الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كاتب أميركي: قطر تشوه سمعة حلفاء ترامب انتقاماً من دعمه «الرباعي» وتشدده حيال إيران

كاتب أميركي: قطر تشوه سمعة حلفاء ترامب انتقاماً من دعمه «الرباعي» وتشدده حيال إيران
9 ابريل 2018 01:50
دينا محمود (لندن) أكد الكاتب الأميركي سيتون موتلي أن حملات تشويه السمعة التي يشنها النظام القطري في الفترة الحالية ضد بعض المقربين من الرئيس دونالد ترامب، تستهدف الانتقام من دعم إدارته للتدابير الحازمة التي تتخذها الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب «السعودية والإمارات ومصر والبحرين» حيال الدوحة، ومن السياسات الصارمة التي ينتهجها البيت الأبيض تحت قيادته إزاء ملفاتٍ مثل الإرهاب وإيران، اللتين ترتبط بهما الدويلة المعزولة بشكلٍ وثيق. وفي مقالٍ نشرته مدونةٌ تابعة لمعهد «ذا هارت لاند» الأميركي للدراسات ذي التوجهات المحافظة، قال موتلي، إن ما يقوم به «نظام الحمدين» المهيمن على الحكم في الدوحة في هذا الشأن، لا يعدو كونه سوى محاولاتٍ يائسة «للتشويش على ما تقوم به قطر مع إيران والإسلاميين المتشددين»، في إشارة إلى العلاقات الحميمة التي تربط نظام تميم بن حمد بنظام الملالي في الوقت الراهن، إلى جانب تورط السلطات القطرية في تمويل العديد من التنظيمات الإرهابية في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وإيوائها الكثير من قيادات هذه التنظيمات، وتوفيرها منابر لدعاة العنف والكراهية والتطرف. وفي مقاله، اعتبر موتلي -وهو مستشارٌ سياسيٌ لمعهد «ذا هارت لاند»- أن الأكاذيب التي يروجها حكام قطر ووسائل الإعلام التابعة لهم عن مناصرين بارزين للرئيس الأميركي، مثل رجل الأعمال المعروف إليوت بريودي، وهو كذلك نائب المدير المالي للجنة المالية للحزب الجمهوري الحاكم في الولايات المتحدة، تشكل «رداً» انتقامياً من جانب الدوحة على إقدام ترامب على «تنظيف بقعة فوضى أخرى خلّفتها (إدارة الرئيس السابق باراك أوباما)»، وهي تلك المتعلقة بفشل أوباما في توثيق العلاقات مع الحلفاء العرب لأميركا في الخليج، واتخاذه موقفاً متراخياً حيال طهران. وقارن موتلي بين النهج الذي تتبناه إدارة ترامب حيال نظاميْ «الحمدين» و«الملالي»، وذاك الذي اتبعه أوباما ومعاونوه في هذا الصدد، قائلاً بلهجة ساخرة إنه «يبدو أن الكل (في إدارة أوباما) -بل وأبناء عمومتهم أيضاً- كانوا على علم بما تقوم به قطر. لكن فريق أوباما لم يحرك ساكناً». واستطرد الكاتب بلهجته الساخرة ذاتها بالقول، إن مسؤولي الإدارة الأميركية السابقة «كانوا مشغولين بشدة في تسليم إيران -شريكة قطر في التآمر- 150 مليار دولار في إطار صفقة سخيفة بشأن السلاح النووي». ويشير المقال في هذا الشأن إلى ما أدى إليه الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران مع القوى الدولية الكبرى عام 2015، من رفعٍ لبعض العقوبات التي كانت مفروضة عليها، وهو ما أتاح لها الفرصة لفك تجميد أرصدتها في الخارج، المُقدرة بـ150 مليار دولار. وفي إطار استعراضه للجهود الرامية لاحتواء الخطرين القطري والإيراني على منطقة الخليج والشرق الأوسط بأسره، تطرق موتلي في مقاله إلى المقاطعة التي فرضها «الرباعي العربي» على النظام الحاكم في الدوحة منذ مطلع شهر يونيو من العام الماضي. وأشار موتلي -وهو كذلك خبيرٌ استراتيجي ومعلق تليفزيوني وإذاعي ومُحاضر مرموق- إلى أن دول «الرباعي» أخذت على