الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمشق تهدد بضرب «مقاتلين إرهابيين» داخل لبنان

دمشق تهدد بضرب «مقاتلين إرهابيين» داخل لبنان
16 مارس 2013 00:42
حذرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، من أن دمشق قد تضرب مقاتلي المعارضة «العصابات المسلحة» المختبئين في لبنان إذا لم يتحرك الجيش اللبناني لأن صبرها له حدود، وذلك نقلاً عن رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية إلى الخارجية اللبنانية. تزامن ذلك، مع إقدام شبان في مدينة طرابلس مساء أمس الأول، على إحراق صهاريج سورية تنقل مادة المازوت، بعد الاعتداء على سائقيها واحتجازهم لبعض الوقت، بحسب ما أفاد مصدر أمني لبناني. من جهته، أعرب مجلس الأمن الدولي عن «قلقه العميق» من «الحوادث الحدودية المتكررة» بين سوريا ولبنان، وذلك في موقف نادر حول هذه المسألة، إذ عبر أعضاء المجلس الخمسة عشر في بيان صدر الليلة قبل الماضية، عن قلق بالغ إزاء تداعيات الأزمة في سوريا على استقرار لبنان. وفي الأثناء، اتهم مسؤول أمني سوري الأردن بفتح حدوده خلال الأيام العشرة الأخيرة، أمام «مقاتلين متطرفين» للتسلل للأراضي السورية، إضافة إلى تهريب «أسلحة جلبتها السعودية» من كرواتيا. وقالت سانا إن وزارة الخارجية أبلغت نظيرتها اللبنانية في وقت متأخر أمس الأول، بأن «مجموعات إرهابية مسلحة قامت ...وبأعداد كبيرة، بالتسلل من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية...في ريف تلكلخ» خلال الست والثلاثين ساعة الماضية. وأضافت الوزارة في برقيتها «أن سوريا تتوقع من الجانب اللبناني ألا يسمح لهؤلاء باستخدام الحدود ممراً لهم لأنهم يستهدفون أمن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية ويستغلون حسن العلاقات الأخوية بين البلدين». وقالت الوزارة إن «القوات السورية لاتزال تقوم بضبط النفس بعدم رمي تجمعات العصابات المسلحة داخل الأراضي اللبنانية لمنعها من العبور إلى سوريا لكن ذلك لن يستمر إلى ما لا نهاية». وذكرت الوكالة أن القتال قرب الحدود أسفر عن خسائر بشرية كبيرة قبل أن يتقهقر المسلحون إلى داخل لبنان. وحرص لبنان على أن ينأى بنفسه عن الحرب الأهلية الجارية في سوريا منذ عامين لكن مسؤولين لبنانيين يقولون إن بلادهم مهددة بالانزلاق إلى الصراع الذي دخل عامه الثالث. ويعتقد أن أكثر من مليون سوري لجأوا إلى لبنان ويعيشون في دولة تعدادها 4 ملايين نسمة، وسط حالة استقطاب شديد بين المسيحيين والمسلمين وبين الشيعة والسنة جراء النزاع السوري. وأوضحت الوزارة أن «تدفق المسلحين والأسلحة بدأ بشكل لافت منذ صباح 12 مارس الحالي، من لبنان إلى الأراضي السورية في منطقة القصير وجوسية وحتى تاريخه، وكذلك الدعم اللوجستي الواضح من الأراضي اللبنانية». وشهدت المناطق السورية الحدودية مع لبنان والواقعة في ريف القصير في حمص، اشتباكات عنيفة في الأيام الماضية، بحسب المرصد الحقوقي الذي أفاد مساء أمس الأول في بريد الكتروني بوقوع «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط بلدة جوسية بريف مدينة القصير، حيث سمع أصوات الاشتباكات في القرى الحدودية». والليلة قبل الماضية، أعرب مجلس الأمن عن «بالغ قلقه» إزاء تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وسوريا. وعبر أعضاء المجلس الخمسة عشر في بيان صدر بعد مباحثات مغلقة عن «عميق قلقهم إزاء تداعيات الأزمة في سوريا على استقرار لبنان». وتتهم دمشق مقاتلي المعارضة السورية بالتواجد في مناطق حدودية ذات غالبية سنية داخل الأراضي اللبنانية، وعبور الحدود لشن هجمات ضد القوات النظامية. من جهته، أكد علي عبد الكريم علي سفير دمشق ببيروت، أنه قدم شكوى إلى الخارجية اللبنانية، قائلاً لقناة «الميادين» اللبنانية «نأمل أن يرد الجيش اللبناني على تلك الأعمال التي تهدد الأمن في البلدين». وفي تطور متصل، قال مصدر أمني إن «مجموعة من الشباب في منطقة باب التبانة بطرابلس، أقدمت على اعتراض 7 صهاريج سورية، وقامت بإحراق 3 منها، بينما قام شبان آخرون بتفكيك الصهاريج الأربعة المتبقية». وأكد المصدر الأمني وشهود أن الشبان كتبوا برذاذ أسود على الصهاريج اسم «جبهة النصرة» المتطرفة، وهي إحدى المجموعات المقاتلة ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وأضافوا أن الشبان «احتجزوا السائقين السبعة لبعض الوقت، قبل أن يطلقوا سراحهم». وأفاد الشهود أن الشبان اعتدوا على السائقين بالضرب مستخدمين العصي والحجارة. كما وزعت رسائل خليوية قصيرة جاء فيها «هذه هدية من أبناء التبانة إلى (جبهة النصرة)». وشهدت مدينة طرابلس اشتباكات طائفية على خلفية النزاع السوري، بين مؤيدين للمعارضة السورية في منطقة باب التبانة، وعلويين مؤيدين للنظام بمنطقة جبل محسن. كما سجلت في الفترة الماضية تحركات احتجاجية في المناطق ذات الغالبية السنية في البقاع شرق لبنان والشمال للمطالبة بمنع نقل المازوت من لبنان إلى سوريا، والذي يقول المحتجون إنه يذهب إلى النظام السوري. وفي تطور متصل، أبلغ مصدر أمني سوري في اتصال هاتفي مع فرانس برس أجري من بيروت، أن السلطات «تشجب التغيير الحاصل في موقف الأردن الذي فتح منذ حوالى 10 أيام حدوده وسمح بمرور متطرفين وأسلحة كرواتية مدفوع ثمنها من السعودية». وأضاف «هذا تغيير في الموقف، لأن الأردن حتى اليوم كان يضبط حدوده بشكل جيد لمنع مرور إرهابيين وأسلحة» إلى الداخل السوري. واعتبر أن سبب هذا التغيير هو «ضغوط تمارسها دول معادية لسوريا». وكانت صحيفة كراوتية ذكرت قبل أسبوع أن كرواتيا شكلت بين شهري نوفمبر وفبراير الماضيين «جسر عبور» انطلقت منه 75 طائرة مدنية تركية وأردنية، لنقل أسلحة وذخائر إلى المعارضة السورية في إطار عملية نظمتها الولايات المتحدة بالتعاون مع دول شريكة.
المصدر: بيروت، دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©