بكين تقول إنها تعلمت من المتاعب الاقتصادية الأميركية

اتفق مسؤولون أميركيون وصينيون أمس الأول على أن المتاعب التي تجتاح الأسواق العالمية تنطوي على دروس لبكين ولكن الولايات المتحدة حذرت من أن تلك المتاعب يجب ألا تدفع الصين لاغلاق أسواقها أمام الواردات· وفي افتتاح ''الحوار الاقتصادي الاستراتيجي'' الذي يستمر يومين قال رئيس البنك المركزي الصيني امس الأول إن الولايات المتحدة كانت نموذجا للكيفية التي ينبغي أن يدار بها أي اقتصاد ولكنها أصبحت مثار اهتمام الان بسبب الاخطاء التي ارتكبتها والتي تسببت في أزمة الرهن العقاري عالي المخاطر· كما حذر رئيس المركزي الصيني من مغبة تدهور سعر صرف الدولار الذي يدفع اسعار النفط والمواد الاولية الى الارتفاع ويؤجج مخاطر التضخم ويجعل من الدول النامية اكثر ضعف وقال جو شياوشوان رئيس بنك الشعب الصيني للصحفيين في الاكاديمية البحرية الأميركية حيث تجري المحادثات ''فضلا عن الرغبة في التعلم من الخبرة الأميركية في السياسة الاقتصادية الكلية فاننا نريد الان ايضا تعلم بعض الدروس التي تعلموها نتيجة الاضطرابات''· وأضاف جو إن ضعف الدولار الأميركي ليس موضوعا محددا في المحادثات ولكن الجانبين بحثا دور أسعار الصرف في الحفاظ على استقرار الاسواق وذلك في تلميح الى موقف الصين الثابت برفض التعجل في رفع سعر عملتها اليوان خشية اثارة اضطرابات في أسواقها· ورد الان هولمر المبعوث الخاص للخزانة الأميركية الى الصين قائلا إنه ينبغي لبكين ألا تستشهد بالمتاعب الأميركية كذريعة لابقاء المستثمرين الاجانب بعيدا عن أسواقها المالية لانها بذلك ستضر نفسها، وقال هولمر: ''هناك دروس مستقاة من التطورات الاقتصادية في الولايات المتحدة··· ولكن ستكون هناك تكلفة كبيرة على الصين اذا تباطأت في تحرير قطاعها المالي''· وقد لعب وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون دورا حيويا في بدء الحوار الأميركي الصيني نصف السنوي في ديسمبر 2006 وذلك اعترافا بتنامي أهمية الصين في الاقتصاد العالمي وكوسيلة لتجاوز الخلافات التجارية قصيرة الأجل وايجاد أرضية مشتركة بين الجانبين· وقال بولسون: ''أحياناً قد··· نختلف بشدة ولكننا نواصل الحديث''، وأضاف أنه يشعر أن الوقت ملائم الان لاحراز تقدم في القضايا الثنائية المتعلقة بالطاقة والبيئة، وبينما تقترب فترة عمل ادارة الرئيس جورج بوش من نهايتها يعتقد على نطاق واسع أن الصين تتطلع الى الحكومة الأميركية التالية قبل إبرام أي اتفاقات ولكن وزارة الخزانة في ظل بولسون تسعى جاهدة لاحراز أي نجاح يبقي الحوار الاقتصادي الاستراتيجي حيا بعد نهاية العام·