أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة رسمية وجهها إلى رئيس مجلس الأمن بتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفل» والتي ستنتهي ولايتها مع أواخر هذا الشهر لفترة عام إضافي تنتهي في نهاية شهر أغسطس 2010 وذلك من دون إدخال أي تعديل على ولايتها أو قوامها استجابة لطلب قدمه رئيس الوزراء اللبناني للأمم المتحدة في وقت سابق من الشهر الماضي. وأعربت الرسالة عن قلق كي مون لاستمرار الجيش الإسرائيلي في احتلاله لجزء من قرية الغجر والمنطقة المتاخمة لشمال الخط الأزرق معتبرا هذا الاجراء بأنه يشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701.
وطالبت الرسالة إسرائيل بالانسحاب من هذه المنطقة وبوقف انتهاكاتها الجوية غير المنقطعة النظير في لبنان والتي تسهم في التوتر هناك. وشددت على ضرورة وضع حد للانتهاكات الجارية للخط الأزرق برا وعلى ضرورة التعجيل بإحراز التقدم في عملية رسم الخط الأزرق بعلامات واضحة من أجل تخفيض حالات عبور هذا الخط الأزرق سهوا. وأكد أن قوة «يونيفل» تضطلع بدور حاسم على صعيد ضمان السلم والاستقرار في جنوب لبنان وضمان احترام الخط الأزرق بشكل تام بما في ذلك معالجتها للحوادث والانتهاكات المتفرقة بشكل فوري من خلال ترتيبات الاتصال والتنسيق التي تتخذها القوة مع الأطراف المعنية. وقال إن هذه القوة تواصل بموجب ولايتها اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في حدود قدراتها من أجل ضمان عدم استخدام المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني للقيام بأنشطة عدائية. واضاف « لقد شكلت البعثة عامل ردع قوي لاستئناف الأعمال العدائية من هذه المنطقة وذلك من خلال إرساء الأسس التي يمكن الاستناد إليها في بناء العملية الرامية إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار» معتبرا الهدوء الذي يشهده حاليا جنوب لبنان بأنه هش للغاية. واوضح ان التعاون فيما بين القوة والجيش اللبناني ما زال يشكل في هذه المرحلة حجر الزاوية في ولاية قوة «يونيفل» في الجنوب على النحو الوارد في القرار 1701 مشيرا الى أن هذه القوة تواصل تقديم المساعدة إلى الجيش اللبناني في جهوده الرامية إلى ضمان خلو المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني من أي وجود غير مأذون به لأفراد مسلحين وأصول وأسلحة. الى ذلك اعتبر المنسق العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز ان هناك «تقدما مهما» في تنفيذ القرار الدولي 1701 من دون ان تتحقق «اهدافه العامة» وهي وقف اطلاق النار و«الحل الدائم». وقال وليامز في مقال نشر في صحيفة «النهار» امس في الذكرى الثالثة لصدور القرار 1701 الذي وضع حدا لثلاثة وثلاثين يوما من النزاع في جنوب لبنان، ان القرار «ادى بالفعل الى اطول فترة من الاستقرار على الحدود اللبنانية الاسرائيلية منذ ربع قرن». واضاف انه «ساعد لبنان على اتخاذ اجراءات مهمة على كامل اراضيه مثل الانتشار غير المسبوق للجيش اللبناني في جنوب البلاد». واشار وليامز الى تسليم اسرائيل في شهر مارس 2009 «الخرائط المتعلقة بالذخائر العنقودية التي اسقطتها على لبنان مما سيساهم في تفادي اصابات في صفوف المدنيين من سكان جنوب لبنان»، والى عملية تبادل الاسرى والجثث بين اسرائيل وحزب الله خلال السنة الماضية. واضاف «ما سبق يدل على تقدم مهم، لكن الاهداف العامة للقرار 1701 -وقف دائم لاطلاق النار وحل دائم- لم تتحقق بعد». ورأى ان «الوضع في جنوب لبنان وعلى طول الخط الازرق يبقى هشا فالخروقات الجوية الاسرائيلية لا تزال مستمرة، والجزء الشمالي من بلدة الغجر لا يزال تحت الاحتلال».
عدد اليوم
