السيارات تخطف الإعلانات من الصحافة الورقية

فكرة جديدة تلك التي طلعت بها إحدى الشركات الخاصة التي يوجد مقرّها في إمارة الشارقة عندما افتتحت مساحات إعلانية جديدة على سطوح السيارات العادية. وقالت مصادر الشركة إن الإعلان المتدحرج على العجلات الأربع، يمكن أن يراه أكثر من 1.5 مليون مشاهد، وهو عدد يفوق بكثير ذلك الذي يشاهد إعلاناً تلفزيونياً أو مدرجاً في إحدى الجرائد اليومية. ولا عجب أن تنال هذه الشركة جائزتها المنتظرة من السوق المحلية والتي تمثلت بعوائد مادية عالية تتناسب مع المستوى الريادي للفكرة التي خرجت بها. ومن الميزات الأخرى للفكرة أنها تحقق العوائد المادية للباحثين عن استئجار السيارات الخاصة أنفسهم. فإذا كنت لا تمانع في قيادة سيارة وهي موسومة من الخارج بإعلان عن الوجبات الخفيفة، أو عن أفضل مبيد للحشرات، أو حول مدى الانتعاش الذي يمكن أن تحققه زجاجة من المياه الغازية، فلا تتردد في عرض خدماتك على هذه الشركة التي ستسارع لتأجيرك السيارة مقابل درهم واحد فقط في اليوم. تدعى هذه الشركة «ون رينت كار» One Rent Car؛ ويقول حكيم قواسمية المدير التنفيذي للشركة: «لم يصدق الزبائن ما ورد في هذا العرض في بداية الأمر إلا أنهم بدأوا الآن يدركون مدى الجدّية التي تميّز فكرتنا، وأصبحوا يترددون علينا بكثرة». وأشار قواسمية أيضاً إلى أن شركات تأجير السيارات الأخرى لم تصدق الأمر أيضاً وأصيبت بالدهشة البالغة عندما سمعت به. وهناك شرطان ينبغي على مستأجر السيارة الإعلانية الالتزام بهما في العقد، وينص أولهما على أن على المستأجر أن يقطع بالسيارة 70 كيلومتراً كل يوم وإلا فسوف يتوجّب عليه دفع 5 دراهم عن كل متر أقل من هذه المسافة. ويقضي الشرط الثاني بضرورة إيداع مبلغ تأمين قدره 2500 درهم في حساب الشركة حتى تتمكن من اقتطاع المخالفات المتوقعة بالإضافة لأجور الدخول في نظام «سالك» المعمول به في مدينة دبي. وقال مصدر في الشركة إن هذه الفكرة تعود بالفائدة على كافة الأطراف بما فيها المعلن والمستهلك والسائق والشركة ذاتها. ويكمن عنصر القوة فيها في أن الكثير من المعلنين يطلبون خدماتها نظراً لما تمثّله من قوة تأثير على الرأي العام بسبب كثرة أعداد الناس الذين يشاهدون المادة الإعلانية كل يوم. ويبقى التساؤل: هل تمثل هذه الطريقة إساءة إلى المظهر العام لآلاف السيارات التي تعبر المدن؟، أم أنها تمثل قاعدة جديد للثقافة الإعلانية تنطوي على الفوائد؟.