الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سحر الشرق» يُصنَّع في «ستوديو»

«سحر الشرق» يُصنَّع في «ستوديو»
16 يونيو 2016 23:44
رضاب نهار (أبوظبي) يذكر متحف اللوفر أبوظبي، في توصيفه لإحدى مقتنياته وهي صورة فوتوغرافية تجسّد الحياة الشرقية من وجهة نظر غربية، أن ملتقطها المصور الفوتوغرافي البريطاني روجر فنتون، لم يزر الشرق الأوسط في حياته، بل استمد رؤيته الفنية في جميع أعماله من الخيال الاستشراقي الذي كان سائداً في زمانه، ومن قراءته لحكايات وقصص ألف ليلة وليلة. وأنه وفي العام 1858، استخدم فنتون عارضين وعارضات داخل مشغله لإنجاز عدد من التّركيبات التّصويريّة المتقنة والمفعمة بالحياة. وبالمقابل استقبل الجمهور من حوله، هذا النوع من الصور بشغف كبير، كونها اهتمت باستحضار حياة الشرق بما فيها من سحر وجمال واختلاف حضاري. فضلاً عن أنها عكست تغيراً جذرياً في أسلوب فنتون التصويري الذي كان مختصاً بالتقاط صور الحروب وتوثيقها. في الصورة المقتناة، يقف رجل متحدثاً مع آخر يجلس إلى جانب امرأة على أريكة وسط مناخ تفوح منه رائحة استشراقية. فمن خلال اللباس والأغراض المحيطة والديكور أيضاً، ثمة استحضار حقيقي للشرق قد تكسره قليلاً ملامح الرجل الجالس والتي توحي بأوربيته أو بغربيته. لكن وبالعموم فإن المشهد بأكمله يقدّم بعداً جمالياً ساحراً، فيه شيء من الحميمية رغم أن الجلسة تمثيلية صرفة. وبعيداً عن الخوض في جماليات المشهد، وباطلاعنا على بعض من أعمال فنتون الأخرى في هذا الإطار، نجده يجسّد وجهة نظر المستشرقين إزاء الشرق في تلك الفترة من الزمن، حيث الصورة المأخوذة من وجهة نظر محددة وتروّج لهذا المكان باعتباره بيئة حاضنة للمجون دون التعمّق بثقافته الأصيلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©