استعانت هيئة كهرباء ومياه الشارقة مؤخراً بالدراجات النارية لإصلاح أعطال المياه وذلك لقدرتها على الوصول لأماكن الأعطال بشكل أسرع وتجاوز الاختناقات المرورية التي قد تشهدها شوارع الإمارة وخاصة في أوقات الذروة.
ويقول المواطن محمد السلمان الذي يقطن منطقة مويلح بالشارقة، إنه أبلغ قسم الطوارئ بالهيئة عن وجود تسريب مياه من بعض التركيبات داخل منزله وأنه تفاجأ بتجاوب سريع من قبلهم بإرسال فني على دراجة نارية يحمل حقيبة معدات بسيطة حيث قام بإصلاح العطل في أقل من نصف ساعة. وطالب بضرورة تعميم الفكرة أيضاً في الأعطال التي قد تلحق بالكهرباء وتوفير فنيين ودراجات للقيام بتلك المهمة لما فيه من مصلحة للهيئة والمستهلك معاً. من جانبه، عبر المواطن جمعة الخضر الذي يقطن في منطقة القراين بالإمارة، عن إعجابه بفكرة الاستعانة بالدراجات النارية في إصلاح أعطال المياه، مشيراً إلى أن زحام الشوارع في الشارقة صعّب من وصول السيارات لأماكن الأعطال بسهولة. كما وأن الدراجات ستؤدي دوراً فعالاً في الأماكن التي يصعب على السيارات الوصول إليها في بعض المناطق النائية وبعض المناطق التي بها إصلاحات في الطرق أو إنشاءات جديدة. بدوره أشار ماجد الزرعوني الذي يعمل في إحدى الدوائر الحكومية بالشارقة إلى أن فكرة الاستعانة بالدراجات النارية التي ابتكرتها هيئة كهرباء ومياه الشارقة، ستسهم بشكل كبير في إنجاز الأعطال وخاصة فيما يتعلق بالتي لا تحتاج لفريق فني كبير ومعدات كثيرة لإصلاحها.
أسرع من السيارة
من جانبه، أكد المهندس عصام الملا مدير الإدارة العامة للمياه أنه تم إدخال خدمة الدراجات النارية بطوارئ المياه بعد دراسة ومتابعة لأدائها في الشركات والمؤسسات والمطاعم للاستفادة من إمكانياتها في سرعة إيصال الخدمة بأقل تكلفة وجهد. وقال إن الدراجة النارية الواحدة أسرع وأوفر في تأدية طلبات إصلاح الأعطال، كما انها يمكن أن تنجز 11 مهمة أعطال في نفس الفترة الزمنية التي تنجز فيها السيارة مهمة إصلاح عطل واحد فقط. وأشار إلى أنه تم إنهاء أعمال الصيانة الدورية لخطوط نقل وتوزيع المياه قبل حلول الصيف وتم ضبط صمامات التحكم وخطوط النقل والتوزيع في محطات الإنتاج والضخ وأصبحت مرافق المياه جاهزة لكافة متطلبات قبل بداية أشهر الصيف، مناشداً المستهلكين ضرورة ترشيد استهلاك المياه باعتبارها عنصراً أساسياً من عناصر التنمية والعمران. من جهتها، أوضحت المهندسة ميادة سالم البردان مديرة إدارة محطات التحلية والإنتاج بهيئة كهرباء ومياه الشارقة، أن غالبية الشكاوى التي تتلقاها الهيئة تتعلق بأعطال في مضخة المياه الداخلية أو عطل بسيط في النظام الداخلي للتوصيلات إضافة إلى انقطاعات بسبب تراكم الفاتورات، وعليه استلزم الأمر استحداث خدمة الدراجات النارية لسرعة إصلاح الأعطال التي لا تحتاج لفريق عمل فني كبير وإنما تحتاج لفني واحد فقط. وأشارت إلى أنه ستتم لاحقاً زيادة أعداد الدراجات النارية المستخدمة في إصلاح الأعطال، وكذلك سيتم تزويد الفني ببعض المعدات الأخرى لإصلاحها مما يسرع من إنجاز الأعمال، ذاكرة أن الفترة القريبة الماضية لم تسجل أي شكاوى تجاه الهيئة وإنما كانت نوعية البلاغات تتعلق بالأعطال البسيطة. وبلغت القدرة الإنتاجية 122 مليون جالون يوميا والتخزينية 37.5 مليون جالون مياه بعد الانتهاء من تشغيل أحدث خزان للمياه بمنطقة حلوان والذي تبلغ طاقته الإجمالية 15 مليون جالون مما يعطينا كمية من المياه كافية للحالات الطارئة.