عاتقها مهمة التصدي للدعم الذي تقدمه قطر للإرهاب، ولعلاقاتها الوثيقة بإيران ومؤازرتها للجماعات المتشددة. وقال إن المقاطعة المفروضة على «نظام الحمدين» -التي دخلت هذا الأسبوع شهرها العاشر- تشكل «ردَ فعلٍ على الدعم الذي تقدمه قطر منذ أمدٍ طويل لهؤلاء الأشخاص شديدي السوء»، في إيماءة لا تخفى للإرهابيين والمتشددين والمسؤولين الإيرانيين كذلك. وحرص المقال على الإشارة إلى فداحة ما حاق بالنظام القطري من خسائر جراء استمرار المقاطعة المفروضة عليه، والتي تشمل قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، قائلاً إن الدوحة «تشعر بالضغط» الواقع عليها جراء استمرار التدابير الحازمة التي تتخذها بحقها دول «الرباعي». واستعرض موتلي في هذا الصدد ما اضطرت السلطات القطرية خلال الشهور الماضية إلى اتخاذه من إجراءاتٍ لمواجهة النزيف المالي والاقتصادي الذي تعاني منه، ضارباً المثل بما أوردته وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني الدولي بشأن ضخ حكومة الدوحة «نحو 39 مليار دولار في شرايين الاقتصاد القطري من إجمالي احتياطياتها البالغة 340 ملياراً»، وذلك في مسعى لتقليل وتيرة الانهيار الاقتصادي الذي تشهده في الوقت الراهن. كما أبرز الكاتب بياناتٍ تفيد بـ«انهيار حركة التجارة» مع قطر، بالإضافة إلى تراجع نسب الإشغال في فنادقها بنسبة 10% خلال الصيف الماضي، بينما هوى عدد زوار الدويلة المعزولة، بأكثر من 70%، ولاسيما أن «ما يقرب من نصف عدد السائحين الذين يأتون إلى قطر كانوا يَقْدِمون من دول الخليج الأخرى». كما لم يغفل الكاتب الأميركي أيضاً إبراز أوجه التناقض التي تعتري السياسات التي ينتهجها «نظام الحمدين» طوال الوقت، مُبدياً استغرابه لأن تُقْدِم الدوحة على دعم الإرهاب -وعلى نحوٍ معلن- في وقت تُوصف فيه بأنها حليفةٌ للولايات المتحدة. ضبط قطر متلبسة بالقرصنة ألمح موتلي إلى حملة الهجوم التي تشنها السلطات القطرية حالياً ضد أنصارٍ للرئيس الأميركي مثل إليوت بريودي -الذي يتخذ وزوجته مواقف مناهضة بشدة لدعم الدوحة للإرهاب وقال «قطر ضُبِطت متلبسة» بهذا الفعل، مُبرزاً ما قالته وسائل إعلام أميركية عدة مؤخراً من أن «الحكومة القطرية نفذت عملية قرصنة إلكترونية واسعة النطاق» ضد هذا الرجل الذي يشكل حليفاً مهماً لترامب وأحد كبار جامعي التبرعات لصالح الجمهوريين. وأشار موتلي إلى أن النظام القطري يستفيد في حملات التضليل التي يقوم بها على الساحة الأميركية، من الحملة التي تشنها «وسائل الإعلام اليسارية (في الولايات المتحدة) ضد ترامب»، بزعم وجود تواطؤ روسي مع الحملة الانتخابية التي أوصلته للبيت الأبيض، في الانتخابات التي أُجريت أواخر عام 2016. وقال إن استفادة «نظام الحمدين» من هذا الأمر تشكل «إحدى النتائج السخيفة التكميلية» لتلك الحملة المستمرة منذ شهور، مُشيراً إلى أن تضمين «حملة الهجوم القطرية الفارغة على بريودي بعض الهراء المتعلق بـ(التواطؤ الروسي)»، يمثل محاولةً من جانب الدوحة للانتفاع من توجهات «الإعلام الأميركي اليساري» في هذا الصدد. وأشار إلى أن «قطر تعلمت ما لقنته لها وسائل الإعلام اليسارية في الولايات المتحدة، من أنه إذا كان بوسعك الادعاء بأن أي شخصٍ في فلك ترامب قريبٌ بأي وجه من الوجوه من الفلك الروسي، فإن ذلك سيعزز هجومك عليه بشكلٍ كبير، مهما كانت سخافة التهمة التي توجهها إليه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©