الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«السلام جوهر دعوة الإسلام».. رسالة العدل والتسامح

«السلام جوهر دعوة الإسلام».. رسالة العدل والتسامح
16 يونيو 2016 23:06
أبوظبي (الاتحاد) نظم نادي تراث الإمارات أول من أمس على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج محاضرة بعنوان «السلام جوهر دعوة الإسلام»، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وفي إطار برنامج أمسيات ومحاضرات المهرجان الرمضاني الحادي عشر، ألقاها السيد علي بن السيد بن عبد الرحمن آل هاشم مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف . دعوة هادفة وقال السيد علي آل هاشم «السلام هو جوهر دعوة الإسلام فهو دعوة نبيلة حملها الأنبياء والمرسلون وسار على هديها ومن أجلها الصالحون والمصلحون، وإذا ارتفعت أصوات العالم اليوم بالسلام رعاية لحقوق الإنسان فليس هذا بجديد، بل هو أمر متأصل في الإسلام»، مؤكداً أنّ الإسلام دين يهدف إلى السلام، بمعنى موادعة الناس والكفّ عن أذى غيرهم، مشيراً إلى أن الإسلام لم يكن في أي وقت من الأوقات يستخدم السيف للتحكم في رقاب الضعفاء أو التسلط على أعناق الأبرياء، إنما كان الدفاع في بعض الأحيان وسيلة لتأمين الدعوة الهادفة إلى الأمن والسلام، ونزل الذكر الحكيم بقوله تعالى: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم- سورة الأنفال-الآية 61 ». وأشار إلى فكر ورؤية الخليفة عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» عقب فتح بلاد العراق، حيث استدعى زعماءها من غير المسلمين إلى المدينة ليستشيرهم ويأخذ بآرائهم، كما أنّه استشار المقوقس عظيم القبط في أمور مصرية شتّى، وعندما فتحت بلاد الشام، صالح الخليفة عمر بن الخطاب أهل (إيلياء) وأمّن أهلها على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وأعطاهم عهداً بذلك، فيما عرف ب (العهدة العمرية). الذكر الحكيم ولفت إلى إلى انتباه دول العالم لموضوع السلام في مستهل القرن العشرين، حيث عُقد مؤتمر لهذا الغرض في مدينة لاهاي الهولندية عام 1907، تمخض عنه قرار بأن لا تبدأ الأعمال الحربية بين الدول إلا بعد إخطار سابق، لا لبس فيه، يكون في صورة إعلان حرب مسبب، أو في صورة إنذار نهائي يذكّر فيه اعتبار الحرب قائمة بين الطرفين، موضحاً أن هذا القرار سبقه ما جاء في القرآن الكريم منذ أكثر من 14 قرناً من الزمان، ونزل الذكر الحكيم بقول الله تعالى عزّ وجل «وإما تخافنّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين- سورة الأنفال- الآية رقم 58» مفاهيم الإحسان ونوّه المحاضر إلى تأكيد القرآن الكريم على المسلمين بتطبيق كل مفاهيم الإحسان والمحبة والتعايش ومعاشرة غيرهم من أهل الأديان والمذاهب، إلا في حالة العدوان، مبيناً أنه قد جعل المولى تبارك وتعالى حالة الأمن والاستقرار والسلام من حالات النعيم في الدنيا، كما هو في الجنّة في الآخرة، بل إن الله جلّ جلاله جعل السلام اسماً من أسمائه الحسنى، وهذا يدل دلالة قاطعة على أن السلام هو جوهر دعوة الإسلام، وهذه الدعوة الخالدة أصبحت اليوم هدفاً، من أهداف الدول والشعوب المحبة للسلام، ومن أجل الأمن والسلامة تشرّع القوانين، وتوقع المواثيق، وتقام المجالس العلمية والثقافية لنشر ثقافة السلام والمحبة والتسامح والتعايش الحقيقي بين البشر. واختتم المحاضر حديثه بالإشارة إلى أن السلام لا يستقيم بأي حال من الأحوال إلا بإرساء قواعد العدل والمساواة، فالناس سواسية أمام القانون على اختلاف الأجناس والأعراق والألوان، مشيراً إلى أن أمة العروبة والإسلام هي المعنية برسالة السلام والعدل والتسامح إلى الناس جميعاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©