الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرة في بغداد تندد بالرقابة وترويع الصحفيين

تظاهرة في بغداد تندد بالرقابة وترويع الصحفيين
15 أغسطس 2009 01:36
دعا صحفيون ومثقفون وكتاب عراقيون أمس، إلى عدم اقحامهم وزجهم في أي نزاع سياسي او صراع حزبي على المناصب، مؤكدين تمسكهم بحقهم في حرية التعبير وبمبادئ الدستور العراقي الذي يكفل لهم هذا الحق داعين مؤسسات الدولة إلى الالتزام به. وعبر أكثر من 250 صحفياً ومثقفاً وكاتباً وفناناً عن غضبهم للحملات التي يعتبرونها تكميما للأفواه وقمعا لحرية الفكر والتعبير خلال تجمع عقد أمس في شارع المتنبي الذي يعد رئة الثقافة العراقية وسط إجراءات أمنية مشددة لحماية التظاهرة والمتظاهرين من أي طارئ. وضربت قوات الشرطة وعناصر الحرس الوطني طوقا أمنيا على مكان التظاهرة وأغلقت جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى شارع المتنبي الشهير الممتد من جانب شارع الرشيد حتى ضفة نهر دجلة في منطقة الرصافة. وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها «لا للاعتداء على الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية وفرق التصوير» فيما حملت أخرى «لا لتكميم الأفواه..الحريات الصحفية حق كفله الدستور». وفي الشارع الذي أقفلت مكتباته عكس أيام الجمعة من كل أسبوع، ردد المتظاهرون هتافات مثل «نعم نعم للحرية كلا كلا للتكميم» و»ياحرية أين أنت» و»الحرية مقتولة ونريدها مكفولة». كما حملوا رسوما كاريكاتورية تعكس مظاهر تكبيل حرية التعبير ومصادرة الصوت الصحفي والإعلامي. وعند تمثال الشاعر أبي الطيب المتنبي عند ضفة نهر دجلة في نهاية الشارع الذي يحمل اسمه، توقف المتظاهرون حيث قرأ الإعلامي عماد الخفاجي بيان التظاهرة التي أطلق عليها «تظاهرة حرية التعبير». وجاء في البيان «بسبب الاعتداءات والانتهاكات التي طالت الصحفيين والإعلاميين خلال السنوات الست الماضية التي فقدوا خلالها 247 من زملائهم وزميلاتهم، يؤكد المشاركون في هذه التظاهرة انهم لن يتراجعوا أمام وطأة الترويع والتهديد». واعتبر ان «حرية التعبير حق مقدس أقرته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية واحترام الدستور العراقي والمادة 38 التي تكفل حرية التعبير وعدم اقحام الصحفيين في أي نزاع او صراع سياسي او حزبي». وقال الخفاجي «ان هذه التظاهرة ليست دعاية حزبية او انتخابية لأي طرف سياسي بقدر ما هي رسالة بليغة إلى المؤسسات والجهات الحكومية لاحترام المواثيق التي تكفل حرية التعبير». ولم تمنع التظاهرة باعة الكتب والمطبوعات المنتشرين على جانبي شارع المتنبي من بيع الكتب التي اكتظت بها أرصفة الشارع الذي يستقبل كل يوم جمعة المئات من المثقفين والكتاب والصحفيين والفنانين. واعتبر الخفاجي ان «هذه التظاهرة هي انتصار لبائع الكتب الذي كان في يوم ما يرتجف من مساءلته إذا كان يبيع كتابا يتحدث عن عمامة او شخصية سياسية علمانية». وتأتي هذه التظاهرة التي دعا لها «مرصد الحريات الصحفية» في اطار حملة للتضامن مع الكاتب العراقي أحمد عبد الحسين الذي نشر موضوعا في صحيفة حكومية عن عملية السطو على أحد المصارف الحكومية، أثار جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والثقافية. وكان هذا الكاتب والشاعر الذي عاد من كندا عام 2003 بعد ان غادر العراق في تسعينيات القرن الماضي، نشر موضوعا في صحيفة «الصباح» الحكومية في 27 يوليو الماضي تساءل فيه عن «الثمن الذي دفعه 8 حراس قضوا أثناء عملية السطو والدوافع السياسية التي تقف وراء هذه العملية». وأثار المقال حفيظة «المجلس الإسلامي الأعلى العراقي بزعامة الحكيم، أحد الأطراف السياسيين مما أرغم مسؤولي الصحيفة على فصله قبل ان يتراجعوا ويعيدوه إلى وظيفته.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©