الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القيادة قبيل الإفطار.. «حلبة سباق» للعودة إلى البيت

القيادة قبيل الإفطار.. «حلبة سباق» للعودة إلى البيت
17 يونيو 2016 21:37
نسرين درزي (أبوظبي) مشهد القيادة بتهور قبيل موعد الإفطار، يتكرر بلا مبرر مع كل التسهيلات التي توفرها مديرية المرور والدوريات من إحاطة السائقين بكل سبل الدعم وتوزيع الوجبات عند الطرق الرئيسة. وإذا كانت الشوارع تفرغ خلال النصف ساعة الأخيرة من الازدحام، إلا أنها تتحول أياماً كثيرة إلى حلبة سباق للوصول إلى البيت في أقصى سرعة. الأمر الذي يعرض السائقين والمارة إلى حوادث هم جميعاً في غنى عنها مع تقيدهم بقوانين السير وبالآداب العامة للقيادة أثناء الصيام. وفي ظل الدوريات التثقيفية التي تنتشر هذه الأيام بين الأحياء بعيداً عن تحرير المخالفات بهدف حث المجتمع على الالتزام بقواعد المرور واحترام خصوصية الطرق، ثمة سؤال يطرح. لماذا يصر السائقون على القيادة بسرعة فائقة خلال شهر رمضان؟ تخطي السرعة أحمد يوسف العلي موظف في شركة أغذية، اعتبر أن مبدأ القيادة بتهور مرفوض على مدار السنة وليس فقط خلال شهر رمضان. وهو من الأشخاص شديدي الحرص على اتباع قوانين السير وعدم تسجيل مخالفات متعمدة إلا بما ندر. ومع ذلك اعترف بشعوره بالتوتر في رمضان أثناء خروجه متأخراً من العمل خشية أن يحين موعد أذان المغرب قبل وصوله إلى البيت. وقال إنه يحرص على الجلوس باكراً مع أبنائه على مائدة الإفطار، وهذا برأيه ما يبرر تخطيه السرعة المحددة أحياناً كثيراً. وذكر رواد الشامي الذي يعمل في مكتب سياحة وسفر، أن الطرق الفارغة من السيارات قد تكون المشجع الأول للسائقين على القيادة فوق الحد الطبيعي. وإذا كان الازدحام على الإشارات ينظم تلقائياً حركة المرور، فإن المساحات الفسيحة تطلق العنان لتهور البعض. وأكد أنه ليس من الأشخاص المتهورين خلف المقود، ويعتمد المثل القائل في التأني السلامة وفي العجلة الندامة. ونصح الجميع باعتماد النهج نفسه إذا كانوا فعلاً على عجالة من أمرهم ويريدون أن ينضموا آخر اليوم إلى مائدة واحدة تجمعهم بذويهم. وذكر رجل الأعمال سيف الهاملي أن المشكلة لا تقتصر في شهر الصيام على السائقين المسرعين، وإنما تشمل كذلك من يقودون ببطء شديد أو من يخطئون بتحديد إشاراتهم. واعتبر أن هذه الفئة تدخل كذلك ضمن عرقلة السير والتسبب بحوادث غير منطقية نتيجة شرود البعض أو تلهي البعض الآخر بالجهاز المحمول أو بسواه، ومع عدم تشجيعه على القيادة بسرعة، إلا أنه يجدها حلاً مناسباً للهروب من السيارات البطيئة أو التائهة التي لا تلتزم بخط اليمين ولا يحلو لها القيادة إلا في الوسط أو في الخط السريع. وتحدث خالد عوض موظف في شركة صرافة، عن سابق عشقه للقيادة السريعة بحيث لم يكن يوفر فرصة في رمضان وخارجه للطيران عبر دواسة البترول. وقال إنه بعد تعرضه لحادث كاد يودي بحياته على الكورنيش الشرقي للعاصمة، بات يقود بتأن شديد متوخياً الحيطة والحذر من نفسه ومن السائقين من حوله. ومن خلال تجربته نصح الجميع بالقيادة المنطقية قبيل موعد الإفطار لأن مشهد التسابق على الطرقات لا يبشر بالخير أبداً. التركيز أولاً عن خطورة القيادة المتهورة، خلال شهر رمضان، تحدث العقيد جمال سالم العامري رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي. وأكد