رايس تطالب بالمزيد من التشريعات الإصلاحية في العراق

قامت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا أمس بزيارة مفاجئة إلى بغداد، حيث التقت القادة العراقيين، وأشادت بالتقدم السياسي في العراق باعتبار أنه يعكس ''زمن الآمال''، مستشهدةً بإقرار قانون ''المساءلة والعدالة'' الإصلاحي بدلاً من قانون ''اجتثاث البعث''، لكنها حضت على تبني المزيد من سلسلة مشروعات قوانين تهدف إلى المصالحة، أبرزها: قانون النفط والغاز الجديد، وقانون الانتخابات المحلية· وأجرت رايس محادثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي، ثم اجتمعت مع وزير الخارجية هوشيار زيباري، ورئيس الجمهورية جلال الطالباني، ورئيس إقليم كردستان شمالي العراق مسعود البرزاني· وقالت في مؤتمر صحفي مشترك مع زيباري: ''إن قانون المساءلة والعدالة هو بكل وضوح خطوة إلى الأمام في عملية المصالحة وعملية تضميد جراح الماضي''· واستدركت قائلة: ''نعم مازال هناك الكثير من العمل·· لقد تحدثت مع الزعماء بشأن قانون السلطات المحلية، والحاجة إلى انتخابات محلية، وإلى قانون خاص بالنفط والغاز، وأعتقد أن البرلمان سيمرر قريباً الميزانية الجديدة''، وأضافت: ''بالرغم من أن التقدم السياسي لم يسر بالسرعة التي يريدها بعضنا في واشنطن، فإنه سار بالقطع قدماً إلى الأمام بشكل رائع، ويبدو أن هناك روح تعاون للمضي قدماً على الصعيد الوطني''· وتابعت: ''يجب أن أقول إنه منذ زيارتي الأخيرة قبل حوالي شهر، شاهدت تقدماً على الصعيد السياسي خصوصاً في مجال المصالحة يقوم به الشعب العراقي، وعزم المواطنين على محاربة المتطرفين والإرهابيين والمقاتلين الأجانب·· إنه زمن الآمال''· واستطردت قائلة: ''هناك الكثير من الخطوات في العراق في إطار المصالحة الوطنية وإعادة منتسبي الجيش العراقي ممن لم يلوثوا بالإرث السياسي لصدام حسين، وهذا يأتي في إطار ما حدث في الأنبار مع مجلس الصحوة والجهد السياسي على مستوى المحافظات''· وبشأن العلاقات الإقليمية، قالت رايس: ''أعتقد أن العلاقات بين العراق وجيرانه تحسنت مع الوقت في اجتماعات دول الجوار·· كان هناك قلق بشأن ما يحدث في العراق في البداية، وهواجس من أن الأمور لا تتحرك، لكن الناس الآن يتحدثون عن مستقبل العراق والتمثيل الدبلوماسي يزداد، وسنرى المزيد من اجتماعات الجوار، وهناك العهد الدولي للعراق، وتبادل في الوعود بالمساعدة''· وأضافت: ''قانون المساءلة والعدالة تم تمريره، والكل يشيد به كخطوة جيدة على طريق المصالحة، وهناك خطوات أخرى تتم على الطريق ذاته، وكلما ازدادت هذه الخطوات، ترسخ الاعتقاد في دول الجوار بأن الأمور ستنجح''· وأكدت أن ''عراقاً ديمقراطياً موحداً موجود هنا لكي يبقى بالرغم من وجود بعض التحديات''· من جهته، قال زيباري للصحفيين: ''إن هناك تطورات إيجابية جداً في الوضعين السياسي والأمني، وعلى المستويين الإقليمي والمنطقة''· وأضاف: ''لا بد من الاستمرار في بناء الإنجازات، وإقرار القوانين الأخرى لتعزيز المصالحة الوطنية''· وأجاب رداً على سؤال بشأن الاتفاق الأمني المرتقب مع واشنطن: ''أوضحنا للدول العربية أنه ليس هناك أجندة سرية، والعملية شفافة·· نحن ما زلنا بحاجة إلى الدعم إلى أن نستكمل بناء قدراتنا وإمكاناتنا، والولايات المتحدة حليف استراتيجي للعراق وستبقى كذلك لفترة طويلة·· نحن لا نختلق البدع، والعديد من الدول العربية لديها اتفاقيات مماثلة مع الولايات المتحدة''· وصرح المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ بأن رايس أطلعت المالكي على نتائج جولة الرئيس الأميركي جورج بوش في المنطقة، وأبلغته بأن استقرار العراق من استقرار المنطقة كلها· وأضاف أنها نقلت إلى المالكي رغبة بوش في سحب نحو 30 ألف جندي أميركي من العراق بحلول منتصف العام الجاري، وأبلغته بأن بوش فاتح زعماء الدول العربية والإقليمية بشأن إمكانية دعمهم لاتفاقية الصداقة طويلة الأمد المرتقبة بين الولايات المتحدة والعراق· وذكر أنها عبرت خلال اللقاء عن ''رغبة الرئيس بوش التي نقلها إلى قادة هذه الدول في رؤيته المتعلقة بحشد جهد إقليمي لمساعدة الحكومة العراقية ولدعم جهوده هو في محاربة المجموعات الإرهابية التي تحاول زعزعة أمن واستقرار العراق·'' وأعلن بيان للحكومة العراقية أن المالكي أكد خلال اللقاء أن حكومته ''تعمل بجد على تثبيت أسس الديمقراطية والحرية والعدالة وسيادة القانون وإشاعة أجواء المصالحة الوطنية في العراق الجديد·'' ونقل قوله لرايس: ''إننا حريصون على بناء أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة وجميع دول العالم، والعمل على إعادة الثقة والتواصل مع المجتمع الدولي في المجالات السياسية والاقتصادية''· قد أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو، وقال لصحفيين في الرياض: إن بوش اتفق مع مع رايس على أن تنفصل عن الوفد الأميركي الزائر في العاصمة السعودية وتسافر إلى العراق للحض على ''مواصلة التقدم والتشجيع على مزيد من المصالحة السياسية والعمل التشريعي''·