الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحالف الانقلابيين.. بيـن التهـــديـد والوعيــد

تحالف الانقلابيين.. بيـن التهـــديـد والوعيــد
5 مايو 2017 23:32
حسن أنور (أبوظبي) التهديد والوعيد، هو حقيقة واقع التحالف الانقلابي بين المخلوع صالح والحوثي منذ بداية تكوين هذا التحالف. فقد توالت الأحداث والتطورات على مدار الأشهر الماضية، والتي تتحدث عن خلافات عميقة بين الجانبين، تتعلق بكيفية سيطرة كل طرف من طرفي الانقلاب على الانفراد بالسلطة في صنعاء. غير أن الأسابيع الماضية شهدت تطورات تمثل خطورة كبيرة على موقف هذا التحالف، تمثلت في إطلاق المخلوع صالح العديد من التوجيهات التي تتعلق بسحب أتباعه من جبهات القتال، وترك الحوثيين في مواجهة قوات الشرعية، فيما قام المتمردون الحوثيون باعتقال عدد كبير من أتباع صالح، ممن يتولون مناصب رفيعة في الحكومة غير المعترف بها. فضلاً عن ذلك أدت الخلافات الكبيرة بين الطرفين قبل أشهر إلى تطور الأمر إلى حد التصفية الجسدية بين الطرفين، لأسباب تتجدد يومياً، وقامت ميليشيات الحوثي مؤخراً بقتل 15 جندياً من أفراد الحرس الجمهوري، التابعين للمخلوع، الهاربين من المعارك، في بعض المحافظات اليمنية بتهمة الخيانة. وفي الإطار نفسه، تمثل واقعة هيئة التأمينات والمعاشات بصنعاء مثالاً واحداً لحجم الخلاف والصراع بين الطرفين. فقد فشلت كل المحاولات والوساطات المبذولة منذ أكثر من شهر في إخراج مسلحين حوثيين من مبنى الهيئة، حيث يسعون إلى فرض أحد القياديين في الجماعة بالقوة رئيساً لها. وتصر جماعة الحوثي على إذلال شريكها في الانقلاب بإقصاء أنصاره وتهميشهم في كل مؤسسات الدولة، والسيطرة على سلطة القرار للموارد العامة وبقوة السلاح. وفي تطور خطير للتحالف الانقلابي، شهد الأسبوع الماضي تهديداً علنياً من جانب ميليشيات الحوثيين بقتل صالح، مؤكدة أنه سينال جزاءه الرادع. فقد أطلقت قناة تابعة لزعيم التمرد عبد الملك الحوثي تهديداً صريحاً وواضحاً، وللمرة الأولى، للمخلوع صالح، خلال بثها فيلماً وثائقياً عن مقتل حسين بدر الدين الحوثي، وقالت: «إن من يقف وراء اغتيال حسين الحوثي هو المخلوع صالح». وهذه هي المرة الأولى أيضاً التي تحدد القناة من يقف وراء اغتيال حسين الحوثي، وأن صالح هو من يقف وراءه، وأنه لن يفلت من العقاب وسينال جزاءه. ومضت التحذيرات لصالح تتزايد وتصدر من جهات عدة، كان آخرها تحذير أحد القياديين في جماعة الحوثي بأن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بصدد اعتقاله أو قتله. ومن الواضح أن تهديدات الميليشيات الحوثية لصالح ليست من قبيل المصادفة، فهي تأتي متزامنة مع تزايد الضغوط على الانقلابيين، بعد النجاحات المهمة لقوات الشرعية، وأن سياسات التهديد التي تتبناها الميليشيا الحوثية، والوعيد الذي يطلقه صالح بين الحين والآخر، تأتي في إطار الصراع القوي بين الجانبين، من أجل تقديم الطرف الآخر ككبش فداء في لحظات الحسم للفوز بأي امتياز في التسوية القادمة للأزمة اليمنية. ومن الطبيعي أن يستخدم كل جانب، سواء أكان الحوثيين أم صالح، أدواتهم الإعلامية والمواقع