الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة «كيتو»... تجري الرياح بما لا يريد شافيز

قمة «كيتو»... تجري الرياح بما لا يريد شافيز
14 أغسطس 2009 23:46
خيّمت تداعيات القرار الذي اتخذته كولومبيا بالسماح للولايات المتحدة بتوسيع وجودها العسكري في أراضيها، على اجتماع القمة التي عقدها قادة أميركا الجنوبية يوم الاثنين الماضي، ولم يحضرها الرئيس الكولومبي «ألفارو أوريبي» تجنباً لكمين دبلوماسي ربما يكون قد نصب له فيها. وكان أمل الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز -الذي يعتقد أن الهدف الرئيسي لتكثيف وتوسيع الوجود العسكري الأميركي في أراضي جارته كولومبيا، هو الإطاحة بحكومته، التي تنظر إليها واشنطن على أنها مناهضة لها- أن يتضمن البيان الختامي للقمة إدانة واضحة لمشروع اتفاقية التعاون العسكري بين أميركا وكولومبيا. لكن لا يبدو أن قادة المنطقة الذين سبق لهم أن اجتمعوا على انفراد بالرئيس «أوريبي» أثناء جولته الفاشلة التي قام بها في سبع من دول المنطقة مؤخراً، سايروا الزعيم الفنزويلي بإصدار الإدانة التي أرادها. وكان شافيز قد صرح عند وصوله إلى «كيتو» لحضور القمة: «لقد أرادت كولومبيا، تسديد سبع طعنات نجلاء إلى قلب أميركا الجنوبية»، وفي ذلك التصريح طبعاً إشارة إلى القواعد العسكرية الكولومبية السبع التي يسمح مشروع اتفاقية التعاون العسكري بينها وبين الولايات المتحدة للأخيرة باستخدامها لتكثيف وجودها العسكري في المنطقة. بيد أن الاتفاقية لاتزال في انتظار الإبرام والمصادقة النهائية عليها من قبل الطرفين. يذكر أن الاتفاقية قد رفعت معدلات التوتر الأمني في دول المنطقة عموماً، وخاصة فنزويلا والإكوادور اللتين قطعتا علاقتهما الدبلوماسية مع كولومبيا، على إثر قصف جيش كولومبيا لمعسكر للمتمردين عليها في الخط الحدودي الفاصل بينها وبين الإكوادور العام الماضي. ومن ناحيته قال شافيز إن رياح الحرب قد بدأت تهب على المنطقة بالفعل، بسبب مشروع اتفاقية التعاون العسكري المتوقع إبرامها بين واشنطن وبوجوتا. وأكد شافيز أن دورية من الجيش الكولومبي عبرت نهر «أورينوكو» الواقع داخل حدود بلاده يوم الأحد الماضي، إلا أن بوجوتا سارعت إلى نفي هذه الحادثة. وفي الوقت نفسه أعلنت بوجوتا اعتقالها لـ11 جندياً إكوادورياً داخل حدود أراضيها، وبادرت بتسليمهم على الفور للسلطات الإكوادورية. وعلى أية حال فقد تعين على شافيز الانتظار لبعض الوقت قبل أن يحصل على الإدانة الإقليمية التي سعى إليها من دول المنطقة وقادتها ضمن حملته للتعبئة ضد الصفقة العسكرية المذكورة. فقد انتهت القمة بإصدار بيان ختامي أعده وزراء خارجية المنطقة، دون أن يتضمن الإدانة التي طالما أرادها شافيز. بل لقد نقلت التقارير الإخبارية أنباء عن احتواء البيان على دعوة لعقد اجتماع منفصل لوزراء الخارجية والدفاع في وقت لاحق من الشهر الجاري، على أن يكرس لمناقشة الاتفاقية العسكرية. وستلي ذلك الاجتماع قمة إقليمية أخرى للقادة، اقترح الرئيس البرازيلي «لولا دا سيلفا» دعوة الولايات المتحدة الأميركية إليها لشرح نواياها العسكرية وراء تلك الاتفاقية. ومن جانبها علقت بوجوتا على كل هذا التوتر والجدل الدائر حول الاتفاقية بالقول إنها لا تجد سبباً لهما: فعندما ينظر المرء إلى نصوص اتفاقية التعاون العسكري بين الولايات المتحدة الأميركية وكولومبيا، لن يجد سوى شيء مماثل لما نصت عليه اتفاقية «خطة كولومبيا». جاء ذلك في تصريح لنائب الرئيس الكولومبي «فرانسيسكو سانتوس» خلال لقاء صحفي أجري معه مؤخراً. وفي ذلك التصريح إشارة إلى المساعدات المالية التي ظلت واشنطن تقدمها لبوجوتا خلال السنوات الست الماضية، بقيمة تتجاوز الـ6 مليارات دولار سنوياً، بهدف مساعدتها في حربها على عصابات المخدرات ومتمرديها اليساريين. وعليه فليس هناك سبب لأن تثير الاتفاقية الجديدة كل هذا الجدل الدائر بشأنها، على حد قول نائب الرئيس الكولومبي. يذكر أن البرازيل وتشيلي قد دعتا إلى مناقشة مشروع الصفقة العسكرية هذه، في اجتماع لقمة «اتحاد دول أميركا الجنوبية»، وهي منظمة حديثة النشأة تهدف إلى توحيد دول المنطقة. وعلى رغم أن الرئيس «أوريبي» كان قد قال في بادئ الأمر إن الصفقة العسكرية ستكون اتفاقية ثنائية بين بوجوتا وواشنطن وإنها لا تتطلب الحصول مسبقاً على موافقة قادة دول الجوار عليها، إلا أنه اضطر إلى القيام بجولة لسبعة من الرؤساء الإقليميين الأسبوع الماضي، بهدف تبديد مخاوفهم من الاتفاقية. وبينما أعلن رئيس البيرو «ألان جارسيا» تأييده لها، أدانها رئيس بوليفيا اليساري «إيفو موراليس» بشدة. وفي حين يبدي القادة الآخرون مخاوف من توسيع الوجود العسكري الأميركي في منطقتهم، إلا أنهم كانوا أكثر تحفظاً من شافيز وحليفه موراليس إزاء التدخل في شؤون كولومبيا الداخلية. هذا ولم يصدر نص علني للاتفاقية بعد، غير أن بوجوتا أكدت أنها تنص على منع استخدام أراضي كولومبيا لشن أي عمليات عدوانية ضد أي طرف ثالث، إضافة إلى خضوع كافة العمليات التي تنفذ بموجب الاتفاقية لقيادة الجيش الكولومبي. سيبيلا برودزينسكي - كولومبيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©