الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاق جوبا والخرطوم لن يحل مشكلة التمرد

16 مارس 2013 00:18
الخرطوم (ا ف ب) - تجري مفاوضات سلام بين الخرطوم وجوبا بعد أشهر من المواجهات المتقطعة، لكن المراقبين يرون أن هذه المفاوضات لن تؤدي إلى وقف حركة التمرد في المناطق المحاذية لجنوب السودان في المدى القريب. ويقول المراقبون إن الاتفاقات المبرمة الأسبوع الماضي بما فيها اتفاق إنشاء منطقة منزوعة السلاح، وإن كانت تضع حدا للخلافات بين جوبا والخرطوم إلا أنها لن تنهي التمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال مجد الجزولي الباحث في معهد الوادي المتصدع “حتى لو توقفت جوبا عن دعم (المتمردين في أراضي السودان) فهذا لا يعني أن النزاع سيتوقف. هذه الحرب مرتبطة بمشكلات داخلية ومجتمعية ينبغي معالجتها”. ومنذ أشهر تطلب الخرطوم من جوبا تقديم ضمانات بأنها ستتوقف عن دعم متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان - فرع الشمال. لكن جوبا تنفي تقديم الدعم لهم. وخلال المباحثات التي رعاها الاتحاد الأفريقي نهاية الأسبوع الماضي، لين السودان موقفه حيال الضمانات ما أتاح التوصل إلى اتفاق حول تصدير النفط الجنوبي عبر الشمال وثمانية ملفات أخرى بينها المنطقة الحدودية منزوعة السلاح. واتفق الطرفان على جدول زمني محدد لتطبيق الاتفاقات التي ظلت حبرا على ورق منذ سبتمبر. وتفصل المنطقة منزوعة السلاح على طول الحدود المتنازع عليها رسميا السودان عن جنوب السودان، لكنها تهدف في الحقيقة إلى عرقلة حركة المتمردين الذين يقاتلون في هذه المنطقة منذ قرابة عامين، وفق مصدر دبلوماسي. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه “انهم يأملون في أن تؤدي الاتفاقات تدريجيا إلى إضعاف المتمردين”. ولكن المراقبين يبدون قلقا من عدم وجود أي خطة للتفاوض مباشرة مع المتمردين. ويقول دبلوماسي افريقي “هذه نقطة الضعف الوحيدة في مجمل العملية”، مضيفا أن عددا من كبار مسؤولي الأمم المتحدة زاروا الخرطوم هذا الأسبوع “للضغط باتجاه إجراء مفاوضات مباشرة.. تبدأ على الأقل بوقف لإطلاق النار يتيح إيصال المساعدات الإنسانية” إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. وتدعو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي منذ اشهر متمردي الحركة الشعبية والخرطوم إلى التفاوض لحل النزاع الذي تسبب بنزوح أكثر من 200 ألف شخص إلى جنوب السودان واثيوبيا. وتؤكد الحركة الشعبية - شمال أنها تقاتل لإسقاط نظام الخرطوم وإقامة نظام ديموقراطي يحترم الاختلافات الإثنية وحقوق الإنسان. وسلح السودانيون الجنوبيون متمردي الشمال عندما كانت الحركة الشعبية- شمال تشكل فرعا من التمرد الجنوبي، ولكنهم يقولون إنهم أنهوا تعاونهم العسكري معها قبل استقلال الجنوب في يوليو 2011. لكن المحللين والدبلوماسيين يقولون إن جوبا واصلت دعم المتمردين. وقال الجزولي إن إقامة منطقة منزوعة السلاح ستجعل المتمردين “في موقف ضعيف جدا، وتحرمهم من الدعم اللوجستي”. وأكد المتمردون أنهم مستعدون لمفاوضات مباشرة مع الخرطوم التي تشترط لذلك أن يتوقفوا عن القتال ويقطعوا كل اتصال مع جوبا. وقال المصدر الدبلوماسي إن مشكلة التمرد تبقى “عامل فشل محتمل” للاتفاقات بين دولتي السودان اللتين لم تعلنا عن موقف واضح بهذا الصدد. وبعد اتفاقات سبتمبر قصف المتمردون بمدفعية الهاون لعدة أسابيع كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، وقال المصدر الدبلوماسي “أخشى أن نواجه الحرب مجددا لعدة اشهر في جنوب كردفان”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©