السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وثيقة تكشف قيام الشيخ زايد بقطع إمدادات النفط عن الغرب عام 67

وثيقة تكشف قيام الشيخ زايد بقطع إمدادات النفط عن الغرب عام 67
19 يونيو 2008 03:03
كشف كتاب وثائقي جديد أصدره مركز الوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة أمس تحت عنوان ''زايد·· من التحدي إلى الاتحاد'' عن أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' هو أول من اتخذ قرارا إستراتيجيا بوقف إمدادات النفط عن الدول المساندة للعدوان الإسرائيلي على العرب في العام ·1967 وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله قد اتخذ قراراً مماثلاً بقطع الإمدادات النفطية عن الدول الغربية والولايات المتحدة إثر اندلاع الحرب العربية - الإسرائيلية الرابعة في السادس من أكتوبر عام ،1973 وأطلق مقولته الشهيرة ليس النفط العربي بأغلى من الدم العربي · وأكدت الوثيقة التاريخية التي أوردها الكتاب نقلا عن الأرشيف البريطاني أن فقيد الأمة أعلن في مؤتمر استضافته بغداد عن النفط في العام 1967 عن وقف حكومة أبوظبي لامدادات النفط وأصدر مرسوما أمـــيريا رقم 4 في 9 يونيو لعام 1967 أي بعد النكبـــة بأربعة أيــام يقــضي بوقف هذه الامدادات حتى ينصاع قادة العدوان للقرارات الدولية· وأكد الكتـــاب الذي تصدرتـــه مقدمـــة من سمـــو الشيــخ منصــــور بن زايـــد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة رئيس المركز أن ''الشيخ زايد اتخذ موقفاً شجاعاً من الصراع العربي الإسرائيلي - وذلك على الرغم من أنه لم يكن أكمل شهره العاشر كحاكم لإمارة أبوظبي - حيث أصدر فقيد الأمة مرسوما أميريا بذلك· وأشار ''آرشي لامب الوكيل السياسي في أبوظبي'' في الوثيقة أن الشيخ زايد أعطى توجيهات شفهية لشركـــات النفط التي تعـــمل في الإمارة آنذاك لتطــــبيق المرسوم والالتزام به· ونقل الكتاب عن الوثيقة التاريخية قول الشيخ زايد ''لدي أصدقاء بريطانيون وأميركيون ولكني عربي أولاً وأخيراً، ولذلك أعطيت تعليمات صارمة بألا يتم تحميل أية ناقلة نفط أميركية أو بريطانية''، كما ألزم الشيخ زايد في ذلك الوقت ناقلات النفط بأن تقدم شهادات تقيد بوجهتها والمكان الذي تقصده، وشهادة ثانية تفيد بالمكان الذي أفرغت فيه حمولتها''· ونظم مركز الوثائق والبحوث مؤتمرا صحفيا أمس تحدث فيه الدكتور عبدالله عبدالكريم الريس مدير عام المركز عن الكتاب ومحتواه التاريخي بحضور زكي نسيبة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مستشار وزارة شؤون الرئاسة، وأحمد الحاج عضو مجلس إدارة المركز· وأشار الريس إلى انه وبتوجيهات من سمــو الشيخ منصـــور بـــن زايـــد آل نهيان، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مركز الوثائق والبحوث، أطلق المركز أحدث إصداراته وهو كتاب بعنوان ''زايد من التحدي إلى الاتحاد''، وذلك في إطار احتفالات المركز بعيده الأربعين· وإن المركز يود بهذه المنــــاسبة أن يُعْرِب عن الشكر والعرفان لصاحب السمو الشـــيخ خلـيفة بـن زايـد آل نهيان، رئيس الدولة '' حفظه اللـــه ورعـــاه '' والفـــريق أول سمو الشيخ محمد بن زايـد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لما يقدمانه من دعم لرسالة المركز والتي تنطوي على الحفاظ على تاريخ وتراث أمتنا لمنفعة الأجيال القادمة· كما يتشرف المركز بإهداء '' زايد: من التحدي إلى الاتحاد '' إلى روح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي السابق، ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، إقراراً بقيادته الفذة، وإنجازاته البارزة التي خلدتها صفحات التاريخ· وعلى مدى السنوات تراكمت داخل وخارج العالم العربي الدراسات التاريخية وغيرها من الدراسات التي تركز في السيرة العطرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان '' طيب الله ثراه '' · والواقع