علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله) - اندلعت مصادمات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة أمس، بعد أن فرضت الشرطة الإسرائيلية قيوداً على الفلسطينيين الراغبين في دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة مع دعوة الشباب الفلسطينيين إلى «يوم غضب» يخرجون فيه إلى الشوارع في القدس لحماية المسجد الأقصى في المدينة القديمة، وفرضت قوات الأمن الإسرائيلية قيوداً عمرية لتحديد من يسمح لهم بالدخول من أجل الصلاة، وسمح للرجال فقط فوق سن 50 عاماً بدخول الحرم القدسي الشريف.
وحولت قوات الاحتلال الإسرائيلية مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، حيث أقامت نقاط تفتيش أمنية على المداخل المؤدية إلى المدينة القديمة للتحقق من الهويات، وتفتيش جميع من يرغبون في الدخول. وتجمع الشباب الفلسطينيون الذين منعوا من الوصول إلى المسجد الأقصى في الأزقة، وصلوا بالخارج فيما كان جنود الجيش الإسرائيلي ينظرون، وعندما انقضت الصلاة ألقيت حجارة على نحو متفرق في الشوارع الضيقة في القدس الشرقية.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت واعتقل شابان.
وفي بلدة الخليل بالضفة الغربية رشق شبان فلسطينيون جنود الجيش الإسرائيلي بالحجارة ورد الجنود بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي وشوهد شاب واحد على الأقل يجري اقتياده بعيداً عن المكان بعد أن أصيب في ساقه، واستخدم الشباب المقاليع لرشق قوات الأمن الإسرائيلي بالحجارة.
واستشهد أمس شاب فلسطيني متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل ثلاثة أسابيع عقب إصابته بقنبلة غاز أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي مباشرة داخل سيارته خلال المواجهات التي اندلعت حينها عند مدخل الرام الشمالي الواقعة شمالي القدس. وكان الشاب الفلسطيني ويدعى مؤيد نزيه غزاونة 35 عاماً يرقد في غرفة العناية المكثفة في مجمع فلسطين الطبي برام الله بحالة حرجة.
من جانبه، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قواته في الضفة الغربية المحتلة بالتعامل الصارم مع الفلسطينيين بعد ادعاء الاحتلال بقيام فلسطينيين برشق الحجارة على سيارات مستوطنين مساء أمس الأول، ما أدى إلى إصابة 8 مستوطنين بحادثين منفصلين قرب مستوطنة «ارئيل» شمال الضفة، فيما حذر نائب إسرائيلي سابق من انتفاضة ثالثة.
وقد اعتقل الجيش الإسرائيلي بمساعدة الشرطة وجهاز «الشاباك» 10 فلسطينيين من قريتي حارس وكفل حارس جنوب شرق مدينة قلقيلية بدعوى رشق الحجارة. في سياق متصل حذر النائب العمالي والوزير الإسرائيلي السابق بنيامين بن إليعازر من أن حالة الغليان في الضفة الغربية أصبحت على عتبة التدهور إلى انتفاضة ثالثة لن يستطيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس منعها. وقال بن إليعازر إنه من الخطأ الافتراض بأن يواصل الفلسطينيون ما وصفه بـ «سباتهم الشتوي».
وأصيبت إسرائيلية وبناتها الثلاث بجروح، إصابة إحداهن خطرة، في حادث سيارة سببه على ما يبدو قيام فلسطينيين برشقهن بالحجارة قرب مستوطنة إرييل. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد إن «الوالدة التي كانت تقود السيارة أصيبت بجروح طفيفة إضافة إلى اثنتين من بناتها بعدما اصطدمت السيارة بشاحنة بسبب تعرضهن للرشق بالحجارة على ما يبدو». وأضاف روزنفلد أن «ابنتها الثالثة البالغة من العمر سنتين، نقلت إلى المستشفى في حالة خطرة». وأوضح المتحدث أن «تحقيقاً فتح في الحادث. لكن من المرجح جداً أن يكون الحادث نجم عن رشق بالحجارة لأن زجاج الشاحنة تحطم وعثر على عدد من الحجارة على الطريق».
وأصيب فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين بعد إلقائه زجاجات حارقة على حاجز عسكري إسرائيلي قرب مدينة طولكرم الفلسطينية. وأوضحت متحدثة باسم الجيش أن «فلسطينيين القيا قنابل حارقة على حاجز عسكري قرب طولكرم. وأطلق الجنود النار فأصابوا أحدهما».
واعتدى مستوطنون أمس، على عامل فلسطيني خلال توجهه إلى عمله بالقرب من قرية عقربا جنوب نابلس.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية إن عدداً من المستوطنين من مستوطنة «ايتمار» اعتدوا بالضرب المبرح على شاب من قرية عقربا، مما أدى إلى إصابته بكسور ورضوض، وتم نقله إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، ووصفت حالته ما بين المتوسطة والطفيفة.
في غضون ذلك، اندلعت في بلدة الخضر جنوب بيت لحم مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال، احتجاجاً على سياسة الاحتلال بحق الأسرى، وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز والصوت تجاه المتظاهرين ومنازل الفلسطينيين، ما أوقع عدة حالات اختناق بالغاز.
وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة المعصرة الأسبوعية المنددة بجدار الضم والتوسع. وأفاد الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم محمد بريجية، بأن جنود الاحتلال قمعوا المسيرة ومنعوها من الوصول إلى مكان إقامة الجدار.
وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة جبع جنوب جنين، وداهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، وقامت بتفتيشها وتحطيم الأثاث.
عدد اليوم
