السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى أمي الحبيبة

8 يناير 2011 22:10
استكمالاً للرسائل التي كتبت من الزوجة إلى الزوج ومن الزوج إلى الزوجة، نتابع في هذا العدد كتابة الرسائل المتعلقة في نطاق الأسرة لتحقيق ولو جزء بسيط من الاستقرار الأسري عبر هذه الرسائل المباشرة، والتي تمثل خلاصة معاناة وآلام تبحث عن حلول. واليوم نكتب رسالة من الأبناء للأم يشرحون فيها حاجتهم إليها ولوجودها إلى جانبهم وحسن تعاملها معهم. وإليكم نص الرسالة. أمي الحبيبة.. للمرة الأولى أكتب لك هذه الرسالة أضع فيها كل مشاعري ومشاعر إخوتي وأخواتي لأعبر فيها عن أمور كثيرة قد لا تكون واضحة لك ولكنها الحقيقة التي لا نريد أن تؤثر على علاقتنا بك ولا على شخصياتنا ومستقبلنا. أمي الغالية افتحي قلبك وأنت تقرئين كلماتي واشعري بي وبإخوتي بكل جوارحك الحانية، فنحن مأمورون بطاعة والدينا من قبل المولى عز وجل القائل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) (الإسراء:23)، وقد نكون أخطأنا في حقك بقصد أو من دون قصد، ولكن مهما كان فنحن لا غنى لنا عنك. هل تعلمين أن وجودك بيننا يشعرنا بالأمان؟ هل تعلمين أن تعاملك معنا بالطيبة والحب يمنحنا القوة والثقة؟ هل تعلمين أن حديثك معنا بحنان وبصوت هادي يريحنا ويشعرنا بالسكينة والدفء؟ أمي يا أغلى ما في الكون نحن ندرك مدى المسؤوليات التي أنت فيها كما ندرك أن لك الحق في أن تلتفتي لنفسك ولحياتك، ولكننا نريد منك بعض الأمور التي تحقق لنا الشعور بالأهمية والأمان، نريد منك الاحتضان والتقبيل والجلوس إلى جانبنا، نريد منك كثرة التواجد أمام أعيننا، نريدك أن توقظينا أنت في الصباح وليست الشغالة، نريدك أن تضعي لنا الطعام وتجلسي معنا نأكل معاً، نريدك أن تتعاملي معنا في جميع الأحوال كأم محبة لأبنائها، لا تدخلينا بما قد يحدث بينك وبين أبي، لا تحملينا أي ذنب قد يقترفه أبي أو أي شخص آخر. أمي الحبيبة هل تعلمين أن صراخك في البيت يسبب لنا القلق والتوتر كما يسبب ضعفاً في شخصيتنا؟ لماذا تجعلينا نتمنى أن نعيش في بيت فلانة أو نتمنى أن تكون هي أمنا؛ لأنها تتعامل مع أبنائها بأجمل ما تتعامل به الأم مع أبنائها، وأنت قادرة على إعطائنا ذلك وأكثر؟! نحن لا نريد أن نصل إلى درجة نتمنى فيها الاختفاء عنك، أو أن نتمنى لك «.....»، اعذريني لا أستطيع كتابتها لأنها مؤلمة لك كما هي مؤلمة لنا. أمي الحبيبة نحن بدون رعايتك وحبك وحنانك وتواجدك واهتمامك نفقد الحياة السعيدة التي تسعى لها كل أم قبل الزواج، ونفقد الشعور بالأمن والأمان والاستقرار الأسري، فهلا احتويتينا؟ فنحن أهم من الصديقات والزيارات والحفلات والأسواق والموضة والمسلسلات؛ لأننا جزء منك. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©