معَ زخّاتِ الْمَطرِ وزقزقةِ العصافير، وجمالِ مَنظرِ الزّهور في ثرى الوطن. كان أحمدُ يرسمُ بريشَتِهِ الْمشاعِرَ الجَميلةَ الّتي يعيشُها مع أصدقائِه مِن كلِّ بقاع العالم، كان الحبُّ يجمعهم في المدرسة والحي فهو يريدُ أن يساعِد كلَّ مَن حولَه حامِلاً طموحاتِهِ وطموحاتِ أصدقائِهِ.
تُحدِّقُ عينا أحمدَ نحوَ الأُفُقِ، وقلبُه يخفِقُ أملاً وحبّاً لكلِّ الأطفالِ؛ لأنَّهُ يُؤمِنُ بأنَّ أرضَ الإماراتِ أرضُ محبٍّة وعطاء.
فقد رسَمَ الشّيخُ زايدُ بن سلطان رحمَهُ الله «مؤسّسُ دولةِ الإماراتِ العربيّةِ المتّحدةِ» سبعةَ قلوبٍ بحبٍّ «أبوظبي/ دبي/ الشارقة /عجمان/ أم القيوين/ رأس الخيمة/ الفجيرة».
فطموحُ المؤسس العظيم أن يُسعدَ كلَّ مَن على هذهِ الأرض، فكلُّ مَن عليها هو جُزءٌ منها. سارَ صديقُنا أحمد يُترجِمُ تلكَ الأحاسيس إلى واقعٍ.
معَ إشراقةِ كلِّ صباحٍ يركَبُ أحمدُ دراجتَهُ ذاهباً إلى مدرستِهِ موطنِ الحلم، يرى علَمَ الوطنِ يخفق في السّماءِ شامخاً.
يهتفُ بتلك الكلماتِ «حصّنتكَ باسمِ الله يا وطن»، فقد أقسمَ أحمد على أن يحصّنَ وطَنَهُ بقيمِه النبيلةِ وأخلاقِهِ الحميدةِ.
وأن يكون مبدعاً أينما يكون حاملاً آمالَ وطنهِ ملبيّاً نداء النّهضة في كلِّ شبرٍ، في السّهل والجبل، في الصحراء المتراميةِ وفي أعماق البحار.. في كلِّ مكانٍ من أرضِ هذا الوطن. يدخلُ أحمدُ الصفَّ بكلِّ حبٍّ وتواضعٍ، فوجنتاه مشرقتان دوماً بتلك الابتسامة الحالِمة ِالصّادقةِ.
يُلقي التحيّةَ على الجميع، فهو قدوةٌ حسنةٌ لكلِّ الطلاب، يساعدُ الجميعَ بلا تذمُّرٍ، حريصٌ على دروسه، متفوقٌ في صفه، ابتسامته أجمل ما فيه.
فقد رسمَ نبضَ الوطنِ في قلوبِ أصدقائِه وإن كانوا من أوطان أخرى، جمعَ أحمدُ تلك الأوطانَ، ورسَمَها بصدق عزيمتِه وحبِّه الصّادق لأصدقائه.
كان يردّدُ لهم «حيّاكم الله في أرض الإمارات»، فالبعض من أصدقائه لا يجيدُ اللغةَ العربيةَ ويسأل عن معنى تلك العبارة.
ومع مرورِ الوقتِ حفظَ أصدقاؤه تلك العبارةَ رغم اختلافِ ألسنتِهم ولغاتهم، كما حفّظهم كلمة «هيّا»،
نعم هيّا للعلم بجدٍّ واجتهاد، هيّا نقرعُ أجراس الحصة في قلب الوطن الشاسع. في حصّةِ الرّسم يرسم أحمد وأصدقاؤه شموخَ وطن.
وفي حصّة النغم ينشدون دوماً «حصّنتك باسم الله يا وطن»، بعدها يقف أحمد مفتخراً يقول لأصدقائه: وطني وطنكم، فوطننا لنا تراب وسماء.
يصفق الجميع بحرارة وحب، يسافرون معاً إلى تلك الآمال، يطمحون إلى أن تكون لهم الصّدارةُ دوماً.
يهتف أحمد بمقولةِ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «لن نرضى إلّا بالمركز الأول».
عدد اليوم
