الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كاميرون يحذر الأسد: القانون الدولي ذراعه طويلة

كاميرون يحذر الأسد: القانون الدولي ذراعه طويلة
15 مارس 2012
قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عقب لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض أمس، أنه ينبغي التوصل إلى حل سياسي للاضطرابات العنيفة في سوريا وأن اندلاع حرب أهلية أو ثورة أمر محتوم إذا واصل الرئيس بشار الأسد حملته القمعية، محذراً في ذات الوقت القيادة السورية من أن “القانون الدولي له ذراع طويلة وذاكرة قوية فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان”. وفي تحذير قوي للمسؤولين السوريين الذين يقاومون مطالب الإصلاح بكل ثمن، دعا كاميرون إلى عملية انتقال سياسي يزيح الأسد قائلا” ما نريده هو وقف فوري للقتل من خلال عملية انتقالية، أكثر من ثورة أو حرب أهلية”. جاء ذلك، بعيد انتقادات روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف أمس، للرئيس الأسد بسبب “التأخر الكبير” في تطبيق الإصلاحات محذرة دمشق من خطر تفاقم الأزمة في حال لم يصغ النظام لنصائح حليفه الروسي. من جهته، أكد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو أمس، أن بكين لا تحابي أي طرف في الأزمة السورية قائلاً إنه يشعر “بألم عميق” لمعاناة الشعب السوري وأن كانت تصريحاته لا تنم عن تغير في موقف بكين الدبلوماسي. بالتوازي، طالبت المستشارة الألمانية عقب مباحثات أجرتها مع رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي في برلين أمس، مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراء واضح وقوي ضد نظام الأسد، لإنهاء العنف فوراً والقمع المستشري منذ عام. من جهتها، أعلنت باريس أن الموفد الصيني لسوريا زانج مينج، الوزير المساعد للشؤون الخارجية، سيلتقي أثناء زيارته للبلاد أمس واليوم الخميس مسؤولين في قصر الرئاسة وفي وزارة الخارجية لكنه لن يلتقي أي وزير في الحكومة. وتعهد كاميرون في مؤتمر صحفي مشترك مع أوباما عقب ساعتين من المباحثات بمليوني جنيه (3,1 مليون دولار) إضافية في شكل أغذية وأدوية، كمساعدات إنسانية عاجلة لتخفيف معاناة الشعب السوري. وأكد دعم بلاده للمبعوث المشترك للأمم المتحدة كوفي عنان باتجاه إعداده للعملية الانتقالية، كما أبدى استعدادها للعمل مع روسيا والصين للغرض نفسه بما في ذلك عبر قرار جديد للمجلس الأمن. وكان لافروف قال في وقت سابق أمس، خلال جلسة أسئلة وأجوبة في البرلمان (الدوما) أن “جميع نصائحنا للأسف لم تترجم بأفعال، ولم تطبق في الوقت المطلوب”. وأضاف أن نظام الأسد “اعتمد إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيراً”. وأكد الوزير الروسي أن اقتراح بدء حوار وطني في سوريا جاء أيضاً “متأخراً”، مشيراً إلى أن هذا “الجمود” يمكن أن “يبتلع الجميع في النهاية”. وتأتي هذه التصريحات غداة إعلان الرئيس السوري إجراء انتخابات تشريعية في 7 مايو المقبل، وهي الأولى منذ اندلاع الثورة التي أسفرت عما يفوق 8500 قتيل منذ سنة، كما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد لافروف أن روسيا تفعل كل ما بوسعها لمحاولة حل النزاع وأنها ما زالت تملك قدرة على التأثير على نظام الأسد. وقال “إن طرف النزاع الذي نملك تأثيراً عليه هو حكومة بشار الأسد”، مضيفاً أن موسكو لا تدافع عن “النظام السوري بل عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية”. وأضاف لافروف أن “الشعب هو الذي يقرر من يجب أن يكون في السلطة في سوريا”، مكرراً معارضة موسكو لأي تدخل من الأمم المتحدة “كما حصل بالنسبة إلى ليبيا”. تابع “أننا نؤيد وقف إطلاق نار فوري وبالتنسيق مع جميع الأطراف تحت إشراف دولي حيادي”. وقال المحلل الروسي فيكتور كريمنيوك إن تصريحات لافروف تؤكد أن موسكو تسعى إلى إزالة الخلافات مع شركائها حول الأزمة السورية، بعد انتخاب فلاديمير بوتين رئيساً في 4 مارس الحالي. وخلال لقاء أمس، في موسكو مع السفير الصيني بوزارة الخارجية الروسية، أكدت موسكو وبكين “موقفيهما المتقارب حول النقاط الأساسية لتسوية بين الأطراف السوريين عبر طريق الحوار الوطني فقط”. وفي بكين، قال رئيس الوزراء الصيني متحدثاً في مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع السنوي للبرلمان “الصين ليس لديها مصالح خاصة في قضية سوريا والصين لا تسعى لحماية أي طرف بما في ذلك حكومة سوريا”. وذكر ون جياباو “وسط التغيرات التي يمر بها العالم العربي أعتقد أن موقف الجانب الصيني سيلقى تفهم وثقة الدول العربية وفي نهاية المطاف ستتعزز العلاقات بين الصين وتلك الدول”. وحث جميع الأطراف في سوريا على وقف الهجمات على المدنيين وقال إن الصين تحترم المطالب المعقولة للشعب السوري من أجل التغيير. وفي وقت سابق أمس، قالت وسائل إعلام رسمية إن الصين ستقدم لسوريا مساعدات إنسانية قيمتها مليونا دولار من خلال الصليب الأحمر في لفتة جديدة لإصلاح العلاقات في الشرق الأوسط. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن زانج مينج الموفد الصيني لسوريا مساعد وزير الشؤون الخارجية، “سيلتقي في باريس الأربعاء والخميس مسؤولين في قصر الرئاسة وفي وزارة الخارجية “. وأوضحت أنه “سيلتقي الأربعاء مع جان-دافيد ليفيت المستشار الدبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي، والخميس مع جيروم بونافون مدير مكتب وزير الخارجية آلان جوبيه، وجاك اوديبير المدير السياسي لوزارة الخارجية”. وأوضح مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، أن “فرنسا تستقبل باهتمام هذا المندوب عن الحكومة الصينية” الذي سيتم تذكيره “بالحاجة الملحة للتوصل إلى حل إنساني” و”بالحاجة الملحة لوقف القمع” و”بالحاجة الملحة لايجاد حل سياسي”. وأضاف أن محادثيه الفرنسيين سيشددون أيضاً على ضرورة دعم “تحرك الموفد الخاص المشترك للأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©