ساعات الذروة
وأشار راشد القصير رئيس قسم طوارئ المياه إلى أن الزحام الشديد وأعمال الطرق والخدمات الأخرى في بعض المناطق تؤدي إلى تأخر الفنيين في الوصول إلى أماكن الأعطال وأحياناً لتأجيل زيارة بعض المواقع لعدم التمكن من الوصول إليها. وأكد أن الدراجات النارية تتسم بعدة مميزات حيث تؤدي إلى سرعة وسهولة الانتقال لمواقع البلاغات وقلة استهلاك الوقود ورخص تكلفتها بالمقارنة بالسيارة ومن الممكن أن تؤدي إلى نتائج أفضل بكثير من السيارات خاصة في البلاغات البسيطة التي لا تحتاج إلى فريق عمل فني كبير مثل حالات تحديد أسباب انقطاع المياه ومعاينة حالات التسرب للتقليل من هدر المياه. وأضاف أن استخدام الدراجات النارية بقسم طوارئ المياه، خلال الفترة القريبة الماضية، أثبت كفاءة وفاعلية كبيرة في سرعة متابعة البلاغات وإصلاح الأعطال وتوفير العمالة الفنية وتستخدم حالياً في أوقات الذروة وسيتم خلال المرحلة المقبلة تعميم استخدامها في جميع أوقات العمل.
خدمات أفضل
واكد المهندس إبراهيم راشد ديماس نائب مدير عام هيئة كهرباء ومياه الشارقة، أن إدخال خدمة الدراجات النارية لأول مرة بقسم طوارئ المياه يأتي في إطار حرص الهيئة على تقديم أفضل الخدمات للمستهلكين وتيسير وسرعة وصول الفنيين لأماكن الأعطال والسير في الأماكن المزدحمة والتي تجري فيها أعمال إنشائية أو أعمال بالطرق أو الخدمات الأخرى مما كان يتسبب في إعاقة أعمال قسم طوارئ المياه في الانتقال للاستجابة لبلاغات الأعطال. وأوضح أن الهيئة استعدت مبكراً هذا العام لتوفير متطلبات الصيف من المياه والقضاء على أي مشاكل طارئة وبحيث ينعم السكان من مواطنين ومقيمين بتوفير المياه على مدار الساعة، كما وأنها بذلت جهوداً خلال الفترة الماضية لتوفير كافة الاحتياجات من المياه من خلال إنشاء وتشغيل وحدات جديدة لتحلية المياه تبلغ طاقتها 10 ملايين جالون مياه يومياً، منها الوحدة الجديدة بمحطة اللية لتحلية المياه بطاقة إنتاجية قدرها 5 ملايين جالون مياه يومياً والمحطة الجديدة لتحلية المياه في خورفكان بالمنطقة الشرقية والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 5 ملايين جالون مياه يومياً. وأشار ابن ديماس إلى أن الهيئة تحرص على تطوير خدماتها وابتكار طرق وأساليب جديدة للتيسير على المستهلكين وسرعة الاستجابة لبلاغات الأعطال وإصلاحها في أسرع وقت، مؤكداً أن جميع الإجراءات التي تتخذها الهيئة تهدف في المقام الأول لتطوير وتحسين الخدمات في مجالات عملها سواء المياه أو الكهرباء أو الغاز الطبيعي. وأوضح نائب مدير عام الهيئة أن القدرة الإنتاجية لمحطات ووحدات إنتاج وتحلية المياه بلغت 122 مليون جالون يومياً وأن متوسط الإنتاج اليومي بلغ 90 مليون جالون يومياً.
عدد اليوم