ضرورة تمتع السائق بصحته الذهنية أثناء القيادة خلال شهر رمضان. وأشار إلى أن الجلوس خلف المقود يتطلب التركيز والدقة في الأداء، وعليه نصح الصائمين ممن يترتب عليهم استخدام السيارة بضرورة الحصول على نوم كاف أثناء الليل لتحقيق التوازن الجسدي والنفسي. وقال إنه في حين لا يولي الكثير من الناس أهمية للنوم، لا سيما أولئك الذين اعتادوا السهر لساعات الفجر الأولى، تؤكد الدراسات أن قلة النوم تؤدي إلى نقص في التركيز أثناء العمل، وتتسبب بحوادث السير. الحيطة والحذ وحث العامري السائقين ومستخدمي الطريق على التحلي بالصبر وضبط النفس أثناء قيادة السيارة خلال شهر رمضان، والتنبه لعدم القيادة بتهور ولامبالاة، وذلك بفعل تأثير الجوع والظمأ والتعب والنعاس، وطالبهم بالمزيد من الحيطة والحذر على الطريق بهدف تفادي ما يمكن تفاديه من الحوادث المرورية. وأوصى العامري السائقين خلال شهر رمضان بضرورة الالتزام بقانون السير والمرور والتقيد بالسرعة المقررة وربط حزام الأمان في كل رحلة بالسيارة. وأوضح أن هذه الإرشادات أثبتت جدواها في الوقاية من الإصابات الخطيرة والوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية. مع الحرص على ترك مسافة كافية بين المركبات، ليتمكن السائق من إيقاف السيارة بأمان في حالات الطوارئ. مبادرات توعوية وشدد العقيد جمال العامري على ضرورة تجنب كل ما يلهي السائق عن أحوال الطريق، وكل ما يصرف انتباهه سواء في شهر رمضان أو بقية أشهر السنة، كالهاتف الجوال والسماعات وأجهزة التسجيل. الأمر الذي يضمن تنبه أي شخص على الطريق لما يدور حوله، الأمر الذي ينطبق على السائقين والمشاة في آن. وتوجه إلى المشاة بواجب الالتزام بالعبور من المواقع المخصصة لهم ومن خلال الجسور والأنفاق والانتباه. أما السائقون، فيجب أن يأخذوا في الاعتبار حركة المشاة التي تزيد كثافتها بعد الإفطار وضرورة منحهم أولوية العبور بأمان مع تخفيف السرعة في المناطق السكنية ومحيط المراكز التجارية وأماكن التجمعات. وتحدث عن مخاطر القيادة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض السكري وضغط الدم وما شابه، إذ قد يتعرضون فجأة للنعاس وفقدان التركيز واضطراب في الرؤية البصرية أو حتى الغيبوبة. ونصح السائقين المصابين بداء السكري بعدم قيادة السيارة إلا بعد قياس نسبة السكر بالدم ولاسيما أثناء الصيام وعند القيادة لمسافات طويلة. وتحدث عن أهمية المبادرات التوعوية ودعا كافة شرائح المجتمع إلى التكاتف وتكثيف الجهود للتصدي لأخطار الحوادث المرورية. وأكد ضرورة مواكبة الدور المجتمعي للجهود المبذولة من كافة الجهات للحد من نزف الأرواح والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة من خلال تعزيز الحراك المروري المجتمعي. وأشار إلى الدور الكبير الذي يلعبه معهد الإمارات لتعليم قيادة السيارات خلال شهر رمضان من خلال إعادة بناء أوضاع حقيقية للقيادة وكيفية التعامل مع حالات الطوارئ في إطار إجراءات السلامة. وأوضح أن هذه التقنية تمنح الشعور الحقيقي بالقيادة حيث تشتمل الغرفة الخاصة بمحاكي القيادة، دواسات القدمين والوظيفة الكاملة لناقل السرعات وتحديد الاتجاهات وتغيير المسارات أثناء القيادة على الطريق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©