الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزائريون يستعدون لاستقبال رمضان بغسل الجدران وتجديد الأواني

15 أغسطس 2009 23:40
مع اقتراب شهر رمضان المعظم، تتكثف استعدادات الجزائريين لهذا الشهر الكريم وتبرز العديد من مظاهر التحضير من خلال الإقبال على سلع معينة في الأسواق وغسل جدران البيوت واقتناء أواني جديدة وتغيير نشاطات العديد من المحلات ومظاهر أخرى نرصدها في هذه المتابعة. وحينما ينتصف شهر شعبان، تبدأ السيدات بالاقبال على الأسواق لاقتناء مواد غذائية تُستعمل بكثرة في شهر رمضان أكثر من باقي شهور السنة، وفي مقدِّمتها التوابل والبهارات والفلفل، وهي مواد أساسية في تحضير طبق «الشُّربة» الذي يعدُّ الطبق الرئيس في الموائد الجزائرية، وهو أول طبق يُستهلك بعد آذان الإفطار وأداء الصلاة، ويندر أن تخلو منه أية مائدة، حتى أن الكثير من المغتربين يقتنون مكوِّناته هذه الأيام ويقولون إنهم لا يشعرون بطعم رمضان في المهجر دون تناول «الشربة»، بينما يفضِّل أهل الغرب الجزائري استعمال «الحريرة» بدلها. وتتكون «الشربة» من «الفْريك» وهو قمحٌ شبه مطحون، يُضاف إليه القليلُ من الخضر ولحم الخروف وبعض التوابل الحارة، وبعد تحضيره يُضاف إليه على المائدة عشبة «القصبر» وتُسمى محلِّيا «حشيش الشربة» لاعطائها نكهة خاصة. أما «الحريرة» فهي تتكوَّن من الخضر المطحونة، والتوابل الحارة، وهي ذات مذاق مميز، وقد بدأت «تغزو» مختلف مناطق البلد في السنوات الأخيرة ولم تعد مقتصرة على الغرب الجزائري لتنافس «الشربة» على موائد كثيرة. وعادة ما يقبل الجزائريون على اقتناء التوابل والبهارات و»الفريك» قبل أيام عديدة من حلول شهر رمضان لتجنب التهاب أسعاره؛ وبخاصة في الأيام الأولى منه، إذ ترتفع الأسعار كل عام بسبب كثرة الطلب مما يضر ميزانيات الأسر محدودة الدخل ويوقعها في الديون أحياناً لا سيما وأن نهاية رمضان تشهد بدورها تحضير أطباق متنوعة من الحلويات واقتناء الملابس للأطفال تحضيرا لعيد الفطر. لحمٌ «حلو» تقبل السيدات على اقتناء التوابل و«الفريك» وكذا الزبيب والبرقوق المجفف الذي يسمى محليا «العينة» وتعدُّ مادة أساسية في تحضير طبق آخر تحضِّره العائلات الجزائرية بكثرة في رمضان تحديداً وهو «اللحم الحلو» ويتشكل من البرقوق المجفف وقطع من التفاح وأجزاء من اللحم، ويُطهى هذا الخليط لينتج طبقاً حلو المذاق يُستهلك مباشرة بعد «الشربة». وقد أبدت العديد من السيدات تذمُّرهن من ارتفاع أسعار «الفريك» والبرقوق المجفف والزبيب بمجرد اقتراب شهر رمضان، حيث بلغ سعر النوعية الممتازة من «الفريك» 250 دينار جزائري (دج) أي ما يعادل 3 دولارات، مقابل 150 دج فقط في رمضان الماضي (ما يعادل دولارين)، وارتفعت أسعار باقي السلع بـ 80 إلى 150 دج، وكذا أسعار اللوز والجوز وباقي المكسرات التي تدخل في تحضير حلويات السهرات العائلية الرمضانية، ما جعل السيدات يُصبن باحباط وهو يرين أن لجوءهن إلى الاقتناء المبكر لهذه المواد الأساسية لم يعد له معنى من حيث تخفيض التكاليف. وقالت إحدى السيدات بسوق «علي ملاح» وسط الجزائر العاصمة: «يبدو أننا سنكون مجبرات على اقتناء هذه الموائد أسابيع أو حتى أشهر قليلة قبل حلول رمضان لتفادي رفع أسعاره، فقد بدأ التجار يرفعونها بمجرد اقتراب الشهر، ومع ذلك نفضل اقتناءها الآن وعدم انتظار حلول رمضان لأن الأسعار ستلتهب أكثر». بينما أبدى بعض المواطنين تذمرهم من ارتفاع أسعار لحم الغنم والدجاج وهما أساسيان في رمضان، حيث بلغ سعر الكيلوجرام من لحم الغنم 850 ديناراً (مايعادل 10 دولارات) مقابل 650 ديناراً فقط في العام الماضي، وبلغ سعر الدجاح 270 ديناراً للكيلوجرام (ما يعادل أكثر من 3 دولارات) مقابل 160 دج فقط السنة الفارطة، وهي أسعار مرتفعة مقارنة بالأجور المحلية. كما أبدى المواطنون قلقهم من تزامن رمضان هذه السنة مع الدخول المدرسي، ما سيرهق أكثر كاهل العائلات محدودة الدخل لا سيما وأن التجار المضاربين فرضوا منطقهم الجشِع على الجميع وعجزت آليات الرقابة عن التحكم في الوضع. أما ناصري محمد، تاجر مواد غذائية وتوابل فألقى بالمسؤولية على تجار الجملة الذين فرضوا أسعاراً معينة، فأضروا بالمستهلكين والتجار الصغار معاً، حيث سيكون هؤلاء مجبرين على تخفيض هامش ربحهم لضمان عدم نفور الزبائن. ولعل السلعة الوحيدة التي بقيت أسعارُها ثابتة بل مالت إلى الانخفاض الطفيف هي التوابل المختلفة وبخاصة «الكمون» و«القرفة» و«الفلفل المطحون» حسبما أكده بائع بسوق «علي ملاح». مظاهر للترحيب مع اقتراب شهر رمضان من كل سنة، تقوم السيدات بغسل جدران البيوت بالماء والمنظفات والمطهرات المختلفة، وهناك من يلجأ إلى إعادة طلائها كلية بالدهن، ثم تشرع السيدات في غسل السجاجيد والبطانيات والستائر والأفرشة، ويتجندن أياماً لإنهاء العملية. وبعدها يقبلن على الأسواق لاقتناء مختلف الأواني ويتخلصن من أوانيهن القديمة. وإذا كان تجديد الأواني عادة تقتصر على بعض العائلات فقط دون الأخرى، فإن غسل جدران البيوت ومحتوياتها عادة تكاد تكون ملزمة لكل العائلات، وهي دليلٌ على الترحيب بشهر رمضان كـ «ضيف» عزيز يحل شهرا في السنة ولابدَّ من الترحيب به، ومن غير اللائق اجتماعياً استقباله بشكل عادي كباقي شهور السنة، ولا مناص من ابداء مظاهر تؤكد مدى الترحيب بـ «الضيف الكريم».
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©