الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطوي.. نقطة توقف القوافل ومكان سقي الإبل والمواشي

الطوي.. نقطة توقف القوافل ومكان سقي الإبل والمواشي
7 مايو 2010 21:06
البئر أو مانسميها بالطوي، كانت محور تجمع القبائل. فأينما وجد الطوي هناك ماء لا بد من رحيل الأقوام إليه، ولا يتنقل الأهالي إلى أي منطقة دون أن يبحثوا قبل كل شيء عن الماء، وكان في كل قوم أشخاص عدة يعرفون رائحة الماء من شم التراب، والبعض كان يكتفي بحفر مقدار ذراع فيعرف من رطوبة التربة أن هناك ماء في باطن تلك الأرض، والبعض كان إن رأى طائر الهدهد فإنه يعلم أن في ذاك المكان ماء فيبدأون بالحفر. وبعد إعداد الطوي وتأمينه بجعله محاطاً بسور دائري مرتفع من الأحجار، يتم جلب الأهالي من المنطقة ويبقى بعض الرجال قرب الطوي دلالة على أن هذه المنطقة لهم. في إحدى المناطق برأس الخيمة قام خميس المزروعي بصنع آبار عدة من أجل إضفاء جمالية تراثية على منطقته ومسكنه، كما يقوم بسقي المزروعات من تلك الآبار بذات الطريقة القديمة، وهو يعتقد أن طريقة الري من الطوي أكثر توفيرا للماء وتعطي الزرع كفايته دون تبذير. ويقول خميس إن الدولة لم تكن تستغني عن الآبار في الماضي منذ ما يزيد على مائتي سنة حسب الحفريات بل إن بعضها يدل على وجود الآبار في حياة الإنسان في الإمارات منذ آلاف السنين. الطوي أو البئر كان شريان الحياة ومكانا مناسبا لتجاذب الحديث ولأخذ حمام سريع للسكان وعابري السبيل، خصوصا في فصل الصيف الطويل حين كان يصب الناس الماء على أنفسهم وعلى أصحابهم وهم بكامل ملابسهم، ثم يستترون لتبديل ملابسهم أو العودة لمنازلهم القريبة وتبديلها. وكان لتلك الآبار ارتباط قوي بالحياة اليومية لكافة شرائح المجتمع سواء أهل البداوة أو الحياة الحضرية، وكان يطلق على كل من هم قرب السواحل أهل الحضر، ورغم أن غالبية هؤلاء يعملون في البحر سواء لصيد الأسماك أو في السفر للغوص أو للتجارة إلا أن لكل بيت طوي، ومن لم يكن لديه كان يلجأ لشراء الماء من باعة الماء وهم قلة. يضيف المزروعي أن الطوي كان نقطة توقف القوافل خلال ترحالها، وهو مكان سقي الإبل والمواشي والأغنام، وكان الشعراء قد وصفوا تلك الصور في الكثير من قصائدهم، وتسمى تلك الآبار بأسماء لا تزال باقية إلى اليوم، والدليل أن كل شخص لا يعرف مكانا في منطقة في الدولة، فإن من يدله على المكان يطلب منه الذهاب لمنطقة طوي السامان أو طوي بالرشيد أو طوي الرفيعة، وفي أبوظبي يقال منطقة بدع خليفة الجد، وطوي الظواهر أو بدع الظواهر وهناك طوي الهباب وهو من أشهر الآبار في دبي. خميس يؤكد أن تلك المظاهر لم ينسها والداه، وأنه على خطى الأجداد يسير، خصوصا أننا دولة تفخر بالماضي، ومن علامات الفخر بالماضي إقامة المظاهر التي تبرزه، ولذلك تم حفر مجموعة من الآبار في تلك المنطقة الجبلية، تستفيد منها الشجيرات والأشجار المثمرة من مياه الآبار. وقديما كانت النسوة ينتظرن الأوقات التي لا يذهب فيها الرجال إلى مكان الطوي، فيحملن القرب الجلدية أو الأوعية الفخارية ويحملن ملابسهن أحيانا ليتم غسلها، وخلال تلك العملية يتبادلن الأحاديث ويمرح الأطفال بقربهن.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©