الساهر مع طفلته السمراء.. وغادة على الطرقات.. ولمنور تبوح بكلمة حب

شهد مسرح شاطئ الراحة مساء أول أمس الجمعة حفلاً فنياً متميزاً يليق بختام مهرجان أمير الشعراء في موسمه الثالث، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. اشترك في إحياء هذا الحفل ثلاثة من نجوم الغناء العربي الأصيل وكانت أبوظبي الأم الحنون التي تضم في حضنها الدافئ عواصم الأمة العربية ومبدعيها ليس في الشعر فقط وإنما بالفن كذلك. وكما ابتهج جمهور هذا المسرح بتتويج أمير الشعراء مساء الخميس، راح يستكمل فرحته بالاستماع إلى نجم الغناء العربي الأصيل وهو يصدح بأجمل الأغاني الشعرية ترافقه نجمتان شابتان من الرباط والقاهرة، ليؤكد كل نجم من هذا الثلاثي الفني المتألق أن شعر الفصحى يزداد رقة وعذوبة وبهاء عندما تردده حنجرة درية زاخرة بعراقة وتراث المقام العراقي الرائع، حنجرة كاظم الساهر. وكان المئات من محبي هذا الفنان الكبير ينتظرون حضوره ليكون صوته النشيد المواكب للشعر وتاج المهرجان. غادة على الطرقات بدأ الحفل الغنائي مع الفنانة المتألقة غادة رجب وأدت باقة من أغانيها الجميلة، منها: كثر الحديث، أنا وليلى، حبيبي لماذا تخليت عني؟ وهي من شعر نزار قباني وألحان الفنان كاظم الساهر الذي شاركها في غنائها. ثم قدمت تحيتها للجمهور وشكرت أبوظبي وأهل الإمارات وكل المشاركين في مهرجان الشعر، مع تقديم تحيتها للفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو خالد فؤاد. وعادت غادة لتذكر الحضور بالعندليب الأسمر مع أغنية: أنا كل ما قول التوبة يا بوي.. لتبرئ نفسها مع وردة: مالي وأنا مالي؟.. ومع الفيروزيات وسهر الليالي: ياحلو على بالي/ ومن الغنا على الطرقات لفيروز إلى سيرة الحب وكوكب الشرق أم كلثوم. لّمنور تشوف الدنيا ومن المغرب العربي ومع الصوت الصافي والإطلالة الجميلة استمع جمهور مسرح شاطئ الراحة إلى الفنانة أسماء لمّنور فقدمت عدداً من الأغاني المغربية لتقول لبلادها: عمري ما انساك يا بلادي، يا ليلة دانا/ شو قلك/ أنت حب القلب/ وكلمة حب قليلة عليك. ولم تبتعد عن المغرب حيث غنت لجارتها وردة الجزائرية: في يوم وليلة، ومع صحوة الحب: وأنا لما صحوت على حبك/ وشفت الدنيا من عينك/ ثم ودعت الفنانة المنور جمهورها. كاظم والحبيبة وفي الساعة العاشرة والربع كان هذا الجمهور على موعد مع الفنان المتألق كاظم الساهر وفرقته الموسيقية بقيادة المايسترو حسن فالح، فقد ضج المسرح بالتصفيق، حيث أطل وهو يلوح بيديه ويرد التحية بمثلها. وعن غنج الحبيبة وبأجمل صوت : (أرضي خدودها/ تزعل شفايفها/ تسبل عيونها/ لو لامست كفها. والفرقة الموسيقية تردد حبيبي والفنان الساهر يردد حبيبتي. ويحضر الأمير الدمشقي الأنيق نزار ليصدح الساهر بكلماته الرقيقة وهو يضع حبيبته أمام الاختيار الصعب (إني خيرتك فاختاري ما بين الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري) وهب كل الشباب والشابات والشياب في مسرح الراحة ليرددوا الشعر الجميل يترنم به الفنان الساهر بصوته العذب. وأعاد كاظم الحضور إلى الشباب والمراهقة ليبرر بأغنيته الجذابة والمحببة صغير وملعب/ على قلبي يلعب/ من ألبوم انتهى المشوار. وكان الفنان شفافاً مع جمهوره ومحبيه وقد كشف لهم أشياءً من أسرار الحب (وأخيرا اكتشفت أني باسم الحب أنا لعبة/ وكل العشرة والإخلاص/ وكل التضحية كذبة/ أنا نادم على نفسي. وهنا يعود الفنان ويسأل على (طفلة سمراء) ويخبرها بأنها، ما زالت في فن الحب طفلة/ بيني وبينك أبحر وجبال/ لم تستطيعي أن تفهمي الرجال/ جميعهم أطفال. وجمهور الساهر يحفظ كل الأغاني وقد طالبه بأغنية بيروت لكن رد الفنان وقال: سامحوني سأغنيها في بيت الدين، كما خاطب جمهوره بقوله: «إن برنامج أمير الشعراء بالنسبة لي من أروع البرامج التي أشوفها في حياتي، أتمنى من كل الشباب حتى يشوفوا البرنامج وليحاور كل حبيبته يجب أن تكون اللغة عنده جميلة وحاضرة». ويعود الفنان الساهر ليعانق كلمات الشاعر حسن المرواني مع رائعته (ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي/ واستسلمت لرياح اليأس راياتي. ثم يترنم بأغنية (عيد وحب) ويلتمس من الحبيبة أن تبوح له بأغنية (قولي أحبك) كي تصير أصابعي ذهباً وتصبح جبهتي قنديلا/ الآن قوليها... ومن مناداة الجمهور «أبو وسام، أبو وسام»، لم يستطع الساهر إلا أن يلبي فعاد إلى العراق مع (غالية) وقال لها ما لمست أجمل من نظرة العيون/ شوي الشمس تريد تنام/ نزلت للبحر تعيش الحلوة. وأيضا مع العراق ومع التراث (عايل يالسمر عايل/ صبح ظعنهم شايل/ مكدر على ثمنهم/ تسعين ناقه وحايل. وكان مسك الختام مع العشق وجنون العشاق ونزار وكاظم: زيديني عشقا زيديني/ يا أحلى نوبات جنوني/ أحببتك حتى احترق الحب أحبيني. ثم اعتذر من الجمهور الذي طالبه بالمزيد لكنه كان على موعد مع طائرته بعد ساعة ليذهب إليها ومعه أجمل الذكريات وأطيب المشاعر من جمهور شاطئ الراحة ومدينة النخيل أبوظبي.