أن المساهمات الكبرى للقائد ومؤسس الدولة لاتزال تشكل مجالاً خصباً للباحثين والعلماء والمؤرخين، خاصةً في ضوء تعدد جوانــــبها، والحاجة الماسة إلى توثيقـــها· وأوضح الريس أن الكتاب الجديد يأتي امتداداً لكتاب آخر كان مركز الوثائق والبحوث قد أصدره بعنوان ''قصر الحصن: تاريخ حكام أبوظبي 1793- ''1966 ، وإن الإصدار الجديد يواصل الرحلة في رصد تاريخ حيـــاة الشيــخ زايد بن سلطــــان آل نهيان وإنجازاته من واقع الوثائق البريطانية المعاصرة· ولقد تم إعداد هذا الكتاب بغرض محدد هو توفير دراسة متعمقة للباحثين والقراء حول الوثائق البريطانية التي يحظى فيها الشيــــخ زايد بمكانة مرموقة· وهذه الدراسة البحثية فريدة من نوعها لاعتمادها على الوثائق الأرشيفية فحسب، وهكذا فإنه عن طريق البحث المتعمق، والتحليل الدقيق لمجلدات من السجلات المعاصرة التي خلفها المسؤولون البريطانيون السابقون الذين خدموا في الخليج· ولفت إلى أن ''هذا الكتاب يذهب إلى أبعد من الدراسات المتوفرة والمنشورة بالفعل؛ لأنه يتضمن معلومات تفصيلية ومتنوعة ظلت مجهولة حتى الآن'' أما المصادر الثانوية فقد استخدمت بشكل انتقائي، وتتألف أساساً من المذكرات المنشورة للمسؤولين السابقين الذين خدموا في الخليج، وفي أبوظبي بصفة خاصة، فتلك أعمال تضيف لمسة شخصية، ومعرفة عميقة بجوانب، ووقائع، وشخصيات معينة، وهذا مالا يتوافر في السجلات الرسمية· وباتباع المنهج العلمي في البحث فإن ذلك السرد التاريخي يمثل تحليلاً ناقداً وموضوعياً للحقائق والوقائع التي تم استقاؤها من المصادر الأصلية، والتي تم الإشـــارة إليـــها في المضمون الملائم· وقال زكي نسيبة إن القصة التي تُروى في سياق هذا الكتاب تبرز السجل الحافل لمنجزات قائد فذّ، وتقف دليلاً واضحاً على رؤيته الثاقبة ونجاحه الأسطوري· ويسجل كتاب ''زايد من التحدي إلى الاتحاد'' إنجازات الراحل العظيم في الفترة من 1946 حتى ،1971 أي ربع القرن من الزمان الذي يشكل إطار هذه الدراسة، وهي الفترة التي شهدت وصوله للسلطة، وشهرته بدءاً من ''أمير الصحراء'' في واحة العين الداخلية حتى أصبح رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، تلك الدولة الحديثة التي نُحتت من صخور التقاليد والقيم العربية الإسلامية· وبحكم المحتويات التفصيلية لهذه الدراسة البحثية فإنها تنطوي كذلك على تحليل عميق وشائق للشخصيات المعاصرة، والأحداث البارزة، وحوليات الإمارات، وكلها تشكل قيمةً كبيرةً للباحثين والقراء على حد سواء· كما يشتمل كتاب ''زايد من التحدي إلى الاتحاد'' على توطئة، وأربعة فصول، وخاتمة، وهذه تبرز بتسلسل زمني ثلاث مراحل مميزة وهامة في حياة الشيخ زايد السياسية، حيث كان ممثلاً لحاكم أبوظبي في العين، ثم حاكماً لأبوظبي، ثم رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة· ويُعَزِّز الكتاب صور كثيرة، وصور عن وثائق أرشيفية بريطانية بالغة القيمة، وهذه ترِدُ في ملحق الكتاب· وأشار إلى أنه ''بفضل حكمته الغالبة، وكرمه، وحنكته في القيادة أصبح زايد شيخاً لقبائل الداخل· ويستعرض الفصل الأول من هذا الكتاب، وهو بعنوان ''العين: الطريق للمستقبل''، دخول زايد للمعترك السياسي في 1946 كممثل لحاكم أبوظبي في العين· وخلال العشرين عاماً التي قضاها في الواحة أتقن الشيخ زايد الدبلوماسية القبلية، واكتسب أسلوبه المتميز في الإدارة، والذي كان يقوم على الشورى والإجماع، وكان ذلك حجر الزاوية فيما اكتسبه من شهرة، وما حققه من نجاح· وبفضل تمكنه من التغلب على الصعاب وتخطي العقبات فقد تمكن الشيخ زايد من تطوير اقتصاد الواحة بشكل جذري، وحقق إنجازات كبرى على طريق الرفاهية لشعبه، الأمر الذي استحق معه كثيراً من الإعجاب والثناء من مختلف الأوساط والجهات· والأهم من ذلك أن أفراد عائلة آل نهيان الحاكمة، وأبناء شعبه، والمسؤولين البريطانيين المعاصرين قد لمسوا فيه زعيماً قديراً يشق طريقه بثبات، الأمر