مسرح كلباء الشعبي يستعد لعرض «الدنيا سوق»

يستعد مسرح كلباء الشعبي لتقديم مسرحية بعنوان «الدنيا سوق» وهي مسرحية كوميدية جديدة من جزءين مدتها ساعتان من تأليف جمعة علي، إخراج عبدالرحمن الملا، إشراف فيصل الدرمكي. ومن الممثلين المشاركين في العمل الذي تجري بروفاته في هذه الأيام، أمل محمد، صوغة، والنجم الكوميدي الصاعد أحمد إسماعيل وبعض الشباب من الممثلين الجدد. وذكر الفنان جمعة علي أن البروفات تجري على قدم وساق لعرض المسرحية على امتداد خمسة أيام متلاحقة خلال العيد. وأوضح أن هذا العمل يصور حالة سوق شعبي، بدأ يفقد بريقه ونكهته التراثية الحضارية ونسيجه المترابط من خلال تقليد أصحاب السوق والمحلات لما وفد عليهم من أشياء جديدة، وأناس تسربوا إلى السوق القديم، وافتتحوا لهم دكاكين ومشاريع تلائم الحياة المعاصرة، حيث التسابق وراء الربح المادي الذي يخلق نظاماً قيمياً جديداً في أسلوب العلاقات والتعامل والحياة الاجتماعية. وأشار إلى أن أصحاب الحوانيت التراثية حين يتبعون (الموديرن) في تقليدهم لأصحاب المحلات الحديثة، يكونون قد تركوا الجانب الشعبي التراثي، وهو ما يؤشر عليه هذا العمل الكوميدي الساخر بمرارة، ذلك أن تأسيس الجديد، وفتح الأبواب نحو المستقبل لا يعني بالضرورة أن تهدم الأمة ماضيها وتاريخها، لأن الواقع نابع من الماضي ويرتكز عليه من أجل رؤية المستقبل، والتنبؤ إلى الحياة الأفضل. وقال إن هذه الأسواق التراثية نابعة من المكان وقد بناها الآباء والأجداد، وهي جميلة في رقدتها حين تقفل الأبواب، وفي صحوها حين تفتح الأبواب ويرتادها الناس، كما أنها تعطي للمكان طبيعة معينة ومذاقاً خاصاً، لذا يجب المحافظة عليها، والاعتناء بها في هذا الزمن المتحرك الذي ينبغي أن يوظف لحماية كل ما هو جميل وعتيق ومميز في تاريخنا التراثي، سيما هذه الأسواق المنتشرة في كل إمارات الدولة. وذكر جمعة أن (الدنيا سوق) حالة إسقاط على النفس البشرية ذاتها، التي تنبهر بالقادم الجديد أيا كان وتنسى أصالتها ومعدنها وقيمها وهويتها، وقال إن هذا العمل الذي سوف يضحك الجمهور، إلا أنه يحمل في طياته النقد لتبدل المشاعر الإنسانية من خلال تبدل القيم لدى البعض ممن نسي جذوره وموروثه الحضاري، وتسلق بالجديد الذي يريد أن يبني على أنقاض عشقه وقيمه الجمالية والتراثية شيئاً آخر ربما لا يكون جميلاً بالضرورة.