الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البثيثة» صديقة القنص والغوص والصيد والمسافر لفترات طويلة

7 مايو 2010 21:06
لا أحد ينكر ما للغذاء من أهمية بالنسبة لأي شخص، فهو ينمي الجسد ويمنح القدرة على الحركة والتفكير. وهو يعتبر أحد مصادر المتعة، ولا يوجد شيء يمكن أن يدخل السرور إلى الإنسان أكثر من تناول غذاء شهي منوع يحوي الكثير من العناصر الغذائية والفيتامينات الضرورية للجسم، بل أصبحت بعض الأطباق تصنف على أنها فواتح للشهية، يتلذذ البعض بطعمها ويفتخر بتناولها أمام الأهل والأصدقاء، وللحق فان تلك الأطباق دائما ما تكون شهية ولذيذة بدرجة تفوق «أطباق الأغنياء» في بعض الأوقات. يمتاز المطبخ الشعبي في دولة الإمارات بأكلات شعبية خاصة به توارثها الخلف عن السلف، ولا يزال الناس في وقتنا الحالي يأكلونها باستمتاع ويقبلون عليها دون غيرها عندما تقام الموائد في المناسبات والدعوات. و«البثيثة»من الحلويات الشعبية التي مازالت متربعة على عرش المائدة الإماراتية رغم ظهور الكثير من الحلويات المختلفة الأحجام والمذاقات العربية والغربية في المخابز والسوبرماركت .ويعد هذا الطبق حلواً شعبياً إماراتياً تراثياً يقدم أو يتم إعداده في فصل الشتاء نظراً لاحتوائه علي العديد من الفيتامينات ويمد الجسم بالطاقة والحيوية. تقول فاطمة بنت محمد، مؤلفة كتاب الطبخ الميسر:» تعد البثيثة مثل السويت في الوقت الحاضر، حيث كانت المرأة في الماضي تقوم بإعداده بكميات كبيرة للغواصين في رحلة القنص والغوص والصيد والمسافر لفترات طويلة. وبعد أن تقوم بإعداده تضعه في إناء من الفضة لحفظه، وهي أكلة شهية ولذيذة، بطعم التراث والحنين إلى الماضي، وهذا الحلو يعد من الأطباق التي لاغنى عنها للأسرة الإماراتية، إذ أن هذا الطبق متوارث أبا عن جد وهو يعبر عن طبيعة وأسلوب حياة أجدادنا وآبائنا في الماضي والأطباق الشعبية التي كان يتناولونها في حلهم وترحالهم. تلفت فاطمة بنت محمد إلى مكونات البثيثة فتقول:«هي عبارة عن حلاوة شعبية لذيذة قوامها التمر والطحين والسمن حيث يوضع الطحين على النار ويقلب حتى يحمر (يهنهن) ثم يرفع من على النار، ويضاف إليه التمر ويخلطان معاً، ويمرس المخلوط حتى يخرج نوى التمر (الطعام) ثم يوضع المخلوط في قدر ويضاف إليه السمن ويقلب به ويقدم .وأفضل وقت لصناعتها هو فصل الشتاء حيث تعطي الجسم حرارة ، وقد تبقى أياماً وهي محفوظة ويؤكل منها هي لا تتأثر ولا تفسد إلا بعد مدة طويلة». وتتميز هذه الأكلة الشعبية بكثرتها وتنوعها، وتتفنن الإماراتيات من أمهاتنا وجداتنا في صنعها، ومازال البعض من الأسر تقدمها في الأفراح والأعياد والمناسبات ومنها ما هو خاص بالبيت والأسرة، ومن يتناولها يشعر بمتعة خصوصا عندما يتذوق هذا الحلو باليد مع رشفة من القهوة الشعبية المزوجة بالهيل والزعفران في جو عائلي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©