الإلكترونية، لنشر التهديدات للجانب الآخر، وإثارة الأعوان والأزلام ضد القيادات، تمهيداً لاتخاذ خطوة الحسم والتخلص من الحوثي أو صالح حتى تتحقق المصلحة الأهم. وفي حالة ما إذا نجح الحوثي في التخلص من صالح، فإنه بالتأكيد سيلقي باللوم على الخونة في صفوف صالح بقتله، بل وأنهم متآمرون على الانقلابيين، في محاولة لإبعاد شبهة التورط عنه. والموقف نفسه، سيتخذه صالح إذا نجح في التخلص من الحوثي. ويبدو أن الخلافات بين الطرفين، ومحاولة استعراض القوة، مستمرة، وآخرها تعرض قيادات تابعة لصالح للإهانة والتفتيش من قبل مشرفين حوثيين في مهرجان بمحافظة المحويت، حيث قام أحد القياديين الحوثيين المسؤول عن تأمين المهرجان بتفتيش هذه القيادات، وعدم السماح لهم بدخول المهرجان إلا بعد تسليم أسلحتهم الشخصية، في حين لم يقم بالتصرف ذاته تجاه مشرفي الحوثي. كما تم توجيه الإهانات والشتم والاتهام بالخيانة لهذه القيادات التابعة للمخلوع، فضلاً عن التفتيش الذاتي، قبل أن يسمح لهم بدخول القاعة التي أُقيم فيها المهرجان الذي سُمح للحوثيين بدخول القاعة حاملين بنادقهم. وتؤكد هذه الحادثة التي تكررت في الآونة الأخيرة لكل المنتمين لحزب صالح عقلية الميليشيا الحوثية الإقصائية التي لا تثق مطلقاً بكثير من أتباع صالح. من جانبه، تحدثت تقارير عن توجيه المخلوع صالح أجهزته الاستخباراتية لتنفيذ عمليات اغتيالات للقيادات الحوثية في العاصمة صنعاء والقضاء عليها، قبل أن تتمكن من اغتياله. يأتي ذلك في أعقاب قيام جماعة الحوثي المسلحة بنهب آلاف القطع من مخزن للأسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء، كان يحتفظ به المخلوع صالح، فضلاً عن مساعي الميليشيات الحوثية للوصول إلى المخازن التي يخفيها المخلوع صالح عنهم، ويحتفظ بداخلها بكميات هائلة من الأسلحة، استعداداً للحظة الحاسمة التي سيحددها لحمايته وأنصاره في حال تحولت الخلافات بينه وبين الحوثيين إلى مواجهة مسلحة. انتهاكات المتمردين تتواصل جهود الهيئات الدولية في الكشف عن تجاوزات وانتهاكات جماعة الحوثي، وأتباع صالح، بحق المعتقلين والمعتقلين تعسفاً، والمختطفين قسراً، وآخرها البيان الصادر عن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، والذي طالبت فيه الأمين العام للأمم المتحدة بالضغط على جماعة الحوثي وأتباع صالح لوقف الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري، والمحاكمات السياسية، واحترام القانون الدولي الإنساني، وقوانين حقوق الإنسان التي تحفظ للإنسان الحق في الحياة والسلامة الجسدية والنفسية في الأوقات كافة. وكشفت المنظمة أن الانقلابيين ينتهجون سياسة التعذيب والاختفاء القسري في المناطق التي تخضع لسيطرتهم، وقد راح ضحية التعذيب عشرات اليمنيين. وتعتمد القوات الأمنية التابعة لجماعة الحوثي وقوات صالح الاختفاء القسري والتعذيب بحق المعارضين، بغية إيقاع أفدح الأضرار بالضحايا، والتي قد تؤدي إلى الموت في بعض الحالات أو بغية انتزاع اعترافات من أجل تقديمهم لمحاكمات صورية، والحكم عليهم بأقسى العقوبات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©