الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لاجئون إيرانيون في تركيا يفتقدون السلام المنشود!

لاجئون إيرانيون في تركيا يفتقدون السلام المنشود!
6 مايو 2010 23:57
كغيرهم من مئات المعارضين الإيرانيين، لجأ بهزاد وسياواشي وعلي إلى تركيا بعد أن تعرضوا إلى التعذيب في السجون الإيرانية أو تهديدات بالموت. لكنهم لم يجدوا هناك السلام المنشود ويعيشون في حالة خوف من عملاء يعملون لحساب طهران. وفي الوقت الذي تستعد فيه المعارضة الإيرانية للتظاهر في ذكرى إعادة انتخاب الرئيس محمود نجاد المختلف عليها، في 12 يونيو 2009، يعيش بهزاد (اسم مستعار) منزوياً في شقته بمدينة نوشهير وسط تركيا. ويؤكد الشاب الذي يقول إن جريمته الوحيدة هي المشاركة في يوليو الماضي في تظاهرة للطلاب المحتجين على نتائج الانتخابات، إن “أعمال التعذيب التي عشتها والأخرى التي كنت شاهداً عليها أشياء لا يمكن حتى أن ترتكب بين الحيوانات”. ويعدد بهزاد وهو يعرض صوراً لظهره وقد أدمته ضربات السياط، قائمة أساليب التعذيب التي تعرض لها خلال 4 أشهر قضاها في السجن: من جلسات ضرب وحرمان قسري من النوم وإغراق بالمياه المثلجة واعتداءات جنسية وإيهام بالشنق. وقال “في النهاية اعترفت بكل شيء بعد أن خارت قواي وعجزت عن التحمل. كانوا يريدون الحصول على اعترافات بشأن والدي وما إذا كانت له علاقات مع أميركا وإسرائيل.. لقد اجبروني على ذلك”. وقد أتاحت له هذه الاعترافات استعادة حريته. وفي الأسابيع التالية عبر بهزاد الحدود الإيرانية التركية على ظهر فرس مع عدد من المهربين مثل الكثير من المنفيين الإيرانيين. واستناداً إلى إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، يوجد نحو 4 آلاف طالب لجوء ولاجئ إيراني، من المنشقين ومعتنقي المسيحية والبهائية، مسجلين في تركيا بوابتهم الرئيسية للخروج من البلاد. وأوضحت المفوضية أن عدد طالبي اللجوء الذي بلغ 1828 بين يوليو 2009 ومارس 2010، لم يرتفع كثيراً منذ الانتخابات الرئاسية لكن طبيعتهم هي التي تغيرت. وقال متين جراباتير المتحدث باسم المفوضية في تركيا “الكثير من الوافدين الجدد صحفيون وجامعيون أو أشخاص يعتبرهم النظام مؤيدين للمعارضة”. ويواجه بهزاد في نوشهير، وهي إحدى 32 مدينة تركية صغيرة تستقبل طالبي اللجوء، أياماً صعبة بانتظار أن تبت الأمم المتحدة في مصيره وان توافق دولة غربية على استقباله. والشاب، الذي يعاني من إعاقة بسبب ساق متصلبة نتيجة قيام شرطي بضربه بالهراوة خلال تظاهرة، يعاني أيضا من مشاكل نفسية ومن الفاقة، إلا أن مشكلته الرئيسية هي الخوف. ويقول “هنا أخاف من كل شيء: من الشرطة ورجال الاستخبارات الإيرانيين ومن كل الإيرانيين الموجودين الذين يمكن أن يقدموا تقارير عني. أحياناً أخشى الخروج من منزلي”. ويرى بهزاد أن وجود عملاء إيرانيين يطاردون المنشقين في تركيا أمر لا شك فيه مشيراً إلى أنه في نوفمبر الماضي وصل لاجئ إيراني إلى نوشهير وفي اليوم التالي اختفى ولم يبق منه سوى حقائبه التي لا تزال مغلقة. من جانبه روى صديقه سياواش “في إحدى الليالي عند منتصف الليل تقريباً حاول 3 رجال سكارى اقتحام باب شقتي وهم يصيحون. لحسن الحظ تدخل جيراني الأتراك الذين يسكنون في الشقة التي تعلو شقتي”. ويظهر سياواش، الذي سجن لأشهر عدة في إيران، آثار حروق على فخذيه بسبب الصدمات الكهربائية. ويتذكر أنه بعد أن التقى أحد الصحفيين “هاجمني 3 إيرانيين في شارع مهجور عند منتصف الليل وهددوني واضعين سكيناً على رقبتي. وقالوا لي أن هذا آخر حديث صحفي أدلي به”.
المصدر: نوشهير (تركيا)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©