الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشاعر السوري حسن بعيتي يتوج ثالث أمير للشعراء

الشاعر السوري حسن بعيتي يتوج ثالث أمير للشعراء
15 أغسطس 2009 00:26
فاز السوري حسن بعيتي بلقب «أمير الشعراء» في الحلقة العاشرة والأخيرة من البرنامج في موسمه الثالث، حيث قام سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان المرافق العسكري لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتكريم الشاعر الفائز. وحضر الأمسية الختامية التي بثها تلفزيون أبوظبي، وإذاعة إمارات أف أم على الهواء مباشرة مساء الخميس الماضي من على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، عدد من أصحاب السمو الشيوخ وكبار المسؤولين والشخصيات الرسمية، وحشد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والعديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وجمهور كبير من محبي الشعر العربي من الإماراتيين ومختلف الجاليات العربية. وفي بداية الحلقة، خرج الشاعر اليمني الشاب محمد السودي، وهو الشاعر الذي تميز بشكل لافت في المسابقة، من المنافسة على اللقب لحصوله على أقل مجموع من درجات التحكيم والتصويت، وبالتالي انحصرت المنافسة على اللقب بين خمسة شعراء هم بسام صالح مهدي (العراق)، وتركي عبد الغني (الأردن)، وحكمت حسن جمعة (سوريا)، وحسن بعيتي (سوريا)، ووليد الصراف (العراق). جمال فائق بدأت المنافسة بقصيدة ألقاها المتسابق بسام صالح مهدي (العراق)، قال فيها الدكتور أحمد خريس إنها قصيدة مليئة بالجمال الفني الفائق كما أنها أعطت الشاعر فرصة لتأمل ذاته، بينما أشار الشاعر نايف الرشدان إلى أن الشاعر يتقن لغة شعرية جميلة بها شفافية عالية وتجربته الشعرية جزلة، لافتاً إلى أن النص يشتمل على انفعالات حية، فيما قال الدكتور صلاح فضل إن الشاعر بلغ أقصى ما يمكن للشاعر أن يبلغه كما أن النص يحمل الشعر الحقيقي. نص بديع من ناحيته، ألقى الشاعر تركي عبد الغني قصيدته التي قال فيها الدكتور علي بن تميم إن صاحبها يملك قدرة فريدة على المزج بين المادة والفكرة والصورة والمعنى وقد أبدع الشاعر في كتابة قصيدته، في حين قال الدكتور عبد الملك مرتاض إن النص بديع فيه لغة جزلة وجميلة ونقية معجمياً وفيها من الشعرية العالية الكثير، أما الدكتور أحمد خريس فأشار إلى أن لغة القصيدة جميلة فنياً وبديعة لغوياً وعالية الشعرية أيضاً. معزوفة شعرية وألقى بعدها المتسابق حسن بعيتي قصيدة شعرية تفاعل الجمهور مع كلماتها ومع ما حملته من أوصاف، حيث قال عنها الشاعر نايف الرشدان إنها قصيدة مفعمة بالقيم الفنية وتدل على أن الشاعر الذي كتبها كبير وله أهمية كبيرة، بينما أشار الدكتور صلاح فضل إلى أن شعر حسن بعيتي أجمل ما يمكن للروح أن تشف به فالكلمات عبارة عن معزوفة ذات مفردات جميلة، وأضاف الدكتور علي بن تميم أن الشاعر يحسن التفكير في البدايات، وهذه القصيدة حملت لغة شعرية عالية منذ البداية. أجمل القصائد وتلاه الشاعر حكمت حسن جمعة من سوريا الذي أنشد قصيدة وصفها الدكتور عبد الملك مرتاض بأنها من أجمل القصائد على الرغم من أن الشاعر تقمص فيها شخصية المتنبي ولكنه شاعر جميل، بينما قال الدكتور أحمد خريس إن مضمون النص رائع جداً ويمتلك صاحبه القدرة على حل الشعر، ووصف الشاعر نايف الرشدان التجربة الشعرية بالمتفردة وبها جزالة فائقة. مسك الختام واختتمت الأمسية بالمتسابق وليد الصراف (العراق) الذي ألقى قصيدة قال فيها الدكتور صلاح فضل إن الشاعر توج من خلال القصيدة مسابقة شعرية رائعة فالشاعر اكتشاف المسابقة، وأبدع في تقديمه هذا