الذي يصل بنا إلى المرحلة الهامة الثانية من حياته· وأشار أحمد الحاج إلى إجماع أفراد الأسرة الحاكمة على اختيار الشيخ زايد حاكماً على الإمارة، وكان ذلك في السادس من أغسطس 1966م· ويصف الفصل الثاني من الكتاب، وهو بعنوان ''من الركود إلى الإصلاح''، بداية عهد جديد في تاريخ إمارة أبوظبي، ويطرح صورة حية للإنجازات الرائعة للحاكم الجديد· ويبرز ذلك الفصل المسؤوليات الجِسَام التي اضطلع بها الشيخ زايد، والقوة الدينامكية التي تمكن بها من تحويل تلك البقعة التي كانت بالفعل تعيش حياة بدائية إلى إمارة حديثة· كذلك يطرح الفصل تحليلاً عميقاً لفلسفة زايد في الحكم والتي تمخضت عن فكــــره الأصيل، ونشاطه الجـــَمّ· وحــــقاً فقد سبـــق زايد عصــره وأقرانــــه، وأبدى نضجاً سياســـياً جعله يفكر في اتحاد خليجـــي يتناول مسائل الدفاع، والسياسة الخارجية، والعملة، والمشروعات المشتركة (مثل الطرق)· كما أن بعضاً من القضايا الأساسية والحيوية التي جالت بخاطر زايد قبل نصف قرن تجرى مناقشته حالياً بين الزعماء والسياسيين والمثقفين بالمنطقة، وبعضها قيد التنفيذ بالفعل· وعندما يتطرق الفصل إلى علاقات زايد الخارجية فإنه يركز بشيء من التفصيل في الكيفية التي أقام بها حاكم أبوظبي الجديد نظام التحالف بين الأصدقاء على أساس التسامح، والتعاون، والتصالح، والتعايش السلمي مع العالم العربي، والعالم أجمع· وطوال سنوات حكمه ظل التزامه بالتضامن العربي حجر الزاوية في علاقاته الخارجية· ووراء تلك الواجهة الرائعة من التقدم والتطور كانت تكمن التحديات التي واجهت الحاكم الجديد، وهي تحديات ما كان لسياسي خبير أن يتصدى لها، أو يتغلب عليها بمثل ما فعل زايد· فوراء إنجازات زايد ومساهماته غير العادية كفاح كبير، وتضحيات جَمَّة، خاصة خلال السنوات الحرجة الثلاث من 1967 حتى ،1969 وتلك هي محور الفصل الثالث من الكتاب، وهو بعنوان ''السنوات الحاسمة 1967-،1969 ويبرز عبقرية زايد السياسية والتي مكنته من إدارة دفة البلاد في مواجهة ظروف غير مواتية، ومن ثم أصبح أبرز القادة في السياسية الخليجية· ولقد أفرط في مدحه المسؤولون البريطانيون في ذلك الحين، إذ توفرت لهم فرص للتعرف عن كثب على أداء الشيخ زايد، وأسلوبه في معالجة المشكلات، وقدرته على إدارة شــــؤون دولته· وبعد أن أصبحت الدفَّة في يد الشيخ زايد، شهدت حقبة السبعينيات الانطلاقة الكبرى التي غيرت وجه الإمارات تماماً· ويتناول الفصل الرابع وهو بعنوان ''من الأزمات إلى العلا'' دور الشيخ زايد المحوري في توحيد الإمارات في أعقاب قرار بريطانيا الانسحاب من منطقة الخليج بعد قرن ونصف قرن من وجودها هنالك· ولقد أدار الشيخ زايد بحنكة نادرة المشاورات الأولى لقيام الاتحاد، كما تناول بحكمة المشاكل المبكرة، وبذل جهوداً كبيرة هو وحكام الإمارات حتى تم بالفعل قيام الاتحاد، والذي سًمي بالإمارات العربية المتحدة، وتم إعلانه رسمياً في الثاني من ديسمبر ·1971 واختير الشيخ زايد أول رئيس للإمارات العربية المتحدة، وجاء ذلك تتويجاً لإنجازاته طوال حياته السياسية· ولقد كان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة علامة بارزة في تاريخ الإمارات السبع التي تــــتألف منها· وأما الخاتمة، وهي بعنوان ''فجر حقبة جديدة''، فتتناول المصالح البريطانية في الإمارات في فترة ما بعد قيام الاتحاد، أي بعد أن فقدت بريطانيا آخر معاقلها في الخليج· وتتضمن الخاتمة أيضاً وصفاً تفصيلياً للمسيرة المظفرة التي قضت على كل المخاوف من ضآلة فرص استمرار الاتحاد ونجاحه· وبروح ديمقراطية الصحراء، كان زايد ينادي دائماً بمشاركة الشعب في الهيئات المعنية بصنع القرارات بالدولة· وجنباً إلى جنب مع سعيه الدائب للتقدم والازدهار كان زايد يؤكد بقوة المحافظة على التقاليد والتراث، وهكذا فقد أَسَّسَ دولة حديثة تقوم على الإسلام والتراث العربي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©