الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«جنسية دبي» تكثف دوريات يومياً خلال رمضان للحد من المتسولين

15 أغسطس 2009 00:29
تستعد إدارة الجنسية والإقامة في دبي لتنفيذ حملات تفتيشية لمكافحة المتسولين خلال شهر رمضان المبارك عبر تسيير دوريات يومية في العديد من المناطق في الإمارة. من جهتها، أكدت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي أنه ينبغي أن لايتم إعانة وتشجيع من اتخذ «التسول» مهنة له مشددة على أن الإسلام حارب ظاهرة التسول لأنه يمقت البطالة ويدعو للعمل. حملات تفتيشية قال العميد عبيد بن سرور نائب مدير إدارة الجنسية والإقامة في دبي إن «دوريات التفتيش ستعمل على مراقبة المناطق التي يشتبه في تردد المتسولين عليها خلال شهر رمضان المبارك مثل المساجد والمراكز التجارية وبعض المناطق السكنية في الإمارة»، مشيراً إلى أن عمل الفرق سيتواصل منذ الصباح وحتى منتصف الليل. وأوضح بن سرور لـ «الاتحاد» أن تكثيف الحملات التفتيشية في مناطق متفرقة في دبي يستهدف محاصرة ظاهرة التسول خصوصاً أن نشاط المتسولين يشهد اطراداً خلال شهر رمضان عبر استدرار العواطف ومحاولة استغلال أفراد المجتمع لجمع اكبر قدر ممكن من المال بما يتعارض مع المعاني التي يشكلها الشهر الفضيل ومع القانون في آن. ولفت إلى «الخطورة التي يشكلها المتسولون على أمن المجتمع خصوصاً وأن نسبة كبيرة من المضبوطين منهم يتبين أنهم يدخلون الى الدولة عن طريق التسلل»، معتبراً أن تجاوب أفراد المجتمع مع المتسولين من شأنه أن يشجع هؤلاء على الاستمرار في عمليات التسول. حملات توعية وفي هذا الإطار، أوضح بن سرور أنه من المقرر أن تنظم «جنسية دبي» حملات توعية للجمهور قبيل وخلال شهر رمضان المبارك بالتوازي مع الحملات التي تنظمها عبر الدوريات لضبط المتسولين في الإمارة. وأشار إلى أن «حملات التوعية تأتي ضمن الخطة الموضوعة من قبل وزارة الداخلية لمحاربة ظاهرة التسول»، مشيراً الى أن الحملات المنتظرة تهدف في مضمونها إلى تبيان خطورة المتسولين على أمن المجتمع ودعوتهم الى تقديم تبرعاتهم المالية والعينية للجمعيات الخيرية التي تنتشر في مختلف المناطق بدلاً من تقديمها الى المتسولين خصوصاً وأن تلك الجمعيات تعمل وفق أسس تتمكن من خلالها الوصول الى الأفراد والأسر المحتاجة فعليا. وأضاف أن حملة وزارة الداخلية تتضمن إصدار كتيب إرشادي للتوعية بظاهرة التسول ومكافحتها والحد منها وتوزيع ملصقات توضح مخاطر الظاهرة إضافة الى تناول موضوع الحملة في خطب الجمعة والمحاضرات الدينية بالمساجد وغيرها من المحاور ذات الصلة. يذكر أنه تم خلال شهر رمضان من العام الماضي ضبط نحو 180 متسولاً على مستوى الدولة. وكانت «جنسية دبي» أحالت أخيراً الى النيابة العامة متسولاً دخل الى الدولة متسللاً مرتين حيث كان يقيم في احد الفنادق بدبي وعمل على إرسال ثلاث حوالات مالية الى أهله في موطنه. تحريم التسول وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في الدائرة، في معرض ردوده على اسئلة «الاتحاد»، إن «النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد سائلاً قط». وأوضح الحداد أن «التأسي برسول الله حتم على المسلم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً لكن هذا ما لم يعلم من حاله أنه قد اتخذ المسألة حرفة فإنه في هذه الحالة لا ينبغي أن يشجع أو يعان على هذه المهانة بل أن يرشده إلى ما هو خير له، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل مع أولئك السائلين». ولفت إلى أنه مع كون المسألة مقيتة في الإسلام إلا أن من أذل نفسه بها فإن على من سأله أن يكون أهلاً للمعروف لتكون يده العليا ويشكر الله تعالى أن جعله معطياً لا مستعطياً، مشدداً على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرشد من رآه أو أتاه سائلاً إلى ما هو خير له من تلك المسألة. واستشهد الحداد بذلك بما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن «رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الفاقة ثم عاد فقال: يا رسول الله لقد جئت من عند أهل بيت ما أرى أن أرجع إليهم حتى يموت بعضهم جوعاً. قال : انطلق هل تجد من شيء؟ فانطلق فجاء بحلس وقدح، فقال: يا رسول الله، هذا الحِلْس كانوا يفترشون بعضه ويلتفون ببعضه، وهذا القدح كانوا يشربون فيه. فقال: من يأخذهما مني بدرهم؟ فقال رجل: أنا. فقال من يزيد على درهم؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهمين. قال: هما لك. فدعا بالرجل فقال: اشتر بدرهم طعاماً لأهلك، وبدرهم فأساً، ثم ائتني. ففعل ثم جاء، فقال: انطلق إلى هذا الوادي فلا تدعن فيه شوكاً ولا حطباً، ولا تأتني إلا بعد عشر. ففعل ، ثم أتاه فقال: بورك فيما أمرتني به. قال : هذا خير لك من أن تأتي يوم القيامة وفي وجهك نكت من المسألة، أو خموش من المسألة». وقال الحداد في معرض ذكر العبر المستفادة من الحديث المشار اليه «هكذا رفض النبي صلى الله عليه و سلم أن يعطيه علالة يستمرئها ما يلبث أن تنفد ثم يعود ليسأل ثم يسأل فلا هو استغنى ولا هو أراح غيره، بينما لو أنه اعتمد على نفسه لعف نفسه وأهله وأراح غيره ونفع مجتمعه». وأكد مدير الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي أن الاسلام حرّم التسول من غير ما ضرورة، لافتاً إلى أن «الواجب على الإنسان أن يعف نفسه بنفسه ولا يذل نفسه بسؤال غيره فإن اليد العليا خير من اليد السفلى ومن يستعف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله». وجدد التأكيد أن «الشحاذة» محرمة في الإسلام لأنه يدعو المسلم للعزة والكرامة إلا أن تضطره الحاجة التي لا مناص منها أو أن يسأل ولي أمره لما يصلح حاجته لكون ولي الأمر مسؤولا عنه و بيده صلاح أمره. .. وخطط لمواجهة التسول في رأس الخيمة مريم الشميلي، رأس الخيمة - أعدت إدارة الجنسية والإقامة في رأس الخيمة، وتزامناً مع اقتراب شهر رمضان، برامج وخططاً تفتيشية للحد من ظاهرة التسول التي تنتعش خلال هذه الفترة، من خلال تخصيص أجهزة تفتيش ومراقبة لضبط من يتخذون من التسول مهنة من خلال أساليب وطرق متنوعة لاسترقاق قلوب المحسنين كسيل من الدعوات الدينية المصحوبة بالمواقف الدرامية. وفي هذا الإطار، قال العقيد سلطان النعيمي مدير إدارة الجنسية والإقامة في رأس الخيمة، إن الادارة تعد العدة خلال الأسابيع المقبلة لضبط المتسولين وإحالتهم إلى الجهات المختصة، مشيراً إلى أن الحملات التفتيشية ستشمل جميع مناطق الإمارة، خاصة النائية. وأضاف النعيمي أن إدارة الجنسية بالإمارة تسعى جاهدة إلى اجتثاث ظاهرة التسول من خلال الحملات التفتيشية والمداهمات، بالاضافة الى البلاغات التي تردها من مصادرها الخاصة حيث يقوم المفتشون على إثرها بالتحرك نحو أماكن وجود المتسولين وإلقاء القبض عليهم وتحرير محضر تمهيداً لاستصدار أوامر الإبعاد. ووصف الظاهرة بأنها ممارسات مسيئة للواجهة السياحية والحضارية للدولة، مشيرا إلى أن التسول يعد مخالفة للاوامر السامية خاصة مع صدور القرار الوزاري رقم 322 لسنة 2008 ضد هؤلاء المتسولين وضرورة التربص بهم وتحويلهم بالتالي للجهات المختصة. وأوضح أن هناك فئة من المتسولين يدخلون البلاد بتأشيرات زيارة في شهر رمضان لمزاولة التسول كمهنة حيث تكثر أماكن توزعهم في المساجد والمنتزهات والاماكن العامة، داعياً جميع المواطنين والمقيمين إلى التعاون والإبلاغ عن هذه الحالات عبر الهاتف المجاني رقم 80080. تطوير طرق التسول وفي هذا السياق، قال المواطن راشد علي المحرزي إن وسائل التسول وطرقها تتطور عاماً بعد آخر خاصة وأن هناك فئة تستغل وتوظف الدين في استرقاق المحسنين رغبة منهم في استغلال عواطفهم واللعب على الدين، خاصة في شهر رمضان حين يزداد عدد المتسولين، مشيراً الى أن هناك متسولين يمارسون «المهنة» يومياً بينما هناك موسميون يمارسونها فقط خلال شهر رمضان. بدورهم، أكد عدد من المفتين في هيئة الأوقاف العامة برأس الخيمة أن الهيئة متعاونة مع الجهات بالدولة لاجتثاث هذه الظاهرة، مشيرين الى أن الدين الاسلامي يرفض مهنة التسول ويفرض على الأغنياء الزكاة والصدقات لرعاية الفقراء. ولفتوا إلى أن الرسول صل الله عليه وسلم توعد من يتسول من دون حاجة بنزع لحم وجهه يوم القيامة، أما من اضطر فلا إثم عليه حيث جازت عليه الصدقة والاحسان. وأوضح مفتو الهيئة أن أموال الصدقة والزكاة تعطى للمحتاجين حتى لو كانوا متسولين، و»لكن من يمتهنون الشحاذة يجب ألا نشجعهم على أكل أموال الناس بالباطل، فلا بد من تنظيم العلاقة بين الفقراء والأغنياء»، حيث أوصوا بضرورة نشر الوعي الإيماني لدى الفقراء حتى لا يلحوا في سؤال الناس. يشار إلى أن قسم التفتيش في رأس الخيمة تمكن العام الماضي من ضبط 9 متسولين في العام 2008، مقابل 11 متسولاً منذ بداية 2009.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©