الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محسنون في السر: أبواب الخير مفتوحة دائماً للنفوس الكريمة

محسنون في السر: أبواب الخير مفتوحة دائماً للنفوس الكريمة
7 مايو 2010 21:09
«صدقة السر تطفئ غضب الرب» ؛ قالها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، لحث المسلمين على اتخاذ الصدقات وسيلة ومنهاجا للتقرب إلى الله وطلب عفوه وغفرانه سبحانه، من هنا كان الصمت عند تقديم الإحسان من الأمور الواجب الالتزام بها، حتى يكون ذلك الإحسان صادقاً تماماً في ابتغاء مرضاة الله، والبعد عن أي مظهر من مظاهر الرياء. دخلت «الاتحاد» إلى عالم المحسنين الصامتين، ودفعتهم للكلام للمرة الأولى وربما الأخيرة في حياتهم، عما يفعلون من أفعال خير مختلفة يهدفون من ورائها إلى مد يد العون إلى إخوانهم من بني الإنسان في كل مكان، بغض النظر عن حدود المكان والزمان. مساعدة المسجونين يقول أحد المحسنين، الذي فضل عدم ذكر اسمه «بالفعل قمت بمساعدة الكثير من الناس، بدافع التقرب من الله والشكر على نعمه الكثيرة التي وهبني إياها، فأنا والحمد لله أعيش في خير وفير، وقبل أي مجهود مني هو رزق من الله، ولذلك من الطبيعي أن أخرج من هذا المال الذي أنعم الله به علي بقدر المستطاع إلى المحتاجين، وذلك بشكل مباشر من خلال إعطاء الأموال إليهم دون وسيط، أو التبرع للجمعيات الخيرية، وهي تقوم بذلك الدور نيابة عن المحسنين، ممن يعجزون عن الوصول إلى الأشخاص الذين تضطرهم ظروفهم إلى طلب المساعدة من الآخرين، وبعيداً عن المساعدات المادية، هناك مساعدة بعض المتعثرين أو من يعيشون في متاعب لأسباب مختلفة في الوصول إلى أصحاب القرار والعمل على حل مشكلاتهم، بما يمكنهم من عيش حياتهم بشكل طبيعي بعيداً عن أي اضطرابات». ويتابع: من ضمن تلك المساعدات، أن هناك بعض المسجونين بسبب أزمات والتزامات مادية، سعيت في مساعدتهم على حل مشكلاتهم وإخراجهم من السجن، وعودتهم إلى أهلهم وديارهم، مرة أخرى.أما عن أوجه الإحسان العام والتي لا تختص بأشخاص بعينهم، فيأتي في مقدمتها، المساهمة في إنشاء المساجد، خاصة خارج الدولة، في دول إسلامية تعاني من ظروف اقتصادية غير مستقرة، فضلاً عن المساهمة في بناء وتعمير المساجد داخل الدولة، وإلى جانب ذلك أسعى دائماً إلى عمل مبردات للمياه في محطات البترول، وأحرص على التواصل المستمر مع شركات البترول، لعرض إقامة تلك المبردات في أي محطات جديدة يتم افتتاحها». عتاب رقيق يلفت المحسن نفسه إلى وجود عتاب ولوم رقيقين، يود أن يوجههما إلى البعض ممن يملكون المال وكذا بعض من يسعون إلى التقرب إلى الله دون أن يكلفهم ذلك شيئاً مادياً، وهو أن بعضهم إذا جاءه سائل، يقوم بصده أو يعطيه أقل القليل، وهذا بالطبع سلوك غير مبرر، لأن الأول يعيش في بحبوحة من العيش وينفق الكثير على أهله وبيته، ولكن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم «والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم» (المعارج:24- 25) في حين أن هناك البعض الآخر، ممكن لا يمتلكون نفس القوة الاقتصادية، وليسوا على ذات الدرجة من التدين والالتزام إلا أنهم يَهبّون إلى مساعدة الآخر وتقديم يد المساعدة إذا ما طلب منهم ذلك، رغم أن الأولى بذلك هم الأشخاص الأكثر تديناً والأكثر ثراءً، خاصة وأن الفقير دائماً يظهر من خلال مظهره، وعمله، وكذلك وضعه الصحي، أو عدد أفراد أسرته، أي أن حاجته للغير واضحة تماماً وليس فيها أي ادعاء أو سعي لأخذ ما هو ليس بحقه. وحول مشاغل الحياة، التي قد تعيق البعض عن تأدية دورهم في مساعدة الغير، يقول «بالفعل مشاغل الحياة كثيرة، ولكن لكل إنسان طريقة تفكيره، إذا استسلم للانشغال، فلن تكون هناك فرصة لعمل الخير، ولكن لو أراد ذلك، يستطيع تيسير الوقت والظروف الملائمة لمساعدة الغير والقيام بالإحسان بكافة أشكاله، هناك فرصة دائمة لعمل الخير إذا كانت نفس الإنسان تواقة إلى ذلك». أطباء بلا حدود عن مساعداته خارج البلاد، يقول إن أهمها هو تبرعاته لجمعية أطباء بلا حدود، التي يعتبر مساهماً فيها ومنحته شهادة بذلك في أعقاب تبرعه بمبلغ مالي كبير لدعمها واستمرارها في نشاطها الخيري. وحول تفضيله التبرع لجمعيات وهيئات أو تقديم تبرعاته للأفراد مباشرة، يقول:»إذا كنت أعرف الأشخاص معرفة جيدة، أرجح الدفع لهم بشكل مباشر، وبالنسبة للجمعيات والمؤسسات الخيرية، فلا أدفع إلا للجمعيات الرسمية والمعروفة مثل الهلال الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود، لأني في هذه الحالة فقط أضمن أن أموالي ستنفق في وجوه الخير ولن يساء استخدامها، وعن العلاقة بينه وبين من يقوم بالإحسان إليهم، لفت إلى أنه يعمل على أن تكون علاقته بهم في أضيق الحدود ولا يتعامل معهم بشكل مباشر بقدر الإمكان حتى يجنبهم أي حرج». على النقيض من ذلك يبدأ أحد المحسنين كلامه، مشيراً إلى أنه يسعى دائماً إلى تكوين علاقة قوية مع بعض الأشخاص الذين يقوم بمساعدتهم، ويتعامل معهم على أنه فرد من عائلتهم أو قريب لهم، وإذا كانوا صغاراً أو في طور النمور، فأنه يتعامل معهم كأب ويحاول أن يكون قريباً منهم للتعرف على احتياجاتهم عن قرب وقضاءها لهم أولاً بأول، خاصة وأن عمل الخير لا يقتصر على الدعم المادي فقط، فشعور الآخرين بأنك معهم في أوقت الأزمات في حد ذاته ربما يكون أقوى من الأثر المادي. وعن علاقته بالجمعيات الخيرية، يقول «أنا على تواصل دائم معهم، والحمد لله أتبرع لهم بشكل دوري كل شهر، خاصة لجمعيات الهلال الأحمر وغيرها من المؤسسات الخيرية المنتشرة في إمارات الدولة المختلفة، ومن خلال هذه الجمعيات، أشعر أن أعمالي تنتشر في بلدان إسلامية وعربيـة عديـدة، سـواء من حفر للآبار أو بناء مساجد، أو مساعدة تلك الدول في أوقات الأزمات والكوارث، مثل أحداث غزة الأخيرة، وزلزال باكستان منذ ثلاثة أعوام، وكذلك أخواننا في الصومال والعراق وأفغانستان». المؤسسات ضرورية يبين المحسن نفسه أن وجود مثل هذه المؤسسات التي تحث على فعل الخير، هو أمر ضروري حيث تكثر المشاغل ويسير الجميع في دوامة الحياة، وربما فاته أن ينظر إلى من سواه من الإخوان الذين هم في حاجة للعون والمساعدة، ولكن التبرع هنا يجب أن يكون للمؤسسات المعروفة والمعلومة للجميع، وليس لأي عابر سبيل يحمل مجموعة من الأوراق التي ربما كانت مزورة ويسعى لجمع المال بها لغرض غير أعمال الإحسان والخير. ومن ضمن المساعدات التي يقوم بها، ما يتم من خلال الأهل في المنزل وعند زياراتهم لجمعيات التنمية الأسرية حيث يتعرفون عن قرب على أسر تواجه أعباء معيشية وحياتية تبحث عمن يمد يد الخير إليها، فيسارع إلى مساعدة تلك الأسر سواء بالأموال أو بالمساعدات العينية من مأكل وملبس. ومن ذلك أنه يدفع الإيجار السنوي لمسكن إحدى الأسر التي غاب عائلها، وذلك منذ سنوات عديدة. كما دفع مبلغا ماليا ضخما أقل به عثرة أحد الأفراد وكان مهدداً بالسجن. وتمتد هذه المساعدة إلى الأفراد الذين يعملون لديه في المنزل، إلى ذلك، يقول «إن الراتب غالباً يتم تحويل معظمه أو كله إلى أهلهم الذين يقع عبأ إعالتهم على كثير من خدم المنازل الذين يعملون في بلادنا، حيث أساعدهم في بناء منازل لهم في بلدانهم الأصلية، وكذلك مساعدتهم في الظروف الاجتماعية المختلفة من زواج ووفاة وما إلى ذلك»، لافتا إلى أن القيام بأعمال الإحسان يكون بدافع إنساني وديني في آن واحد، هو تقرب إلى الله، وفي ذات الوقت الشعور بالراحة لكونه سبباً في إدخال السعادة والسرور على أفراد أو أسر بعينها. ويؤكد أن أعمال الخير هي الباقية، وهي التي تدخل البركة، وتمنح السعادة لمن يقوم بها، فعلى الرغم من تجارته المحدودة، إلا أنه يعيش في مستوى معيشي جيد جداً، ونادراً ما يقع في الأزمات والمشاكل، ويرى أن ذلك يرجع بشكل أساسي إلى أعمال الخير والإحسان التي لا ينقطع عن القيام بها على مدار العام وذلك في إطار من السكوت والصمت. حملات مستمرة ومتنوعة يقول مدير جمعية الفجيرة الخيرية عبيد الحفيتي، بوصفه أحد المتعاملين بشكل مباشر مع فاعلي الإحسان، إن مساهماتهم لها دور كبير في تحقيق كثير من أهداف ومشروعات الجمعية، وتعتبر مورداً أساسياً إلى جانب الدعم الذي تتلقاه الجمعية من وزارة الشؤون الاجتماعية. ويضيف «تتنوع تبرعات الأفراد من عينية إلى مادية، بحسب المشروع الذي نسعى لتحقيقه، مثلاً نسعى لجمع الأغذية في أثناء شهر رمضان، من أجل المير الرمضاني، والموائد الرمضانية. وهناك أعمال أخرى تحتاج لأموال مثل الدعم المادي لبعض الأسر». ويلفت الحفيتي إلى أن المتبرع لا يستمر إلى الأبد في عملية التبرع، نظراً لتقلب ظروفه الخاصة أو الاقتصادية المتقلبة، ولذلك تقوم الجمعية بعمل حملات مستمرة لحفز الناس على الإحسان، والمساهمة في المشروعات العديدة للجمعية، التي لا تتوقف بفضل دعم أولى الأمر وجهود رجال الخير في المجتمع سواء رجال الأعمال أو الأفراد العاديين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©