النص، ورأى الدكتور علي بن تميم أن الشاعر يحاول أن يتمثل نوعاً أدبياً تراثياً ليعيد بعثه من جديد كما أنه حاول قراءة قصيدة نزار ولكنه أبدع في كتابتها وأجادها وأتقن كتابة لغتها الشعرية العالية، وقال الدكتور عبد الملك مرتاض إن القصيدة مبهرة ومشوقة وتعتلي نوعاً من الترميز الذي يتوه فيه المتلقي، كما لو أن الشاعر أتى مسك ختام الشعر في هذه الحلقة. قوة البديهة والارتجال وفي نهاية الحلقة قرأ الشعراء الخمسة بيتاً مرتجلاً بعد أن تناوب أعضاء لجنة التحكيم الدكتور علي بن تميم والدكتور صلاح فضل والدكتور عبدالملك مرتاض على قراءة أبيات شعرية طالبين من الشعراء ارتجال بيت واحد على نفس الوزن والقافية للأبيات التي ألقوها. وقدم المشاركون الخمسة أجمل ما لديهم في صورة شعرية راقية، قال فيها مرتاض موجهاً حديثه للخمسة «لقد أبدعتم طوال المرحلة الطويلة الماضية»، وأكد الدكتور أحمد خريس أن الشعراء يحملون لغة رصينة جميلة، وقال الشاعر نايف الرشدان إن الشعراء لديهم قدرة عجيبة على استيعاب اللحظة والتحدي وشعرهم فذ ويحمل رؤية تعبر عن ثقافة راقية، في حين أشار الدكتور صلاح فضل إلى أن الشعراء تميزوا بقوة البديهة وحداثة التراكيب، ولفت الدكتور علي بن تميم إلى قوة الارتجال عند الشعراء الخمسة. تتويج الفائز وفي نهاية الحلقة أعلنت النتائج وفق مجموع درجات التحكيم وتصويت الجمهور ليتم إعلان حسن بعيتي من سوريا أميراً للشعراء بنتيجة 56% من مجموع تصويت الجمهور ونقاط لجنة التحكيم، حيث فاز باللقب ومبلغ مليون درهم إماراتي وبردة وخاتم الإمارة. وحلّ بسام صالح مهدي من العراق في المركز الثاني بنسبة 55% من مجموع التصويت ونقاط اللجنة، ليفوز بمبلغ 500 ألف درهم إماراتي، بينما حلّ تركي عبد الغني من الأردن في المركز الثالث بنسبة 53% ليفوز بمبلغ 300 ألف درهم إماراتي. وجاء وليد الصراف من العراق في المركز الرابع بنسبة 51% ليفوز بمئتي ألف درهم إماراتي، وجاء حكمت حسن جمعة من سوريا في المركز الخامس ليفوز بمئة ألف درهم. من جهتها، ستعمل إدارة المهرجان على إصدار دواوين شعرية مقروءة ومكتوبة لأصحاب المراكز الخمسة في المسابقة. وفي نهاية الحلقة صعد سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان المرافق العسكري لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، إلى خشبة مسرح شاطئ الراحة، يرافقه محمد خلف المزروعي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، لتتويج الفائزين الخمسة وتسليمهم الدروع والجوائز. يشار إلى أن البرنامج شهد خلال حلقاته الماضية تنافساً حاداً بين الشعراء الذين حاولوا أن يبرزوا في الصور المبتكرة والإلقاء والأداء الجيدين، حيث قوبلت المشاركات من قبل الشعراء بآراء نقدية جريئة من أعضاء لجنة التحكيم وتناول تفصيلي لجماليات النصوص المقدمة وتفكيك محترف للبنية اللغوية والدلالية لهذه النصوص. ويذكر أن أمير الشعراء مسابقة ثقافية تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث يتنافس على مضمارها شعراء القصيدة الفصحى بكل ألوانها وأطيافها سواء أكانت القصيدة عمودية مقفاة أو كانت ضمن نمط القصيدة الحرة أو قصيدة التفعيلة. وشهدت المسابقة هذا العام إقبالاً كبيراً كمّاً ونوعاً ما أكد جملة من الأهداف الثقافية السامية التي تسعى المسابقة لتحقيقها وفي مُقدّمتها الكشف عن مواهب شعرية متميزة، وتشجيع الأجيال الجديدة على تنمية مواهبهم الشعرية وإتاحة الفرصة لهم للاحتكاك مع شعراء متميزين، والتعرّف على الأوزان والقوافي والمدارس الشعرية المختلفة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©