الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيولوجيا التركيبية تنجح في تخليق أحياء مجهريّة جديدة

البيولوجيا التركيبية تنجح في تخليق أحياء مجهريّة جديدة
14 أغسطس 2009 23:44
بعد أن أصبح إنتاج أجيال من الأحياء المجهريّة غير المعروفة سابقاً، كالبكتيريا والجراثيم التي يمكن التحكّم بوظائفها، أمراً ممكناً، بدأ بعض العلماء التعبير عن مخاوفهم من أن يؤدي التطوّر العشوائي لهذه الأحياء إلى ظهور أجيال من الحشرات الخطيرة العملاقة التي لا يمكن القضاء عليها أو التحكم بها. ويرى البعض الآخر أن هذا التطور من شأنه أن يفتح الأبواب الواسعة أمام ابتداع مصادر جديدة ومهمة للثروة. يقول كليف كوكسون في مقال مفصل أفردت له صحيفة «فاينانشيال تايمز» صفحة كاملة، «إن ما يحدث في مختبرات تخليق المتعضيات المجهرية الصناعية يمثّل منعرجاً جديداً للحياة برمتها. فلقد اقترب علم البيولوجيا من دخول عصره الفرانكشتايني(المخيف) بعد أن اخترق كل الحواجز والمعوقات وبات قادراً على استيلاد الحياة من العدم». ومن المحتمل جداً أن يعلن العلماء خلال الأشهر القليلة المقبلة عن نجاحهم في تركيب خليّة حيّة انطلاقاً من بعض المواد الكيميائية التي يمكن شراؤها من دكاكين البقّالين. وتعود البدايات الأولى لهذه القضيّة الخطيرة إلى العام الماضي حين تمكن فريق علمي يقوده كريج فينتير، وهو من أشهر علماء البيولوجيا الجزيئية، من تخليق مورّثة «جينة» بكتيرية كاملة تتضمن كافة الشروط اللازمة لمواصلة الحياة والتكاثر. وتمكن الفريق ذاته من تحقيق اختراق آخر عندما تمكن من تحويل نوع معيّن من البكتيريا إلى نوع آخر عن طريق استزراع المورثات. وهذا يعدّ إنجازاً علمياً لم يكن أحد يتصوّره أبداً، لأنه لا يحدث حتى في الطبيعة ذاتها. وتكمن الخطوة المقبلة في إدخال جينات صناعية إلى داخل خلية فارغة ودفعها إلى الحياة ليتحقق بذلك هدف تخليق أول بكتيريا حيّة بطريقة صناعية بحتة. ويصف فينتير هذا التطور بالقول: «لا بد أن يخلق لنا هذا التطور المثير الكثير من المشاكل التي فكّرنا فيها مسبقاً ووضعنا الحلول الاستباقية لها». وفيما ينشغل علماء معهد كريج فينتير الذي يوجد مقره في أحد ضواحي العاصمة واشنطن بهذه الإنجازات المدهشة التي تتلخّص بتخليق أحياء دقيقة معروفة سابقاً انطلاقاً من مواد كيميائية لا حياة فيها، ينشغل آخرون بإجراء اختراقات مخبريّة غير مسبوقة ولا معروفة في الطبيعة. يحدث ذلك في مركز متطور للعلوم البيولوجية التطبيقية في ولاية فلوريدا يدعى «مؤسسة تخليق الجزيئات البيولوجية» حيث تمكن علماء من ابتداع شفرة وراثية جديدة انطلاقاً من جدائل صناعية من الحمض النووي DNA الذي يتضمن 6 رسائل كيميائية بدلاً من أربع رسائل في جدائل الحمض النووي الطبيعي. وقال ستيفن بينير لباحث الرائد في المركز المذكور: «يعد هذا الإنجاز أول مثال عن نظام كيميائي صناعي قادر على إثبات النظرية الداروينية للتطوّر. ولن تمضي أكثر من سنتين فقط حتى تظهر الطلائع الأولى للأحياء الصناعية المخلقة في المختبرات». ولعل الأهم من كل لك هو أن «بكتيريات فينتير» و»مورثات بينير»، أصبحت تشكل الأسس الأولى لمشاريع استثمارية علمية تندرج جميعاً تحت اسم «البيولوجيا التركيبية» synthetic biology. وقد تتجسّد هذه الاستثمارات في تخليق كميات ضخمة من البكتيريا المغذّية أو التي تساهم في تركيب الأغذية انطلاقاً من مواد رخيصة. كما يمكن استغلالها في معالجة بعض الأمراض أو تركيب الأدوية والعقاقير. ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن كل تكنولوجيا تحتكم إلى قوة وخطورة علم البيولوجيا التركيبية، لا بد لها أن تطلق المخاوف من الكوترث التي قد تنجم عن ارتكاب الأخطاء أثناء تركيب الأحياء المجهرية الجديدة. فقد تكون هذه الأحياء الصغيرة ذات خطورة كبيرة على الجنس البشري وقدرة عالية على التكاثر مما قد يتسبب في كوارث لا يعلم أحد مداها. وهذا يشبه من حيث النتائج، ارتكاب خطأ جسيم في إدارة لوحات التحكم بمحطة لإنتاج الطاقة النووية مثلما حدث في مفاعل تشيرنوبل في الاتحاد السوفييتي السابق بتاريخ 26 أبريل من عام 1986. • عن صحيفة Financial times
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©