الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بشيء من الراحة

5 مايو 2017 23:30
زمانك عاد أيها الكتاب الورقي، أم ماذا؟ سؤال باتت متابعتك له تحضر كلما حضر حدث كمعرض الكتاب. في بداياتها كانت نجاحات معارض الكتب تقاس بحجم مبيعاتها من الكتب المطبوعة الورقية، وكان الكتاب الورقي سيد المشهد، والمتحكم في أرباح دور النشر، وفي رغبات وأذواق القراء. كان أحدنا أيام معارض الكتب يرجع إلى منزله بحمولة ثقيلة، يزيد من ثقلها، إن لم أكن مخطئة، أنَّ ما يحمله مرتبط بالعلم والمعرفة والثقافة ومنه تكون الأمانة ثقيلة. علاقة جميلة، حميمية كانت بين القارئ وبين الكتاب، وبعد ذلك تحولت إلى شيء مقلق إلى حد ما، عندما تناهى إلى أسماعنا ونحن ندفن رؤوسنا في الكتب الورقية ونشم رائحتها كأجساد أمهاتنا، أن الكتاب الورقي ربما عاد إلى الوراء، وأنه سيجد بل ووجد منافساً شرساً هو الكتاب الإلكتروني، متصدر المشهد الثقافي في عصر التكنولوجيا وما عرف بالنشر الإلكتروني. نتذكر أننا ومن سنة 2011 بدأنا نشبه مشجعي كرة القدم، نتابع شيئاً شبيهاً بالمباراة بين متنافسين هما: الكتاب التقليدي والكتاب الإلكتروني، في ظل مخاوف من ازدهار سوق مواقع بيع الكتب الإلكترونية التي كانت ولا تزال إلى جانب عملها في بيع الكتب الورقية تشتهر ببيع النوع الآخر من الكتب، متاجر «أمازون»، وبعض الصحف العالمية الشهيرة، وكان ذلك قد سبق حتى نجاحات عام 2011. ومن دون استثناء كنا كقراء نتابع ما يقوله بعضنا وما ينشرونه بوصفهم متحمسين وكُتّاباً ودور نشر وعلى صلة بالسؤال حول مستقبل الكتاب الورقي، حملات دشنت، إما للدفاع عن الكتاب الورقي أو الكتاب الإلكتروني بمبررات تبدو منطقية، وكنت تحسب أحياناً أن أحد الاثنين سيسرق الضوء من الآخر، أو أنها أزمة! قبل سنة من الآن، وبينما يستمر الجدل، يأتي شيء كأنه المفاجأة، وتعلن أوساط صناعة النشر (الغربية) أن الكتاب الورقي بدأ بالعودة إلى الصدارة متفوقاً في مبيعاته بنسبة ملحوظة في معارض الكتب، وأن وراء هذا النجاح أسباباً، منها إقبال فئات الشباب والأطفال على شرائه، وأن قراء الكتاب الإلكتروني بدأوا يفقدون المتعة السابقة في القراءة عبر الأجهزة الذكية، وأن من بين الأسباب الأخرى غلاء أثمان هذه الأجهزة، وتحولها إلى عبء مادي في حال فقدانها أو نقلها. بشيء من الراحة نتحدث عن تعاملنا مع الكتب، وكمؤسسات تدير الحياة الثقافية، تسير الأمور بهدوء وعقلنة وإيمان بأن التطور شيء حتمي في حياتنا، خاصة ما يتعلق بالمعرفة ووسائل الحصول عليها، سواء كانت ورقية أم إلكترونية أم غيرها.. و «خلَّك رياضي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©