بعنوان (صبايا) من تأليف رنا الحريري وإخراج ناجي طعمي، وتلعب فيه أيضاً شخصية الفتاة الطيبة، ولكن هذه المرة بنكهة ريفية، مع شيء من قوة الشخصية والفظاظة، حيث تسوق الأقدار الفتاة القروية (لبنى) إلى المدينة لتبحث عن عمل، لكنها تصطدم بالمجتمع الكبير والمتنوع والمختلف بعاداته ونمط حياته عن حياة أهل القرية التي جاءت منها، فتعاني صعوبة كبيرة في الانسجام مع الحياة الجديدة وتعقيد العلاقات فيها، مقارنة بما كانت تعيشه من دفء في العلاقات بين الأهل والجيران في الريف. وهذا يؤدي بها إلى حالة من الاكتئاب الشديد، يجعلها تتعامل مع الآخرين بفظاظة وعدائية. وهنا يبرز دور الفتيات الأربع في المنزل الذي تستأجر غرفة فيه، حيث تنشأ بينهن صداقة حميمة، ويساعدنها على تخطي الشعور بالغربة والضياع، وتبدأ بالتأقلم شيئاً فشيئاً مع حياتها الجديدة. وتقول ديمة عن هذه الشخصية: شدتني لبنى رغم بساطتها، فهي فتاة طيبة، ولكنها قوية الشخصية، حالمة ولكنها صاحبة إرادة قوية وعزم، رغبت في أن تعمل في المجال الذي درست فيه، وحققت حلمها رغم كل الصعوبات التي اعترضتها، وهي مثال إيجابي، أشعر بمسؤولية كبيرة لتقديمه على الشاشة، لتكون عبرة للفتيات، من أنهن قادرات على الحلم والفعل، وتحقيق ذواتهن، بالإرادة والإصرار. أما عن دورها في الجزء الجديد من (باب الحارة)، والذي يعد استمراراً لدورها في الأجزاء السابقة من العمل بشخصية (زهرة)، فتقول ديمة: دور زهرة الخرساء من الأدوار المتميزة التي قدمتها عبر مشواري الفني، والتحولات التي طرأت على هذه الشخصية وضعتني أمام تحد حقيقي في كل جزء جديد من العمل، فزهرة التي كانت خرساء في الجزءين الأولين، نطقت في الجزء الثالث، وقد بذلت جهداً كبيراً لكي أقدمها بشكل مقنع على الشاشة، فحاولت أولاً أن أتعرف عن قرب على المشاعر والأحاسيس التي تراود المصابين بالخرس، وكيف يرون العالم من حولهم، وكيف يتعاملون معه، ثم اضطررت للبحث عن خرسان نطقوا!!. لأعرف كيف ينطقون الكلمات والأحرف، وكيف تغيرت نظرتهم إلى المحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، وكيف اختلفت علاقاتهم بمن حولهم. وكانت تجربة ممتعة وشائقة ومتعبة في الوقت نفسه. وسأتابع في الجزء الجديد من (باب الحارة) تجسيد شخصية (زهرة)، حيث يستمر الحب بينها وبين زوجها الذي يعد مثالاً للإخلاص، رغم استيلاء شقيقها على إرثها من والدها الثري، بحجة أن زوجها كان يطمع بمالها حين تزوجها، ورغم انتقالها للعيش معه في منزل متواضع. وتدافع ديمة عن (باب الحارة) في وجه الانتقادات التي توجه له، فترى أنه لم يغمط المرأة حقها، ولم يقدمها بصورة سلبية، لأنه أساساً ليس عملاً تاريخياً أو توثيقياً، ولا يدعي كاتبه ومخرجه بأنهما يرصدان حال المرأة في زمن ما، بل يقدمان حكايات مسلية وممتعة في قالب شعبي، وتقول: لا يمكن لنا أن ننكر الجماهيرية الكبيرة والمتابعة الشعبية الواسعة التي يحصدها هذا العمل، وهذا دليل على محبة الجمهور له. ولكن النجاح يجد دائماً من يقف له بالمرصاد، لأن الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة مع الأسف. توقعت ديمة بعد أدائها لدور (زهرة) أن تنهال عليها العروض لتقديم شخصيات مختلفة، وبعيدة عن إطار الفتاة الطيبة، بما يتناسب مع مستوى الأداء الذي قدمته في هذا الدور، ولاسيما أنها تركت انطباعات إيجابية، وأشاد بها عدد من المخرجين والفنانين، لكنها أصيبت بالإحباط، فبعض المخرجين لا يحبون المغامرة مع الممثل في شخصيات جديدة عليه، ويفضلون أن يسندوا له أدواراً اختبروا أداءه فيها من قبل، وهي لا تنكر أن ملامحها ترشحها لأداء مثل هذه الشخصيات، لكن ذلك برأيها لا يجعل الدور مقنعاً أكثر للجمهور، فالوجوه الطيبة لا تخفي كلها نفوساً طيبة، وعلى المخرجين أن يغيروا من رؤيتهم هذه، لأنها تقليدية وبعيدة عن الحقيقة. وتتهم ديمة بعض المخرجين بأنهم يفضلون التعامل مع مجموعة معينة من الممثلين، ولا يجتهدون للبحث عن خيارات أخرى في الوسط الفني، ويستسهلون توزيع الشخصيات، وهذا ما يجعل بعض الممثلين يلعبون عشر شخصيات في الموسم الواحد، بينما نرى آخرين في عمل أو عملين على الأكثر. ومع ذلك فإن ديمة لا ترى في الشللية شراً مطلقاً، فبرأيها أن الشللية مفيدة أحياناً عندما تعبر عن نوع من الانسجام والتفاهم بين فريق عمل واحد، ولكن على أن لا تعني التعصب لأفراد المجموعة، ومنع الممثلين الآخرين من المشاركة عندما تكون الأدوار تناسبهم أكثر، لأن هذا مضر بالعمل الفني، ومسيء للقيمة العليا للفن. وهي لا تنكر غبطتها لزميلاتها الممثلات عندما يشاركن في عمل جميل أو عندما يؤدين شخصيات متميزة، وتؤكد أنها ستبحث من الآن فصاعداً عن شخصيات تستفز طاقاتها الفنية، كدورها في (باب الحارة). لأنها ترى أن استمرارها في نوعية معينة من الشخصيات، لا يضمن لها التألق الذي تطمح له
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©